مبادرة حزبية وجماهيرية من أجل التعبئة الواسعة لم تخف لويزة حنون أن ”الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يطبق سياسة إجرامية في محاولة لتحويل أنظار الفرنسيين من الأزمة الاقتصادية العالمية التي تهز هذا البلد”، وتابعت ”لقد أكد هولاند أن التصريحات التي أدلى بها عند قدومه إلى الجزائر في 19 ديسمبر الماضي، حول اعترافه بالجرائم المرتكبة من طرف الاستعمار الفرنسي في الجزائر لم تكن صادقة، وهي لا تتطابق مع موقفه الرسمي الذي أكد فيه تخليه عن التدخل الأجنبي في مالي”. كشفت، أمس، حنون الأمينة العامة لحزب العمال أن ” تشكيلتها السياسية ستتوجه بمبادرات إلى الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية والشخصيات الوطنية بغرض التعبئة الشعبية الواسعة، نريدها أن تكون إشارة قوية إلى الحكومة الفرنسية والإدارة الأمريكية بأن الجزائر لن تكون طرفا في هذه الحرب الإمبريالية ضد مالي، كما ستكون كذلك بمثابة نداء إلى الرئيس بوتفليقة والحكومة الجزائرية من أجل المقاومة والتشبت بالمواقف المبدئية للجزائر والتأكيد على الدور التقليدي للجيش الشعبي الوطني”. وأوضحت حنون أن ”التدخل العسكري الأجنبي للقوات الفرنسية في مالي أملى علينا واجب التحرك في جميع الاتجاهات، من خلال القيام بمبادرات من شأنها التأكيد على الموقف الجزائري الرافض لهذه الحرب، أو كل محاولات جر الجيش الجزائري إلى مستنقع مالي”، وتابعت حنون في افتتاح دورة عادية للمكتب السياسي للحزب أن ”هناك عواقب وخيمة ستتعرض لها دول الجوار ومن بينها الجزائر، وستكون انعكاساتها كارثية علينا”. وقالت حنون إن البداية ستكون بارتفاع ميزانية الدفاع الوطني على حساب التنمية الاقتصادية، وهذا واجب والظروف التي تعيشها المنطقة تقتضي هذا، حيث ارتفعت ميزانية الدفاع في الجزائر بنسبة 14 بالمائة، ضف إلى ذلك ارتفاع عدد النازحين وازدياد حدة الصراعات القبلية والعرقية، والذي اعتبرته المتحدثة امتدادا لمخطط الشرق الأوسط، ناهيك عن تقوية هذه الحرب للجماعات الإرهابية، حيث ستلجأ حتما إلى توحيد صفوفها والتماسك وحتى الاستنجاد بالجماعات الإرهابية من مختلف بقاع العالم”. وأشارت حنون إلى أن التدخل العسكري الفرنسي في مالي هو بمثابة ممارسة مختلف أنواع الابتزاز على الجزائر، ونشر الفوضى في المنطقة من خلال التهديد الإرهابي الموجود على حدودنا، بالإضافة إلى التلاعب بمسألة الطوارق والهوية. وقالت حنون إن ”هذا لا يمكن تصنيفه سوى في خانة التهديد بالوحدة الترابية والمساس بالسيادة الوطنية”، لأنه حسبها ”فرنسا هي من كانت وراء تغذية الجماعات الإرهابية بالمنطقة من خلال دفع الفدية لإطلاق سراح رهائنها، والتحركات المكثفة لعملائها وجواسيسها”. واستغربت حنون قيام أنصار الدين بالتوغل إلى مدينة ”كونان” رغم أن هذه المجموعات شاركت في المفاوضات، وقالت إن هذا ”الزحف يطرح العديد من التساؤلات كون المنتفع الأول من هذا التوغل هو الحكومة الفرنسية، وبالتالي فقد أعطت هذه المجموعات المسلحة الذريعة والحجة للتدخل العسكري الفرنسي في مالي”، معتبرة الهجمة ”مفبركة” لصالح فرنسا.