إنطلقت مساء ببلنسية (شرق إسبانيا) أشغال الندوة الأوروبية ال 34 لمساندة الشعب الصحراوي بحضور رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية السيد محمد عبد العزيز وممثلين عن عدة بلدان. وتشارك الجزائر في هذا اللقاء الدولي بوفد كبير يضم سفير الجزائربمدريد السيد محمد حناش وبرلمانيين وممثلين عن منظمات وطنية واللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي. وفي كلمته الافتتاحية ندد الرئيس الصحراوي بالمغرب الذي ''ما فتئ - كما قال - يقوض عمل الأممالمتحدة'' لصالح حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بالرغم من التزاماته مع جبهة البوليزايو من خلال التوقيع معها وتحت إشراف الأممالمتحدة على مخطط التسوية لعام 1991 واتفاقات هوستن لعام 1997 ومخطط بيكر لعام .2003 وأضاف قائلا أن ''المغرب يستمر في تبني موقفه المعرقل بل وحتى يرفض علنا كل حل لا يضفي شرعية على الواقع الاستعماري في الصحراء الغربية'' . وإتهم الرئيس عبد العزيز الرباط ب ''عرقلة استئناف المفاوضات المباشرة مع جبهة البوليزاريو بفرض كشرط مسبق صيغته الاستعمارية المعروفة بالحكم الذاتي. كما ندد بالعراقيل التي يضعها المغرب أمام تعيين المبعوث الشخصي الجديد الذي اقترحه الأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية. وأدان في هذا السياق ''الموقف المتصلب'' للمغرب الذي يتعارض مع الإستعداد الذي أبداه الصحراويون لاستئناف المفاوضات المباشرة مع المغرب في الإطار المحدد من قبل لوائح مجلس الأمن الأممي ذات الصلة أي ''حسن النية وعدم وجود شروط مسبقة'' بهدف الوصول إلى ''حل نهائي للنزاع بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وتأسف الرئيس الصحراوي لغياب ''الضغط'' على الصعيد الدولي لحماية الشرعية وفرضها وإقناع المغرب باحترامها وغياب التنديد ب''الصمت المتواطئ'' لبعض القوى ذات النفوذ التي تشجع هذا البلد على الاستمرار في انتهاك القانون الدولي. وذكر في هذا الصدد الاتحاد الأوروبي الذي ''كنا -كما قال- ننتظر منه مساهمة أكبر في البحث عن حل عادل'' للنزاع منددا بمنح الاتحاد الأوروبي المغرب الوضع المتقدم. وحذر الرئيس عبد العزيز من ان يكون هذا الوضع المتقدم صكا على بياض للمغرب بل يجب أن يكون هذا الوضع مشروطا ب''إنهاء الاحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة ونهب الموارد الطبيعية الصحراوية. وأكد الرئيس الصحراوي أن كل ما تطالب به جبهة البوليزاريو هو ''حل ديمقراطي عادل يقوم على احترام الشرعية الدولية وعلى الإرادة الشعبية الصحراوية المعبر عنها بحرية. وأشار إلى أن تقرير المصير في إطار تصفية الاستعمار حق دولي مقدس مضيفا أن الأممالمتحدة تعترف للشعب الصحراوي بحقه في تقرير مصيره بحرية سواء باختيار الاستقلال أو الانضمام إلى المغرب. غير أن الحكومة المغربية - كما أضاف الرئيس الصحراوي'' -متخوفة من استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية لأنها تتوجس من الديمقراطية'' . من جهته، أشار رئيس الندوة الأوروبية لمساندة الشعب الصحراوي السيد بيار غالان إلى أن هذا اللقاء الدولي فرصة لتذكير الجميع بحقوق شعب عازم على استرجاع كرامته وحريته وبلده الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وأشاد السيد غالان بالجزائر وبالرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذين - كما قال'' -طالما ساندوا الكفاح من أجل استقلال الصحراء الغربية بقيادة جبهة البوليزاريو وذلك في إطار احترام حق الشعوب في تقرير مصيرهم'' . كما أشاد بالاتحاد الإفريقي الذي قدم منذ البداية دعمه لجبهة البوليزاريو واعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية كعضو كامل العضوية طبقا للميثاق التأسيسي. ودعا السيد غالان إسبانيا إلى ''الاضطلاع بمسؤوليتها كقوة استعمارية والتنديد علنا بما يسمى اتفاقات مدريد المبرمة بتاريخ 14 نوفمبر 1975 التي تشكل كما قال انتهاكا للقانون الدولي المتعلق بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. من جهة أخرى، أكد عدة متدخلين مجددا حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والاستقلال، وتتواصل الأشغال على مستوى الورشات حيث سيناقش المشاركون عدة مسائل لاسيما الوضع في مخيمات اللاجئين الصحراويين والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة من قبل المغرب وكذا التعاون الإنساني.