أكدت الأمينة العامة لحزب العمال الويزة حنون، أمس، أن الجزائر اليوم تقود معركة بقاء في ظل الضغوطات الممارسة عليها من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية ومحاولاتهم توظيف الاعتداء الإرهابي لجرها إلى المستنقع المالي . وأوضحت لويزة حنون في لقاء مشترك بين للمكتب السياسي والكتلة البرلمانية للحزب حول «مغزى وامتدادات العملية الإرهابية التي استهدفت الموقع الغازي بتيقنتورين أن تحجج الجماعات الإرهابية بمرور الطائرات الفرنسية عبر الأجواء الجزائرية ما هو إلا ذريعة لتنفيذ الاعتداء داخل أراضينا وفي منطقة حساسة ، لان بلادنا لا تملك قوات في مالي بل على العكس عملت مرارا إلى دعم الحوار السياسي، ومن ثم يتعين المستفيد من ترويج هذه الذريعة واستخدامها. وأشارت المتحدثة في هذا السياق الى أن حزبها يدعم موقف الجزائر الرسمي المقاوم و الرافض للتفاوض مع الإرهاب و الدخول في حرب ليست حربنا ،و يشد على قرارها السيادي الذي كان مناسبا و حال دون إعطاء الفرصة للجماعات الإرهابية لإخضاعها عبر التفاوض فكان تدخل القوات الخاصة الوطنية سليما و أفشل العملية رغم الخسائر المسجلة في الأرواح ، و هو الأمر المتوقع في مثل هذه الحالات. وحول تبعات العملية الإرهابية بتيقنتورين شددت حنون على أن فرنسا هي الوحيدة التي تتحمل المسؤولية نتيجة لتدخلها العسكري في مالي لحماية مصالح شركة «أريفا» التي تتولى استخراج البترول و اليورانيوم في كل من مالي و النيجر ، بالإضافة إلى محاولتها تحويل الرأي العام عن الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية الخانقة التي تتخبط فيها ، ناهيك عن إعادة بعث صناعة الأسلحة. واعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال أن هجوم الجيش الوطني الشعبي البطولي جاء وفقا للصلاحيات الدستورية التي يتمتع بها التي تخوله الدفاع عن السيادة الوطنية، حيث سهر على إنقاذ حياة الرهائن و حماية المنشآت البترولية وتجنيب البلاد كارثة حقيقية، مشيرة إلى أن الانتصار الذي حققه هو انتصار للأمة ، إلا انه الآن أمام تحديات أخرى تتعلق بتأمين الحدود و هي مسؤولية في غاية الصعوبة . و فيما تعلق بمواجهة تداعيات العملية الإرهابية على مستقبل الجزائر قالت حنون لا يجب تجاهلها ، بل يتعين تحضير الأمة لها من خلال التعبئة الشعبية و فتح النقاش ، بالإضافة إلى تقوية الجبهة الداخلية بتجفيف منابع الضيق الاجتماعي خاصة على الشباب ، و التعجيل بالمخططات التنموية خاصة بالنسبة للجنوب ، ناهيك عن معالجة مخلفات المأساة الوطنية حتى لا تستثمر من قبل الغرب ومواصلة الاصلاح السياسي و«دمقرطة» نظام الحكم ، و تنقية الساحة السياسية من «المال الوسخ».