دعت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون إلى ضرورة التجند والتعبئة الشعبية، من خلال الخروج إلى الشارع والتظاهر، في حال استمرار ضغوطات الإدارة الأمريكية والفرنسية لجر الجزائر نحو مستنقع الحرب على مالي، باستغلالهما الاعتداء الإرهابي الذي استهدف القاعدة النفطية بعين أمناس. وقالت حنون في افتتاح الاجتماع الطارئ لنواب الحزب وأعضاء المكتب السياسي، أمس، “إن كانت قوات الأمن والجيش قد اتخذت كل الإجراءات اللازمة للتصدي إلى اعتداءات إرهابية محتملة في بلادنا، فإن حماية البلاد تتطلب تظافر جهود كل الجزائريين، لذلك بات لزاما الوقوف يدا واحدا أكثر من ذي قبل من أجل عدم رضوخ الجزائر لضغوطات الفرنسيين والأمريكيين التي ازدادت حدتها منذ العملية الإرهابية الأخيرة، وادعائهما بأن الجزائر تشاركهما الحرب في مالي، خاصة بعد أن سمح للطائرات الفرنسية باستعمال فضائنا الجوي". وأضافت نفس المتحدثة أنه بغض النظر على تحفظنا لقرار السماح باستعمال فضائنا الجوي من قبل فرنسا لضرب مالي، إلا أننا ندعم الموقف الجزائري الرسمي الرافض للتفاوض مع الجماعات الإرهابية، والدخول في حرب على مالي لأنها لا تعنينا، كما نرفض التدخل في قرارات بلادنا السيادية لاسيما في طريقة محاربة الإرهاب، مستغربة انتقادات العديد من الدول للجزائر بشأن تعاملها مع الاعتداء الإرهابي بعين أمناس دون إعلامهم. من جهة أخرى، أثنت الأمينة العامة للحزب على الاحترافية التي أظهرها الجيش في القضاء على الإرهابيين بأقل الخسائر، واصفة إياها بمثابة عملية تأميم ثانية للمحروقات الوطنية لاسيما وأنها تأتي في ظل استمرار الاحتفالات بخمسينية الاستقلال، محذرة في ذات الوقت من تزامن العملية مع مناقشة قانون المحروقات الذي لم يكن صدفة، بل يهدف إلى عرقلته وتفويت فرصة وصول الجزائر لمصادر الطاقة الصخرية عوض النووية التي تحتكرها الدول الكبرى. وشددت مسؤولة حزب العمال على التأكيد بأن الجزائر ليست مسؤولة عن مقتل الرهائن، لأن المسؤول المباشر هم الإرهابيون بالدرجة الأولى ، وفرنسا بالدرجة الثانية لأن قرارها شن الحرب على مالي سبب الاعتداء الإرهابي الذي تبقى مصادره الأولى مجهولة لاعتقادها أن مختار بلمختار لا يمثل إلا الواجهة لمن يقف وراءه. ووجهت حنون تحذيرات لفرنسا من محاولاتها دفع الجزائر لقبولها المشاركة في الحرب، من خلال مغازلتها ودعمها من أجل تحميلها نفقات الحرب البشرية والمالية في ظل الأزمة المالية التي تعيشها فرنسا. وقالت حنون إن ما حدث يستدعي منا التفكير في الخطوة القادمة، لأنه لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي في انتظار عملية أخرى قد تكون أقوى، لذلك فإننا ندعو إلى فتح نقاش وطني حول المسألة، وقد قدمت المجموعة البرلمانية - تضيف مسؤولة الحزب - بالتنسيق مع أحزاب تكتل الجزائر الخضراء مقترحا لفتح نقاش أمام النواب.