مجهودات حثيثة لتجفيف منابع السّموم التّحسيس للوقاية..والرّدع لمن اعتدى تشهد ولاية بومرداس حملة إعلامية وتحسيسية منسقة تشارك فيها مختلف الهيئات الرسمية وفعاليات المجتمع المدني لحصر ظاهرة تفشي آفة المخدرات في الوسط الاجتماعي المفتوح وحتى المغلق، بالمؤسسات التعليمية والجامعية وفضاءات تجمع الأطفال والشباب، حيث عرفت العملية تجندا كبيرا، وبرامج وأنشطة توعوية موجهة وهادفة من أجل إيصال الرسالة الى أكبر عدد ممكن، دون استثناء الأولياء الذين يملكون مفاتيح النفاذ إلى عمق الآفة، وتحديد أسبابها، كما يملكون الأساليب المثالية لانتشال أبنائهم من هذا المستنقع المظلم. توسّعت الحملة التّحسيسية الكبرى للوقاية من آفة تعاطي المخدرات والأقراص المهلوسة وكل المؤثرات العقلية التي تستهدف صحة وسلامة الشباب الجزائري، خصوصا فئة الأطفال من تلاميذ المدارس والمراهقين بالمتوسطات والثانويات، لتمس مختلف المراكز والفضاءات العامة التي تستقطب جمهورا كبيرا من المواطنين، بداية من المعاهد والكليات واقامات الطلبة، المساجد، مراكز التكوين المهني، المراكز الرياضية والترفيهية وغيرها من أجل تنبيه جميع الفاعلين في المجتمع إلى خطورة التفشي الرهيب للاستهلاك والمتاجرة بالمخدرات والأقراص المهلوسة التي حولت بعض الأحياء الى بؤر سوداء، ومنابت لكل أشكال الاجرام، من سرقات للممتلكات العامة والخاصة، اعتداءات جسدية وغيرها من الموبقات، مع تزايد خطير لظاهرة الجريمة المنظمة التي تهدد استقرار وأمن المجتمع. أمام هذا المد الخطير والمتزايد للآفة، تجاوبت أهم الهيئات والمؤسسات الأكاديمية والمجتمعية مع أهداف الحملة الوطنية الكبرى المتواصلة عبر ولايات الوطن، للتحسيس والتوعية، وقد شهدت جامعة امحمد بوقرة ببومرداس، عدة تظاهرات وأنشطة بالمناسبة، كان بينها اليوم التحسيسي الذي احتضنته كلية المحروقات والكيمياء تحت شعار "لا للمخدّرات في الوسط الجامعي"، من تنظيم المديرية الفرعية للنشاطات العلمية، بحضور ممثلي المنظمات الطلابية، مصالح الأمن الولائي، الدرك الوطني، ممثل عن الشؤون الدينية ومختصين نفسانيين للحديث عن مخاطر الظاهرة، وسبل الوقاية منها، مع إبراز طرق العلاج ودور بعض المراكز المتخصصة، منها مركز الوسيط لمعالجة الإدمان ب "يسّر"، من أجل مرافقة المدمنين ومساعدتهم على التّخلص من الآفة، والاندماج مجددا في المجتمع. كما شهدت عدد من المراكز الرياضية والترفيهية بولاية بومرداس، عدة أنشطة مماثلة بالتنسيق مع الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني الناشطة بالأحياء السكنية بالمدن بهدف التقرب أكثر من الشباب والمراهقين، ومحاولة إيجاد جسور تواصل وإيجاد بدائل أخرى لملء الفراغ الذي يعاني منه بعض الشباب، خصوصا بالمناطق الريفية جراء غياب أو انعدام المرافق ومراكز التسلية العلمية والثقافية التي بإمكانها توجيه أنظار المراهقين بعيدا عن هذه الآفة، فيما تواصل مساجد الولاية دورها التوعوي، لتنبيه الأولياء إلى ضرورة مراقبة أبنائهم، ومرافقتهم عن طريق التربية لحمايتهم من هذه المخاطر الاجتماعية. مصالح الأمن..دور ريادي تقود مصالح الأمن لولاية بومرداس حملة مزدوجة لمواجهة آفة المخدرات والأقراص المهلوسة والاتجار بها، حيث سطرت برنامجا متكاملا يجمع بين حملات التوعية والتحسيس وعرض تجارب سلبية وأخرى إيجابية عن شباب استطاعوا الخروج من النفق المظلم، مع تقديم جملة من النصائح والتوجيهات حول أهم طرق العلاج والاقلاع، وهذا بالمشاركة في التظاهرات والندوات التي تحتضنها المعاهد الجامعية، المدارس، مراكز التكوين وغيرها، بينما يتمثل الشق الثاني من عمل رجال الأمن في تكثيف عمليات المراقبة ومتابعة شبكات الاجرام التي تقوم بالترويج للسموم في أوساط الشباب. وتماشيا مع الحملة الوطنية التحسيسية التي أطلقتها المديرية العامة للأمن الوطني، تقوم مديرية الأمن الولائي لبومرداس بعملية مرافقة مستمرة لفئة الاطفال والشباب لمحاصرة الآفات الاجتماعية التي تؤثر على صحتهم وسلامتهم، والحدّ من كل ما يمس بأمن المواطن وممتلكاته داخل الوسط الحضري، من خلال استهداف المشبوهين وعصابات الأحياء من مروجي المخدرات والمؤثرات العقلية. لهذا الغرض سطّرت مديرية الامن مخططات أمنية شرطية قصد المرافقة بشقيها التحسيسي والردعي لمواجهة الآفة عن طريق المتابعة وانجاز ملفات قضائية ضد المتورطين، إلى جانب تنظيم حملات إعلامية تحسيسية لفائدة تلاميذ المدارس، متربصي مراكز التكوين والطلبة الجامعيين لإيصال أهداف هذه الرسالة النبيلة. حجز 1700 قرص مهلوس في ظرف قياسي في هذا الصدد، تمكّنت مصالح الأمن بولاية بومرداس من حجز كميات معتبرة من الأقراص المهلوسة خلال اليام الأخيرة فقط تعدّت 1700 قرص، وتفكيك مجموعات إجرامية وإحباط نشاطها في الوسط الاجتماعي والمدرسي. وفي هذا الإطار، قامت فرقة البحث والتدخل بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن بومرداس، تحت إشراف وكيل الجمهورية المختص إقليميا، بتفكيك مجموعة اجرامية تتكون من ثلاثة أشخاص، وحجز 900 قرص مهلوس واسترجاع هواتف نقالة ومبلغ مالي يفوق 45 ألف دينار من عائدات هذه السموم. وقبلها، قامت مصالح الشرطة القضائية لأمن دائرة بودواو بمعالجة عدة قضايا تتعلق باستهلاك وترويج المخدرات والأقراص المهلوسة مع تقديم 12 شخصا أمام العدالة، وحجز 803 قرص مهلوس، وكمية اخرى من المخدرات صنف القنب الهندي، وغيرها من العمليات المتنوعة التي قامت بها مصالح الأمن المختلفة، ومكّنت من استرجاع كميات من هذه السموم منذ مطلع السنة الجارية، وتجفيف منابع هذه الآفة لحماية المجتمع من الأضرار المادية والجسمانية.