تتفاقم معاناة أسيراتنا وأسرانا الأبطال وخاصة المرضى منهم، من ارتفاع درجات الحرارة هذا العام، حيث تؤثر الحرارة المرتفعة بشكل متزايد على صحتهم، خاصة أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تشنجات حرارية وإنهاك حراري قد تكون قاتلة. وفي الحقيقة: يعيش أسيراتنا وأسرانا الأبطال تحديدا في سجون النقب وشطة وغيرها من السجون، أوضاعا مأساوية وسط ظروف تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الانسانية، الأمر الذي يفاقم من الأوضاع الصحية للأسرى، ويزيد من معاناتهم في ظل تعنت إدارة السجن في ممارسة أقسى الأساليب لأن سياسة التضييق التي تتبعها الادارات النازية الإرهابية في سجون الاحتلال بحقهم، إزدادت وتيرتها وتجسد ذلك، عبر منعهم من أبسط حقوقهم التي كفلتها لهم كافة الشرائع والقوانين الدولية. في عمق الصحراء، حيث الشمس الملتهبة وارتفاع نسبة الرطوبة، فأنين الأسرى في سجن شطة يطول عنان السماء، وعلى وجه الخصوص الأسرى المرضى، والأسرى الأطفال وكبار السن. وفي هذا العام وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة بأعلى من معدلها الطبيعي من كل عام، تتحوّل غرف المعتقلين إلى جحيم، وزنازين التحقيق والعزل الانفرادي إلى أفران ملتهبة لا تطاق. أجسام الأسرى المنهكة من التعذيب الجهنمي غير قادرة على التأقلم البيولوجي لفترة طويلة الأمر الذي يستدعي من كل جمعيات حقوق الإنسان سرعة زيارة الأسيرات والأسرى للإطمئنان عليهم، لأن التغير الهائل في درجات الحرارة تخضع لتحولات مناخية بسرعة أكبر ، وفق ما أكده خبراء التخطيط البيئي والتكيف مع ومن تداعيات ارتفاع درجات الحرارة، الجفاف الذي يؤدي إلى العديد من الأمراض، وفي مثل هذا الطقس الحار بشكل غير عادي، يُطلب من القائمين على مؤسسات حقوق الإنسان وهيئة الصليب الأحمر الدولية سرعة زيارة مراقبة الفئات الأكثر ضعفا، مثل كبار السن الذين يكونون أكثر عرضة لخطر الإنهاك الحراري. ويعاني الأسرى في كافة سجون الاحتلال من الارتفاع الكبير في درجات الحرارة. ومن موجات الحرّ الشديد وقسوة الصيف هذا العام، وإذا كنا نحن الذين نَمتلك من إمكانيات، وما يمكن أن نوفره من أدوات مساعدة، تُساهم في تخفيض درجات الحرارة وتبريد الجو وتساعد في تخفيف مخاطر موجة الحر وآثار الصيف وتداعياته الخطيرة، لكننا وفي ظل هذه الأجواء الحارة، حيث يمرّ الوقت بوتيرة مريرة، فكيف الحال على أبنائنا الذين بواجهون آلة الموت الصهيونية الإرهابية الفاشية، تفاصيل الحياة القاسية للأسرى تحتم على الكل الفلسطيني سرعة التحرّك لإنقاذ الأسرى من جحيم ارتفاع الحرارة القاسي، نستشعر معاناة وآلام من لازالوا يقبعون في سجون الاحتلال ويقضون سنوات أعمارهم وزهرات شبابهم بين جدران السجون، وخاصة أولئك الذين يتواجدون اليوم في سجون النقب ونفحة ورامون وبئر السبع، التي تقع في عمق الصحراء ويتواجد فيها نصف إجمالي عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين البالغ عددهم نحو خمسة آلاف. اللّهم اغدق عليهم برحمتك يا جبار السموات والأرض اللهم إننا ننتظر فرحة، وأن أجلتها الأيام ويا نار كوني بردا وسلاما على أسرانا