200 مليون دينار لتمويل جميع إجراءات تنمية الأنواع أشرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية محمد عبد الحفيظ هني، أمس على تنصيب المجلس المهني المشترك الولائي لشعبة أرقان كأول مجلس مهني للشعبة، وبالمناسبة قام بوضع حجر أساس لإنجاز مركز وطني لتنمية شجرة الأرقان والموارد النباتية الصحراوية بالمشتلة الإدارية واد الجز. كشف الوزير هني خلال زيارة عمل وتفقد قادته على رأس وفد هام الى ولاية تندوف يوم أمس، عن جملة من المشاريع المقررة التي تهدف الى حماية، توسيع وتطوير زراعة شجرة الأرقان. قال وزير الفلاحة والتنمية الريفية خلال إشرافه على فعاليات اليوم الدولي لشجرة الأرقان المصادف للعاشر ماي من كل عام، أن البرنامج المسطّر يهدف الى زراعة 250 ألف شتلة من أشجار أرقان، بالإضافة الى تخصيص غلاف مالي قدره 200 مليون دينار موجه لتمويل جميع الإجراءات المتعلقة بتنمية الأنواع، تعبئة المياه وإعادة تأهيل المشاتل في كل من ولايتي تندوف وأدرار. وعن مساعي الدولة لتثمين شجرة الأرقان بولاية تندوف، نوّه وزير الفلاحة والتنمية الريفية الى أن كل المشاريع في هذا الصدد تم إطلاقها، منها زراعة 03 آلاف شتلة، الى جانب الانتهاء من إعادة تأهيل المشاتل ووضع مساحة معتبرة من أشجار الأرقان تحت الحماية. عرّج عبد الحفيظ هني للحديث عن البرامج التي أقرتها الدولة لتعميم زراعة أشجار الأرقان بولايات الوطن، حيث كشف الوزير أنه يجري العمل حالياً على تحيين مقرر التمويل لبرنامج آخر بغلاف مالي قدره 250 مليون دينار، ويخص ولايات الشلف، مستغانم، عين صالح وولاية تيميمون، الى جانب برنامج آخر يخص 06 ولايات أخرى. أضاف الوزير قائلا إن المرحلة الأولى من برنامج ضخم لغرس أشجار الأرقان قد تمت بالفعل، مؤكدا على "متابعة مدى تنفيذ كافة البرامج المتعلقة بتطوير هذه الشعبة التي تكتسي طابعا استراتيجيا بالنظر الى أهميتها الاقتصادية، الاجتماعية والبيئية" مكاسب محقّقة.. وأخرى في الطريق في أولى محطّات زيارته لولاية تندوف، وقف وزير الفلاحة عند عرض حول مجهودات محافظة الغابات بالولاية لتطوير شجرة الأرقان. واستمع وزير الفلاحة والتنمية الريفية بلُغة الأرقام الى ما تحقق من مكاسب في إطار تثمين، ترقية وتطوير زراعة شجرة الأرقان بالولاية، وهي أرقام وقف عندها الوزير مطولا، داعيا الى بذل المزيد من الجهد من أجل الوصول الى تحقيق المقاربة المنشودة. دعا وزير الفلاحة والتنمية الريفية الى ضرورة وضع نظرة استشرافية حول شجرة مستقبلا باعتبارها "شجرة رمز" بالولاية، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة زراعة 10% على الأقل من مساحة الولاية البالغة 06 مليون هكتار، مشيرا الى أن الرقم الحالي المتمثل في 30 هكتارا من أشجار الأرقان من أصل 50 هكتارا مخصصة للغرض تبقى نسبة غير كافية. تحصي محافظة الغابات لولاية تندوف ما مجموعه 990 شجيرة أرقان تمت زراعتها ضمن تنفيذها لبرامج مختلفة، في حين بلغت أشجار الأرقان بالمحيطات الفلاحية حوالي 4.580 شجرة. حظي ضيف الولاية بفرصة للاطلاع عن كثب على واقع قطاع الفلاحة بالمنطقة، والذي بات يحظى باهتمام السلطات العليا بالبلاد رغم العقبات الكبيرة التي تحول دون تحقيق طفرة فلاحية نوعية بالمنطقة. كما استمع الوزير لعرضين مفصّلين، أولهما حول التنوع البيولوجي للمنطقة، والثاني حول مراحل وكيفيات استخلاص زيت الأرقان بطريقتيه التقليدية والعصرية، ليشرف بعدها على إعطاء إشارة انطلاق دورة تكوينية الرابعة من نوعها بالولاية لفائدة 25 حرفيا حول كيفيات استخراج زيت الأرقان من تنظيم غرفة الصناعة التقليدية والحرف وبتأطير من أعوان محافظة الغابات لولاية تندوف. كما أشرف وزير الفلاحة على تدشين غرفة تبريد بسعة إجمالية تبلغ 05 آلاف متر مكعب، وهو مكسب آخر يضاف الى جملة المكاسب المحققة في قطاعي الفلاحة والتجارة، حيث سيسهم هذا الانجاز في دفع الحركية التنموية والتجارية بالمنطقة، وسيكون له دور هام في التجارة الخارجية للمنتجات الوطنية خاصة ما تعلق بالمنتجات الفلاحية عبر المعبر الحدودي مصطفى بن بولعيد. اتفاقيات تعاون تُعزّز حضور شجرة الأرقان شكّلت زيارة وزير الفلاحة والتنمية الريفية محمد عبد الحفيظ هني الى ولاية تندوف، فرصة للتوقيع على اتفاقيتي إطار، جمعت الأولى بين محافظة الغابات لولاية تندوف ومركز البحث في البيئة بولاية عنابة، والثانية بين مديرية المصالح الفلاحية ومديرية التكوين والتعليم المهنيين بولاية تندوف. اتفاقيات التعاون والشراكة المتعلقة بشجرة الأرقان والموقعة بين مختلف الهيئات، تؤكد مدى اهتمام الدولة بتطوير هذه الشعبة ومنحها الحيز الذي يليق بها في قاطرة التنمية، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات في هذا الاطار سواء على المستوى المحلي أو على مستوى المديرية العامة للغابات. شهدت سنة 2019 التوقيع على أول اتفاقية تعاون بين محافظة الغابات وغرفة الصناعة التقليدية والحرف، وتهدف الاتفاقية الموقعة بتاريخ 05 سبتمبر من سنة 2019 الى تكوين الحرفيين في طرق استخلاص زيت الأرقان بالطرق التقليدية وتقنيات تكاثر الأرقان. اتفاقية تعاون أخرى تم توقيعها بتاريخ 09 جوان 2021 بين المديرية العامة للغابات والمديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والتي تهدف الى التعريف بفوائد شجرة الأرقان لنزلاء المؤسسة العقابية بتندوف. تنصيب مجلس مهني لشعبة الأرقان على هامش زيارته للولاية، أشرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية على تنصيب المجلس المهني المشترك الولائي لشعبة أرقان كأول مجلس مهني للشعبة على المستوى الوطني، وهو مكسب مهم للولاية وللمنتسبين للشعبة، باعتباره يشكّل لبنة أساسية لتطوير الشعبة في الولاية وترقيتها أشار زعاف مولاي إدريس وهو صاحب أول تجربة لزراعة أرقان بتندوف أن إنشاء المجلس المهني المشترك للأرقان من شأنه رفع انشغالات الفلاحين والقضاء على أية مخاوف قد تواجههم، داعيا الى الاستثمار في إنشاء المشاتل وتخصيص محيطات فلاحية خاصة بشجرة أرقان. نوّه مولاي إدريس الى أن تعميم تجربة زراعة الأرقان على الفلاحين داخل الولاية وخارجها، من شأنه إزالة التخوف من ولوج هذه الشعبة، وسيشجع الفلاحين على زراعة هذه الشجرة ذات الفوائد المتعددة، موضحا بأن المستثمر في زراعة أرقان يعاني من قلة المياه وتقليص مساحة المحيطات الفلاحية، داعيا أصحاب القرار الى التفكير بجدية في أنشاء محيطات فلاحية خاصة بأرقان وتمكين الفلاحين من الاستفادة من توسعة مستثمراتهم الفلاحية وتوفير الآبار العميقة مع إشراك المرأة الريفية في زراعة أرقان. دعا رئيس المجلس المهني لشعبة الأرقان الى ضرورة تقديم "إغراءات" للفلاحين من أجل ولوج عالم زراعة الأرقان، على غرار ما حدث في الكثير من المنتجات الفلاحية الأخرى، مؤكدا بأن تخصيص دعم مالي لزراعة أشجار الأرقان من شأنه تحقيق قفزة نوعية لهذه الشعبة مستقبلا محليا ووطنياً. مركز وطني لتطوير شجرة الأرقان أشرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية مساء أمس من تندوف على وضع حجر أساس لإنجاز مركز وطني لتنمية شجرة الأرقان والموارد النباتية الصحراوية بالمشتلة الإدارية واد الجز. المركز الذي يضم ثلاثة مصالح مركزية، وسيعمل على تنفيذ برامج الحفاظ، تثمين وتطوير شجرة الأرقان والموارد النباتية الصحراوية ذات القيمة الاقتصادية والبيئية العالمية، من خلال إنجاز أعمال تجريبية في مناطق الأرقان، والسهر على تتبع إنتاج البذور وزيت الأرقان. قال لحسن لعبيد عضو المجلس الشعبي الوطني عن ولاية تندوف ورئيس لجنة الفلاحة بالمجلس سابقا، إن إقرار يوم دولي لشجرة أرقان يستدعي من الجميع رفع سقف التحدي في جميع المجالات ذات الصلة بهذه الشُعبة، معربا عن أمله في أن يشكّل تنصيب مجلس مهني مشترك للشعبة، وكذا إنشاء مركز وطني لتطوير شجرة أرقان، انطلاقة فعلية وجادة باتجاه تغيير الذهنيات وإعادة ترتيب قطاع الفلاحة ككل، باعتباره قطاعا حساسا له علاقة مباشرة بأمن المواطنين الغذائي ومعاشهم اليومي، بما يضمن اعتماد الدولة على مواردها الوطنية وتنويع المداخيل بعيدا عن الريع البترولي. توقّع لعبيد لحسن حدوث تحول جذري إيجابي في زراعة شجرة أرقان ببلادنا، واعتمادها كمورد فلاحي وطني سيحظى بنصيبه مستقبلا من وارداتنا من المنتجات الفلاحية، مشيدا في الوقت ذاته بقرار إنشاء مركز وطني لتطوير زراعة أرقان الذي يشكّل مكسبا هاما للمنطقة وللوطن باعتبار الولاية الموطن الأصلي لهذه الشجرة على المستوى الوطني. وأكد النائب لعبيد لحسن على ضرورة تصنيف شجرة الأرقان تصنيفا يتماشى وأهميتها الكبرى في الإنتاج الوطني، داعيا الى ضرورة تكثيف وتعميم زراعتها وتخصيص محيطات فلاحية خاصة بشجرة أرقان، بهدف إدراجها في سلسلة الإنتاج الوطني الفلاحي، مع ضرورة إشراك الشباب في هذا المسار، من خلال إنشاء مؤسسات مصغرة تعنى بإنتاج زيت الأرقان وعله تخصصا قائما بذاته في المركز الجامعي علي كافي بتندوف، مع العمل على اتخاذ جملة من الإجراءات العملية على أرض الواقع ترقى الى درجة الاهتمام الكبير الذي أولاه رئيس الجمهورية لشعبة زراعة شجرة الأرقان. ودعا الى ضرورة التفكير بشكل جدي في تحسين طرق إنتاج زيت الأرقان وعصرنتها، إذ لا ينبغي يضيف المتحدث - الاهتمام فقط بزراعة الأرقان والإكثار من المساحات المخصصة له وإهمال الجانب الإنتاجي والتسويقي لزيوته النادرة، فالوقت حان يضيف النائب - لعصرنة معاصر إنتاج زيت الأرقان والابتعاد عن الطرق التقليدية التي تستخدمها نساء المنطقة، والتي تكلّف الجهد والوقت، ولا ترقى الى درجة جعلها منتجا تجاريا.