حذر المشاركون في الندوة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي التي عقدت بالجزائرالأممالمتحدة من مغبة التراجع عن تطبيق الشرعية الدولية في معالجتها للقضية الصحراوية، وأكدوا أن الإلتفاف حول حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا للوائح والقرارات الدولية سيؤدي إلى إدخال المنطقة في دوامة من العنف· اختتمت أمس بالجزائر الندوة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي التي دامت يومين بحضور هيئات وجمعيات دولية مساندة لنضال الشعب الصحراوي من أجل تحقيق استقلاله، وتوجت الندوة ب"إعلان سياسي" تضمن دعوة الأممالمتحدة الى تطبيق الشرعية الدولية في معالجتها للنزاع الذي يعود إلى سبعينيات القرن الماضي· وأوضح نص الإعلان أن إيجاد أي حل للقضية الصحراوية يجب أن يكون مطابقا للوائح الأممالمتحدة التي نصت صراحة على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عبر تنظيم استفتاء حر ونزيه بعيدا عن اية ضغوط، وحذر في هذا السياق من أي محاولة للانحراف عن هذا المسار والذي سيؤدي إلى هدر الشرعية الدولية وإدخال المنطقة في دوامة من العنف واللااستقرار· وللإشارة فإن هذه الندوة انطلقت أول أمس السبت بالجزائر العاصمة وعرفت مشاركة اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي والتنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي التي يترأسها البرلماني البلجيكي بيار غالان إضافة إلى العديد من اللجان الوطنية لدعم الشعب الصحراوي من أمريكا الشمالية وإفريقيا وأمريكا اللاتينية· ومن جهة اخرى جدد المشاركون في الندوة تمسكهم بمواصلة التضامن مع الشعب الصحراوي والدفاع عن حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة في كل المنابر الدولية، ودعوا جبهة البوليزاريو الى مواجهة المناورات المغربية ومواصلة قيادة نضال الشعب الصحراوي· وندد البيان بانتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة وطالبوا هيئة الأممالمتحدة بحماية الصحراويين الذين يخرجون إلى الشوارع في مسيرات سلمية للتعبير عن رفضهم للاستعمار المغربي· واحتضنت قاعة المؤتمرات لمسرح الهواء الطلق بالكازيف بسيدي فرج أمس في اليوم الأخير من أشغال هذه الندوة التي تعد إشارة انطلاق "سنة 2008 للتضامن مع الشعب الصحراوي في الجزائر" لقاء شارك فيه السيد محرز العماري رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي والسيد بيار غالان عضو مجلس الشيوخ البلجيكي ورئيس التنسيقية الأوروبية للجان مساندة الشعب الصحراوي والسيد عبد المجيد سيدي سعيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين والسفير الصحراوي بالجزائر السيد إبراهيم غالي ووزراء في الحكومة الصحراوية يتقدمهم السيد محمد سيداتي الوزير المنتدب المكلف بأوروبا والوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية السيد محمد يسلم بيسط إضافة إلى ممثلين عن لجان المساندة مع الشعب الصحراوي في كل من تنزانيا وجنوب إفريقيا والبنين وموريتانيا وأنغولا وغينيا بيساو وناميبيا وكوبا وفنزويلا وإسبانيا وفرنسا· وقدم السيد بيار غالان في تدخله عرضا حول النشاطات المزمع تنظيمها خلال هذه السنة في إطار مواصلة تقديم الدعم للشعب الصحراوي وتحدث عن لقاءات تنظم في كل من اسبانيا والبرلمان الأوروبي وفي فرنسا قصد حمل الحكومة الحالية على تغيير موقفها الداعم للاستعمار المغربي، وأوضح غالان انه لولا الدعم الفرنسي لما تمكن المغرب من الصمود في وجه تطبيق الشرعية الدولية· وأشار المتحدث أمام صحافي من وكالة الأنباء المغربية الذي جاء لتغطية اللقاء أن سكان المنطقة المغاربية "يجب أن يعيشوا معا ويجب العمل على هذا النحو عبر تمكين الشعب الصحراوي من تأسيس دولته المستقلة"، وأضاف أن اللجان الوطنية والدولية لمساندة الشعب الصحراوي "ليست ضد الشعب المغربي وتأمل في أن تٌعقد لقاءات للجان مساندة مغربية ودولية في الرباط"·وبدوره كشف الامين العام للمركزية النقابية السيد عبد المجيد سيدي سعيد عن إعداد برنامج خاص مع النقابات الصحراوية وأعلن عن برمجة فتح مداومة للنقابات الصحراوية بمقر الاتحاد بالعاصمة الجزائرية قصد منحها إطارا للتعاون مع النقابات العمالية في كل دول العالم"·