الجزائر واجهت الإرهاب بحزم وانتصرت عليه وحذرت العالم من نتائجه المدمرة شعبنا الأبي طوى صفحة الماضي الأليم إلى الأبد ولا يمكنه العودة إلى سنوات الدم والنار ركزت افتتاحية مجلة «الجيش» الصادرة أمس، على ظاهرة «التطرف العنيف»، وكتبت تحت عنوان: «الشعب الجزائري لا يلدغ من جحر مرتين» لتؤكد أن التطرف «ظاهرة خطيرة، تغذي الإرهاب» كما «تقوض السلام والأمن والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان»، وقالت إنه «لا يمكن أن يكون أي بلد بمنأى عن آثارها الوخيمة» مستدلة بما سبق أن شهدته بلادنا خلال تسعينيات القرن الماضي مع «تنامي هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا المعروف بوسطيته وتسامحه»، وما انتهت إليه بتحوّلها إلى «إرهاب». أكدت مجلة «الجيش» في عددها الصادر في ماي 2023 أن «الاستمرار على نهج التغيير وإنجاح المسيرة التنموية الشاملة، يقتضي قطع الطريق أمام المشوشين ومجابهة التطرف بشتى أنواعه من خلال تجند ومشاركة جميع الفاعلين وعلى مستويات مختلفة، بدءا بالأسرة والمدرسة» لتؤكد أن «محاولات الترويج لمظاهر التطرف ستبوء حتما بالفشل، طالما أن شعبنا الأبي قد طوى صفحة الماضي الأليم إلى الأبد ولا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يعود مرة أخرى إلى سنوات الدم والنار». وسجّلت «الجيش» أن الجزائر «خاضت لوحدها على مر عشرية من الزمن حربا ضروسا على الإرهاب، وواجهت إستراتيجية خبيثة استهدفت تفكيك الدولة، إلى أن تمكنت من القضاء عليه بفضل تضحيات جسام قدمها الجيش الوطني الشعبي والأسلاك الأمنية الأخرى، مسنودا بالشعب، فأضحت بلادنا رائدة في المجال، ومثالا يحتذى به على المستوى القاري والدولي»، وأضافت أن الجزائر «اكتسبت اعترافا وتحولت إلى مقصد للعديد من الوفود الأجنبية التي سعت للاستفادة من هذه التجربة في إطار التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب. وأكدت «الجيش» أن الجزائر»أدركت مبكرا أخطار الظاهرة الإرهابية وخلفياتها وأبعادها»، واستدلت بمقولة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون: «إن الجزائر تمكنت في تسعينيات القرن الماضي من مواجهة ودحر شرور الإرهاب وسط غياب شبه كلي للدعم المادي والمعنوي المنتظر من المجتمع الدولي، تواصل اليوم بنفس الروح جهودها الرامية لمساندة أشقائها في جوارها المباشر على الصعيد القاري في حربهم ضد التطرف العنيف والإرهاب، مسترشدة في ذلك بتجربتها المريرة والناجحة في ذات الوقت». في المقابل، سجلت «الجيش» أن اهتمام المجموعة الدولية بظاهرة الإرهاب قد «تراجع»، وذلك رغما عن الطابع العالمي المتجدد والمتغير للظاهرة»، وقالت إن الجزائر «تغتنم كل مناسبة في المنابر الدولية المختلفة، لتنبه المجتمع الدولي بالتهديدات المتزايدة وبخطورة الظاهرة على السلم والأمن العالميين، سيما في منطقة الساحل وجنوب الصحراء» وأضافت أنها «تدعو إلى تكثيف التعاون عبر الآليات المتوفرة، سواء على المستوى القاري أو الأممي، واعتماد مقاربة شاملة قائمة على ثنائية الأمن والتنمية، وأضافت أن السيد الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أكد أن الجزائر واجهت ظاهرة الإرهاب بحزم، وحذرت العالم برمته من نتائجها المدمرة والوخيمة وتمكنت باعتراف الجميع، من دحر الإرهاب وقبر مشروعه الظلامي، بفضل الاستغلال العقلاني لمقوماتها وإمكانياتها وتجارب شعبها المكتسبة خلال الثورة التحريرية المظفرة». وقالت «الجيش» إن دوائر معادية «تحاول استهداف أمن واستقرار الوطن، عبر نشاطات علنية مشبوهة ومغرضة لأصوليين يريدون عبثا استنساخ الأساليب الخبيثة ذاتها التي كانت سببا في المأساة الوطنية خلال تسعينيات القرن الماضي، منها نشر خطاب متطرف « وذلك - تقول الجيش - «في وقت خطت بلادنا أشواطا معتبرة على نهج التغيير المنشود»، وأضافت الجيش بلهجة صارمة، أن «الدولة لن تتسامح أبدا أمام هذه المحاولات البائسة، وستقف لها بالمرصاد»، وهو ما أكده الفريق أول رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، حين قال: «ليعلم هؤلاء المتطرفين أن ذلك الزمان قد ولى إلى غير رجعة، وأن مؤسسات الدولة الراسخة لن تسمح بأي حال من الأحوال بعودة هؤلاء المغامرين الذين كادوا أن يدفعوا بالبلاد إلى الهاوية وأن يتسببوا في انهيار أركان الدولة الوطنية، التي ضحى من أجلها الملايين من الشهداء الأبرار». وأبرزت افتتاحية «الجيش» أن «الخديعة لن تنطلي مرة أخرى على شعبنا بحكم أنه أصبح أكثر وعيا وإدراكا لنوايا المغامرين ولمخططات دوائر لم تستسغ أبدا التوجه الوطني الجديد الذي تسلكه بلادنا»، وهو التّوجه «الذي مكن الجزائر في ظرف زمني قصير من تحقيق إنجازات معتبرة على الصعيد الداخلي، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلى الصعيد الخارجي حيث استعادت دورها المحوري قاريا ودوليا» تقول الجيش، وتؤكد: «مهما يكن من أمر، فإن الجزائريين لن يلدغوا من جحر مرتين».