أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في رسالته إلى منتدى روما حول التنمية والهجرة غير الشرعية، علو كعب الجزائر في مجابهة الهجرة غير الشرعية الوافدة والمغادرة من خلال آليات أمنية وإنسانية وحلول تنظيمية وهيكلية للتصدي لتنامي الظاهرة التي أضحت ملفا كبيرا في العلاقات الأورو-متوسطية نظرا لما تخلفه من تحديات ومخاطر أمنية واقتصادية واجتماعية وسياسية على دول المنطقة. يقول المحامي والحقوقي الدكتور إسماعيل خلف الله، إن المقاربة الجزائرية ذهبت للنظر بالعين الإنسانية بدرجة أولى لملف الهجرة غير الشرعية، ثم الذهاب لوضع حلول واقعية وحقيقية تعالج هاته المسألة، بطريقة تحفظ كرامة المهاجرين، كما تعتمد الجزائر المقاربة التنموية من خلال ما رصدته من أموال من خلال تخصيص مليار دولار أمريكي عبر الوكالة الوطنية للتعاون الدولي والتنمية، مع مساعيها اقتصاديا لتنمية مناطق الجوار الحدودية خاصة في المناطق التي تعاني البؤس الاجتماعي والاقتصادي وعدم استقرار أمني. وخلص محدثنا إلى أن الجزائر في مقاربتها تنظر إلى الملف من زاوية إنسانية تضامنية واقتصادية، تقوم على توفير الأمن والمناخ لتحقيق الاستقرار التام في هاته المناطق، ومعالجة الوضع المتردي وتبعاته من خلال التنمية التي ينبغي أن تطغى على المقاربة الأمنية، حيث يجد شباب هاته المجتمعات البديل الاجتماعي والاقتصادي أمام مغريات الهجرة والمخاطر المصاحبة لها. ويؤكد خلف الله أن الدعم المالي للجزائر التي خصصت مليار دولار، جاء لمعالجة أزمة الهجرة غير الشرعية من خلال توفير حلول تنموية واقتصادية حقيقية، وهي إجراءات يقول محدثنا تذكر المجموعة الأورو-متوسطية بالمقاربة التنموية الجادة والعملية إزاء الهجرة غير الشرعية. وفي هذا السياق، تشترك الجزائروروما في ذات المقاربة لمجابهة ملف الهجرة غير الشرعية، لوضع حد للظاهرة التي تتطور بالتوازي معها جرائم التهريب والإرهاب والاتجار بالبشر وغيرها، حيث أثبتت المقاربة الجزائرية - في هذا الصدد - فعاليتها وجدواها، ذلك انه بدون إجراءات تنموية من الصعب جدا التحكم في الظاهرة. بالمقابل، يشير المتحدث ذاته، إلى أنه من الواضح جدا أن الدول الأوروبية تبذل جهودا في تفكيك إشكاليات ملف الهجرة غير الشرعية، مع محاولتها إيجاد حلول وما تحمله من تبعات ونتائج، خاصة ما يتعلق بالجريمة المنظمة والعابرة للحدود والاتجار بالبشر والتهريب والمتاجرة بالسلاح، المنجرة عن نشاط شبكات الهجرة غير الشرعية التي استطاعت أن تجد ثغرات لبعض الحلول الأمنية من طرف المجموعة الأوروبية التي فشلت في الواقع لحد الساعة.