تطرح مسألة توسع الاستخدامات الرقمية في مجالات الحياة، إشكاليات عديدة ومعقّدة مرتبطة بالأمن الرقمي، وتفرض تحدّيات جديدة تقتضي أدوات وآليات حماية انطلاقا من استشراف المخاطر والتهديدات المحتملة، وإدراك كيفية التعاطي معها ومواجهتها. هذه الجوانب وأخرى، تُشكّل موضوع مؤتمر دولي انطلق أمس، عن "الأمن الرقمي في الجزائر بين وعي المجتمع وهشاشة المستخدم"، بجامعة الشهيد أحمد زبانة بغليزان، من تنظيم مخبر الدراسات الاجتماعية والنفسية والأنثروبولوجية لجامعة الشهيد أحمد زبانة بغليزان، بالتنسيق مع مديرية الأمن الولائي، يومي 9 و10 ماي. يناقش المؤتمر إشكالية توسع استخدام شبكة الإنترنت في الحياة اليومية، وارتباطها بكل الأنشطة التي يمارسها الفرد، إذ باتت أغلب دول العالم تسعى جاهدة لتعزيز الأمن الرقمي لمواطنيها خاصة، وفق ما قالته رئيس اللجنة التنظيمية الدكتورة بن عمار سعيدة خيرة ل "الشعب". توسع هذه الاستخدامات جعل الفرد أكثر عرضة من ذي قبل لانتهاكات الخصوصية والبيانات، حيث تضاعفت معدلات الاختراق والاحتيال الإلكتروني من طرف مجرمي الانترنت، الذين يستهدفون البيانات المختلفة للمستخدمين في تحقيق غاياتهم، وهنا تكمن أهمية الأمن الرقمي في حماية هذه البيانات المعرضة للخطر، حسب ما تضمّنته إشكالية المؤتمر. وتعتبر المنطقة العربية عموما والجزائر خاصة، وفق ورقة المؤتمر (نحوز نسخة منها)، من بين الدول التي خاضت في المجال الرقمي بشكل مكثف في السنوات الأخيرة، خاصة بعد وباء كوفيد-19، حيث زاد الاعتماد على الانترنت في مختلف المجالات، من التعليم الصحة، التجارة وغيرها. وممّا سبق، تواجه الجزائر تحدّيات كبرى بوجود اختلال في التوازن بين درجة الاعتماد على العالم الرقمي وبين درجة الوعي بالأمن الرقمي والتحكم في أدواته من طرف المستخدمين، "وهذا ما يسعى الملتقى الدولي إلى التطرق له، ومعالجة إشكالية الأمن الرقمي في الجزائر في ظل راهن الاستخدام واستشراف المخاطر المرتقبة". ويستهدف هذا الحدث العلمي تحديث المعارف القاعدية والممارسات الأمنية الرقمية السائدة وإعادة تقييمها، بما يضمن قدرتها على مواجهة مستوى المخاطر الحالية، وتقييم المخاطر والتهديدات الأمنية الرقمية في الجزائر والوطن العربي، مع اقتراح حلول واستراتيجيات للحد منها. إضافة إلى مساعدة المستخدمين على فهم أفضل للوسائل والأدوات الرقمية التي يستخدمونها والمخاطر الكبيرة المرتبطة بها، والتمكن من التحكم بالمخاطر والتهديدات الرقمية والسيطرة عليها قدر المستطاع، فضلا عن تمكين المستخدم العمل في بيئة أكثر أمناً بعيداً عن مختلف أنواع التهديدات الإلكترونية.