احتضن المركز العملياتي التابعة للوحدة الرئيسية للحماية المدنية حشاني دوح بتبسة مراحل التمارين الافتراضية حول محاكاة كوارث طبيعية متمثلة في فيضانات مدمرة، ووقوع حادث مرور للوقوف على مدى جاهزية كل الجهات المعنية وتدخلها في أي طارئ، ولتفعيل مخطط النجدة خاصة وأن ولاية تبسة تعرف كثيرا من الفيضانات. وفي ذات الإطار باشرت مصالح الحماية المدنية لولاية تبسة التمارين الافتراضية لمحاكاة فيضانات جزئية نتيجة التقلبات الجوية وسوء الأحوال الجوية، وذلك بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والعسكرية ومختلف القطاعات ذات الصلة. وبفضاء مقر الوحدة الرئيسية حشاني دوح تم إنشاء خلية اتصالات للربط بين مختلف الوحدات والمديرية العامة للحماية المدنية، ووضع مخطط شامل حول كيفية التدخل السريع لإجلاء الضحايا وتوفير كل الإمكانيات للتكفل بهم، كمحاكاة لوقوع فيضانات وحادث مرور في إطار إستراتيجية التدخل في حالات الطوارئ واختبار مدى جاهزية وفاعلية التدخل الميداني أثناء وقوع الكوارث الطبيعية. وسخرت لهذه العملية جميع الإمكانات البشرية واللّوجستية، من معدات وآليات التدخل الميداني وسيارات إسعاف وشاحنات ومختلف وسائل النجدة، السيناريو المفترض موضوع التمرين، يحاكي هطول أمطار موسمية غزيرة ومكثفة، بمعدل 30 مليمتر في الثانية، بأجزاء من إقليم ولاية تبسة، مصحوبة بعواصف رعدية، وتساقط ثلوج كثيفة على المرتفعات التي يتجاوز علوها 900 متر. وحسب ذات السيناريو المعد، فإن ارتفاع منسوب مياه الأمطار المتدفقة، يؤدي إلى فيضان "واد الناقص" بمدينة تبسّة، لتغمر المياه عدة منازل بحي الميزاب، وفي مدينة بئر العاتر، تجتاح السيول حي البريد، إثر فيضان واد الجرعة المحاذي له، بينما في مدينة ونزة يفيض واد ملاق، وتتسرب المياه إلى المنازل بحي ماي، فيما تتسبب الثلوج الكثيفة المتساقطة بسمك يتراوح ما بين 10 و20 سنتيمتر على مرتفعات جبل "الدكان " بمدينة تبسة، في غلق الطرقات المحاذية وإعاقة حركة السير. وأثناء كل ذلك، يتم تسجيل وقوع حادث مرور مميت بالطريق الوطني رقم 10، باتجاه بلدية الحويجبات على مستوى المكان المسمى "خنقة بكارية"، نتيجة سوء الأحوال الجوية، التي تسببت في انحراف حافلة لنقل المسافرين عن مسارها وسقوطها في الوادي المحاذي، على متنها عشرين راكبا، وكل هذه الحوادث المحتملة مجتمعة تخلف عديد الضحايا والجرحى بالأحياء المنكوبة، وتسبب أضرارا في البنية التحتية. وعملت مصالح الحماية المدنية، مدعمة بالمصالح الأمنية والعسكرية والأطقم الطبية وشبه الطبية، على الوصول إلى المناطق المنكوبة في وقت قياسي، بتعداد مادي وبشري متخصص، للقيام بأعمال الإغاثة وبالمهام المنوطة بها، من إجلاء ضحايا افتراضيين من مباني ومنازل غمرتها مياه الأمطار، وإنقاذ أشخاص حاصرتهم المياه، وانتشال جثتين من عمق الوادي، والبحث عن مفقودين، وإنقاذ عالقين داخل مساكنهم، وإيوائهم في أماكن آمنة، وتمكينهم من الإحاطة اللازمة من إعاشة ومساعدات عينية ورعاية طبية، توبعت بتدخلات مماثلة لإنقاذ المصابين والجرحى، وإسعافهم وتحويلهم إلى الاستعجالات الطبية والنقاط الاستشفائية توازيا وإطلاق عمليات شفط وامتصاص مياه الأمطار من المنازل المتضررة والطرقات والأودية، ورفع الأوحال ومخلفات الأمطار، وتحرير المجاري المائية، وفتح المسالك والطرقات، وتسهيل حركة سير المركبات واستئناف حركة المرور، والوضع بات تحت السيطرة. وأكد والي الولاية، سعيد خليل، لدى إشرافه على تنفيذ التمرين الافتراضي، على أهمية هذه المناورات الافتراضية الميدانية، في اختبار مستوى قدرات التدخل بالولاية أثناء وقوع كوارث طبيعية محتملة، ويندرج هذا التمرين التطبيقي، ضمن اختبار مخطط النجدة الولائي، للوقوف على مدى الجاهزية التامة على مستوى الأفراد، وقياس فاعلية الوسائل المادية والبشرية لمقياس الحماية المدنية وباقي المقاييس الأخرى، المشكلة لمخطط النجدة. من جهته، يقول العقيد فاروق عاشور مدير الإحصائيات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية أنه في إطار الإستراتيجية الوطنية في مجال تقييم أداء الفرق المتخصصة لتسيير وإدارة الكوارث الكبرى يوجد تمارين محاكاة على مستوى كل الولايات منها تمارين على مستوى ولاية الشلف البويرة وباتنة لمحاكاة خطر الزلزال. وبسبب الأضرار الجسيمة في الأرواح والممتلكات التي تخلفها الفيضانات والتي تعد ولاية تبسة من بين الولايات المتضررة من هذا الخطر، تم القيام بتمارين افتراضية لمحاكاة هذا الخطر والذي يهدف بالأساس الى تقييم الفرق خاصة المتخصصة وتقييم مدى نجاعة مخطط تسيير وإدارة الكوارث وجاهزية كل المقاييس ومدى استجابتها في الوقت المناسب. فيما أكد الرائد محند أكلي مدير الحماية المدنية لتبسة، عن تنفيذ أحكام المرسوم التنفيذي 59/12 المؤرخ في 2 فيفري 2019 المتعلق بتنفيذ مخططات التدخل سواء المخطط الولائي او البلدي ولاسيما المادة 47 من هذا المرسوم التي توجب إجراء تمارين محاكاة كل سنة لأجل تقييم مدى جاهزية الوسائل البشرية والمادية المسخرة في هذا المخطط لمجابهة أي طارئ أو كوارث طبيعية تحدث، وعلى أساسه قامت الحماية المدنية لولاية تبسة بمناورة افتراضية لمحاكاة فيضان حيث لم يتم اختيار الموضوع عشوائيا وإنما بسبب تعرض ولاية تبسة الدائم للفيضانات.