انطلقت أمس فعاليات منافسات كرة القدم بالطبعة ال 15 للألعاب العربية، المقرر انطلاقها الرسمي وإقامة حفل افتتاح الدورة يوم 05 جويلية الجاري، والذي يتزامن مع تخليد الذكرى ال 61 لاستقلال الجزائر.. التظاهرة الرياضية العربية حضّرتها الجزائر في أقل من أربعة أشهر بعد توقف التظاهرة لمدة 12 عاما كاملا. أظهرت الجزائر قدراتها التنظيمية الكبيرة خلال منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، والبطولة الأفريقية للاعبين المحليين "شان" الجزائر 2022، وكذا بمناسبة احتضانها نهائيات كأس أمم أفريقيا لفئة أقل من 17 عاما 2023، وحاليا الدورة 15 للألعاب العربية، بعدما أبهرت تنظيميا وسحرت الجميع بجمال منشآتها الرياضية والفندقية وبمطاراتها العصرية، التي جعلتها قبلة الرياضيين عبر العالم. عادت الألعاب العربية للجزائر بعد 19 سنة عن تنظيم أول نسخة بالجزائر العاصمة عام 2004 .. وتنظم الجزائر الدورة 15 للألعاب العربية، بعد 12 سنة من آخر نسخة جرت بالدوحة (قطر) سنة 2011. الألعاب العربية بالجزائر ستشهد مشاركة 22 دولة يتنافسون في 22 رياضة. كما ستجري المنافسات بخمسة مدن جزائرية (الجزائر العاصمة، تيبازة، وهران، عنابة، قسنطينة)، في سابقة تاريخية تؤكد القدرات التنظيمية المميّزة للجزائر. وتنظم الجزائر الدورة ال 15 للألعاب العربية لتختم بها سنة من النجاحات في تنظيم منافسات دولية كبيرة، بعد ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران الصيف الماضي، والبطولة الأفريقية للأمم "شان" الجزائر 2022 التي أقيمت مطلع شهر جانفي المنصرم، وكذا كأس أمم إفريقيا لفئة أقل من 17 عاما التي احتضنتها الجزائر شهر مارس الماضي. ويأتي احتضان الجزائر لفعاليات النسخة ال 15 للألعاب العربية، بعدما أبهرت مدينة الباهية وهران المشاركين في فعاليات النسخة العشرين من الألعاب المتوسطية، وكذا اتحاد اللجان الدولية للألعاب المتوسطية بمستوى التنظيم، والمنشآت الرياضية والفندقية والقرية المتوسطية العصرية، التي قامت الدولة الجزائرية بتشييدها خصيصا للعرس المتوسطي في سابقة تاريخية، وجاء ذلك ليؤكد عودة الجزائر القوية على الساحة الرياضية الدولية لتنظيم كبرى المنافسات الرياضية. كما أن ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران كانت تظاهرة فريدة من نوعها، لأنها كانت عنوانا لعودة الرياضة الدولية إلى الواجهة بعد 27 شهرا كاملا بحضور الجمهور، بعدما ألغيت العديد من المنافسات الدولية الرياضية الكبرى في العالم، وأخرى لعبت دون جمهور على غرار الألعاب الأولمبية بطوكيو اليابانية، بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم. قدرات تنظيمية مميّزة .. الاعتراف بقدرة الجزائر على تنظيم كبرى المنافسات الدولية مهما كان حجمها، جاء على لسان رئيس اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط الإيطالي ديفيد تيزانو، حين أكد في اختتام الألعاب المتوسطية أن تنظيم الدورة كان ناجحا من كل الجوانب". وأضاف "الشعب الجزائري أبان عن شغف وحماس كبيرين بكل الاختصاصات الرياضية، وحضر المنافسات بقوة في الملاعب والقاعات". واستطرد "الجزائر رفعت التحدي، ونظمت ألعابا استثنائية أعجبت كثيرا الرياضيين الذين اشتاقوا لها". وختم "تاريخ اليوم ليس تاريخ نهاية الألعاب المتوسطية بوهران، بل تاريخ ميلاد الرياضة والسياحة في مدينة وهرانوالجزائر، التي يمكنها تنظيم أي حدث رياضي مستقبلا". تصريحات تيزانو تأكدت شهر جانفي من السنة الجارية، حين برزت الجزائر في إعطاء بعد جديد للبطولة الأفريقية للأمم "شان" الجزائر 2022، التي كانت تفكر الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم في إيقافها نهائيا، لكنها تراجعت عن ذلك بعدما رفعت الجزائر سقف تنظيم "الشان" عاليا، وجعلتها تكون بمستوى نهائيات كأس أمم إفريقيا. حداثة المنشآت والتحكم في التنظيم والصورة الجميلة التي صنعتها الجزائر، جعلت مسؤولي "الكاف" يبحثون لها عن ممولين جدد لتعزيزها أكثر، وهو ما جاء على لسان رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي، حين قال "الجزائر حضّرت ملاعب عالمية لاحتضان نهائيات البطولة الأفريقية للأمم، وليس هناك اختلاف بين "كان" الكاميرون الأخيرة و«شان" الجزائر". وأضاف: "ملعبي عنابةوقسنطينة عرفا تأخرا كبيرا في الأشغال وكنا قررنا إبعادهما عن احتضان المنافسة، لكن السلطات الجزائرية أكدت بأنها ستكون جاهزة في وقتها المحدد ووفت بالوعد". وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال: "الجزائر رفعت سقف التنظيم عاليا، ومستقبلا نهائيات "الكان" لن تقام إلا على ملاعب عصرية مثل التي تمتلكها الجزائر". وختم نسخة "الشان" بالجزائر هي أفضل نسخة منذ تأسيسها تنظيميا، وتوفيرا للمنشآت الرياضية والفندقية واللوجيستية". بعد تدشين مركب ميلود هدفي خصيصا لألعاب البحر الأبيض المتوسط، وتدشين ملعب نيلسون مانديلا للبطولة الأفريقية للأمم، ارتأت الجزائر إلا أن تواصل في صنع الاستثناء، بتنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا لفئة أقل من 17 عاما، بالملاعب التي احتضنت نهائيات "الشان" في سابقة تاريخية، بعدما كانت تنظم المنافسات القارية الخاصة بالفئات العمرية الشابة، بملاعب صغيرة وعلى أرضيات معشوشبة اصطناعيا، وهو ما لا يسمح بتطوير كرة القدم الأفريقية، لتبصم الجزائر على تنظيم أفضل نسخة لنهائيات أمم إفريقيا لفئة أقل من 17 عاما. تجربة كبيرة وأكد رئيس لجنة الإشراف ومتابعة الألعاب العربية، الأردني ناصر المجالي، بأن الجزائر جاهزة لاستضافة النسخة ال 15 من الألعاب العربية وذلك عقب اختتام زيارة وفد اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية شهر جوان الماضي، وأشاد بتنظيمها لمختلف التظاهرات الدولية قائلا "بعدما استضافت الجزائر عدة تظاهرات دولية في السنوات الأخيرة، على غرار الألعاب المتوسطية والألعاب الأفريقية للشباب، اكتسب المنظمون تجربة قوية". وتابع "الأهم من المنشآت الرياضية والفندقية في الجزائر، هي الكوادر البشرية الجزائرية القادرة على إدارة أي ألعاب كانت". وعلل "هناك جاهزية وروح عالية لإنجاح الألعاب في وقت قياسي، الجزائر تتميز بالكرم واللطف وشعرنا بصدق ومحبة الشعب الجزائري وتشوقه لاستضافة هذه الدورة". كشف ذات المتحدث أن الإنجاز الكبير الذي حدث هو عودة الألعاب بعد غياب 12 عاما، وشكر الجزائر على اهتمامها الكبير ببعث المنافسة من جديد، وقال: "الجزائر مكان يجمع كل العرب". وأشار وزير الشباب والرياضة، عبد الرحمان حماد خلال كلمته في حفل تنظيم عملية القرعة للألعاب الجماعية للألعاب العربية، أن احتضان الجزائر للتظاهرة يعد من مخرجات القمة العربية، التي احتضنتها الجزائر شهر نوفمبر من السنة الماضية. باشرت الوفود الرياضية العربية في الوصول إلى الجزائر يوم الخميس المنصرم، منها من شرع في المنافسة على غرار كرة القدم، ومنها من سيبدأ في التنافس بداية من الغد في اختصاص أم الرياضات ألعاب القوى، وشهد مطارات (الجزائر، قسنطينة، عنابة، وهران) استقبالا حارا خصّت به كل الوفود التي حلت بالجزائر وارتياحا كبيرا للمشاركين، سيساهم في تحقيق إنجازات رياضية كبيرة للمشاركين، وهو ما يجسد على أرض الواقع شعار الألعاب "بالرياضة نرتقي .. وفي الجزائر نلتقي".