وقع الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار والرئيس المدير العام لشركة توتال إنرجيز باتريك بوياني، أمس، عقدين للمحروقات وعقدا ثالثا يتضمن تمديد الالتزامات التعاقدية بين سونطراك وتوتال إنرجيز من أجل بيع وشراء الغاز الطبيعي المسال، إلى جانب مذكرة تفاهم في مجال الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة. أبرم مجمع سوناطراك ثلاثة عقود مع شركة توتال إنرجيز، تكتسي أهمية كبيرة على صعيد الرفع من القدرات الإنتاجية، وتعزيز تمويل الأسواق الخارجية عبر تموين السوق الفرنسية والأوروبية بالغاز، وكذا المساهمة في إرساء الأمن الطاقوي، عن طريق تطوير الحقلين الغازيين الواقعين جنوب شرقي البلاد، بقيمة استثمارية إجمالية تبلغ 700 مليون دولار. يواصل مجمع سوناطراك توسيع وتطوير شراكته التاريخية الطويلة والرابحة مع توتال إنرجيز، علما أن عقد الغاز سيسمح بتزويد مارسيليا بهذه المادة انطلاقا من ولاية سكيكدة، في وقت مازال الاهتمام كبيرا من طرف القارة الأوروبية بالغاز الجزائري، لذا تواصل سوناطراك جهودها لتحافظ على مكانتها في سوق الطاقة العالمية. وكشف الرئيس المدير العام لسوناطراك، توفيق حكار، أن القيمة الإجمالية للاستثمار على مستوى الحقلين، تتجاوز 700 مليون دولار، وسيسمحان باستخراج نحو 54 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، إلى جانب ما لا يقل عن 13 مليون طن من غاز البترول المسال والمكثفات. ويتعلق العقد الأول بالاستكشاف والإنتاج، أي يشملان عقد المحروقات بالحقول التي تستغل بالشراكة بكل من TFT 2 وTFT جنوب، مما سيسمح للشريكين المتعاقدين سوناطراك وتوتال انرجيز بالاستفادة من الأحكام المنصوص عليها في القانون الجديد 19-13 المؤرخ 11 ديسمبر 2019. وقال المسؤول الأول في سوناطراك، أن العقد الثاني يتعلق بتمديد عقد بيع وشراء الغاز المميع لمدة زمنية، وهذا يدل على استمرار العلاقة المربحة بين الطرفين واستمرارهما في إرساء الشراكة المربحة، فيما يتضمن العقد الثالث - أوضح حكار - اتفاقية تفاهم حول الطاقات المتجددة وكل ما يتعلق بالمناخ، وهذه العقود، كما أشار المتحدث، ذات دلالة واضحة على العلاقة المتينة التي تجمع بين الشركتين. وأفاد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، أن الحقلين الغازيين سينتجان أكثر من 100 ألف برميل نفط مكافئ بحلول آفاق عام 2026، مقابل 60 ألف برميل نفط مكافئ تنتج في الوقت الحالي. وذكر الرئيس المدير العام لسوناطراك، في رده على أسئلة الصحفيين أن عملية تطوير الهدروجين، تحتاج إلى وقت وإلى الدراسة، خاصة الدراسة التقنية والاقتصادية، من أجل التأكد من ربحية ونجاعة هذه المشاريع، ولم يخف أنهم مهتمون بهذه الطاقات وسيعلنون عن إنجاز مشاريع صغيرة بهدف التأكد من جدوى وربحية هذه المشاريع، ما يعني أن العمل سيجري بتروّ، ويسير خطوة بخطوة للتأكد من قوة هذا النموذج. من جهة أخرى، قال الرئيس المدير العام لشركة توتال إنرجيز، باتريك بوياني، إنه يراهن على الشراكة المرتكزة على مسار طويل من التعاون مع سوناطراك، ويرى أنها مرحلة جديدة وشراكة متواصلة ستعطي دفعا لإنتاج وتسريع استغلال الثروات الطبيعية، أما على صعيد التحول الطاقوي، فقد تحدث بوياني عن القدرات المهمة والكبيرة التي تتمتع بها الجزائر في مجال الطاقات المتجددة. ووقع الطرفان على مذكرة تفاهم في مجال الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، تجسيدا لرغبة المجمعين في توسيع شراكتهما لتشمل مجال التنمية المستدامة وكذا حماية البيئة، ومن ثم الانخراط بقوة في السياسة الوطنية للانتقال الطاقوي. وستفتح مذكرة التفاهم آفاقا من شأنها تطوير العديد من مجالات التعاون المتعلقة بالانتقال الطاقوي، بينها الطاقات المتجددة والهدروجين منخفض الكربون، إلى جانب الحد من الغازات المشتعلة وتثمينها. والتزم الشريكان بالقيام بدور رئيسي في الانتقال نحو نموذج طاقة مستدامة أكثر احتراما للبيئة، من خلال تطوير طاقات جديدة، وتبادل الخبرات في تطوير مشروع البحث والتطوير والابتكار التكنولوجي ومواجهة التحديات البيئية ورهانات تنويع الطاقة.