تتصدّر الكشافة الإسلامية الجزائرية الطليعة لمواجهة كل الآفات الاجتماعية، والمساهمة جنبا إلى جنب مع المؤسسات التربوية والدينية في محاربة مختلف الظواهر الدخيلة على مجتمعنا الجزائري، وها هي اليوم قد بدأت التحضر لإطلاق حملة واسعة لمكافحة المخدرات، حيث باتت السموم البيضاء تهدّد المجتمعات في العالم، والجزائر ليست بمنآى عن ذلك، انطلاقا من تنظيم ورشة إعلامية بالمخيم الصيفي الذي اختتم مؤخرا بفوج الحرية للكشافة الإسلامية بالجزائر العاصمة، في انتظار مباشرتها عبر كافة أفواج الكشافة المنتشرين عبر مختلف ربوع الوطن ابتداء من الموسم المقبل. في إطار الحملة الوطنية التحسيسية من خطر المخدرات والآفات الاجتماعية المنظمة من طرف القيادة العامة للكشافة الإسلامية، استضاف فوج الحرية من بلدية الجزائر الوسطى، محطة من محطات الحملة التحسيسية للوقاية من خطر المخدرات، حيث قدّم القائد كريم بن فحصي المسؤول الوطني للإعلام سابقا، بتكليف من القائد العام عبد الرحمان حمزاوي، ورشة توعوية لكشافي فوج الحرية حول مخاطر المخدرات ودور الكشافة في تحسيس ومرافقة الشباب للابتعاد عن كل الآفات الاجتماعية. ورشة إعلامية ضد المخدرات كشف قروقور أمين مسؤول الإعلام لفوج الحرية بلدية الجزائر الوسطى للكشافة الإسلامية الجزائرية ل«الشعب"، عن تحضير القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية في تنفيذ حملة وطنية ضد تعاطي المخدرات، انطلاقا من الموسم المقبل، حيث شرع في التحضير للعملية للعملية منذ اليوم لمواجهة هذه الظاهرة التي تغلغلت في أوساط الشباب. وذكر محدثنا أن حملة مكافحة المخدرات، ستكون بمشاركة كل الفاعلين في الميدان، على غرار الهلال الأحمر الجزائري، ديوان مكافحة المخدرات والهيئة الوطنية لحماية الطفولة وترقيتها، وغيرها من الهيئات المعنية، حيث تمّ تنظيم ورشة لمكافحة المخدرات بداية من الصيف الجاري، واغتنام المخيم الصيفي الذي أقيم ب«كاب جنات" في ولاية بومرداس لاطلاق المشروع إعلاميا، عن طريق تنظيم ورشة، تمّ الحديث فيها عن أضرار المخدرات ومساهمة الكشافة في الوقاية منها وهذا بمشاركة قنوات عربية مشهورة. وأضاف قروقور "شرعنا نهاية الموسم الذي اختتم مؤخرا، في عرض المشروع إعلاميا، وهذا لمكافحة المخدرات انطلاقا من بداية الموسم المقبل، حيث سيقود الكشافون حملة لتوعية الشباب في الشارع وفي المدارس، وعبر الأحياء الشعبية باعتبار أن عضو الكشافة متمدرس وشاب وجامعي أيضا. الشباب.. الهدف الأول وأبرز المسؤول ذاته، أن عناصر الكشافة ستحظى بتكوين في مجال التوعية والتحسيس ضد المخدرات، والذين هم أصلا أبناء الوطن من متمدرسين سينتشرون من أجل خلق حوار مباشر مع الشباب لتحسيسهم ضد أضرار هذه الآفة الخطيرة. كما يمكن للكشاف - يقول قرقور أمين - خلق فضاءات الحوار على مستوى المؤسسات التعليمية مكونة من الطلبة والتلاميذ الذين أصبحوا يعملون على فتح حوار مع زملائهم الذين يعانون من هذه الآفات الاجتماعية لإنقاذهم منها، وأن يكونوا جنبا لجنب مع كافة الجزائريين عبر مختلف الوطن حتى تكون الحملة أكثر فعالية، مبرزا أن أول خطوة للقضاء على هذه الآفة هو خلق رأي عام واعي بأخطار السموم البيضاء ومضاد لها. وبحكم أن الكشافة تمثل المجتمع المدني، فإن الحملة التي ستقودها الكشافة الإسلامية الجزائرية، حدّدت أهدافا لها لتحقيقها، منها تحذير المدمنين وحتى غير المدمنين من هذه السموم والتحسيس بخطورتها الكبيرة على مختلف فئات المجتمع حتى على الإناث، فيما حُدّد الهدف الثاني في الوقاية منها بشتى الطرق، لأن الجميع معرضون لخطر الإدمان الذي يؤدي إلى الانحراف ومضاعفات صحية خطيرة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، ستساهم الحملة في نشر رسالة تحسيسية لكل مدمن على المخدرات، بغية حماية المجتمع من هذه الآفات، من خلال حملات التوعية المكثفة بخطورة المخدرات. وفي هذا السياق، سيكون الهدف من حملة الكشافة الإسلامية التي لم تكن الأولى من نوعها، حيث دأبت على تنظيمها خلال السنوات الماضية، حمل الكثير من المتعاطين أو المدمين على التقرب من مصالح علاج الإدمان والتسمم، دون الخوف من المجتمع، خاصة وأن مخاوفهم تنحصر حول تلقيهم علاجا قد يفقدهم عقلهم، وهو أمر خاطئ، في وقت يؤكد الأطباء المختصين أنها أعراض تصيب متلقي العلاج من الإدمان سرعان ما تزول تدريجيا مع الإقلاع عن تعاطي المخدرات. يوم واحد للتحسيس.. لا يكفي ولأن حملة الكشافة الإسلامية ستنطلق وتتواصل طيلة الموسم المقبل، فهي غير مرتبطة بالأيام العالمية، لأن تخصيص يوم واحد للتحسيس غير كاف، لذلك سيتم تحويل العمل التوعوي إلى نشاط سنوي، كما تهدف اللقاءات الجوارية إلى "تطهير الأحياء الشعبية" من مظهر تعاطي المخدرات، من خلال تسطير برنامج جواري يتمثل في ندوات ولقاءات يومية في الشارع والمؤسسات التربوية ومختلف الفضاءات الاجتماعية يكثر فيها التعامل اليومي بين الناس. و في إطار آخر، وفي بادرة ليست غريبة على الكشافة الإسلامية الجزائرية، وعملا ببنود قانون الكشاف، منها الكشاف نافع ويساعد الأخرين، الكشاف أخ الكشاف وصديق الجميع، الكشاف يحب النبات ويرى في الطبيعة قدرة الله، قام جميع الكشافين والقادة المشاركين في المخيم الصيفي بحملة تنظيف على مستوى الغابة التي نظم فيها الفوج أولمبياد الأطفال لنيل شارة الرياضي. وفق تأكيد أمين قرقور.