امتدادا لقافلة ”لا للمخدرات” التي انطلقت في مارس المنصرم، أعلن مصطفى سعدون القائد العام لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، بمناسبة اليوم العالمي للمخدرات الموافق ل26 جوان، عن إطلاق قافلة ”الشاطئ الأزرق” تزامنا وافتتاح العطلة الصيفية، حيث يتولى الكشافة على مستوى المخيمات الصيفية القيام بعمليات تحسيس واسعة لتوعية أكبر عدد من الشباب والعائلات بمخاطر المخدرات. قررت جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية إطلاق قافلة تحسيسية جديدة حتى لا ينقطع العمل التحسيسي، يقول مصطفى سعدون، القائد العام للجمعية الذي قيم في ندوة صحفية أقامها بمقر الجمعية بساحة الشهداء، حصيلة نشاطات القافلة الأولى، حيث أفاد بأن ”القافلة الربيعية” كانت قد مست 40 ولاية جابتها ست قوافل، حملت أسماء الشهداء، تجولت ب38 ولاية، وأشرف على إنجاح العملية 300 شاب تلقوا تكوينا في مجال الوساطة الاجتماعية، وكان من أهم نتائج هذه الأخيرة أن تم تحسيس أكثر من 700 ألف شاب بطريقة مباشرة، بينما مست القافلة بطريقة غير مباشرة أكثر من 03 ملايين مواطن. ونظرا للإقبال الكبير على قوافل الجمعية، خاصة الشباب المدمن، ارتأينا، يقول القائد العام مصطفى سعدون، السير على نفس النهج بإطلاق ”القافلة الزرقاء” التي ستجوب بعض شواطئ المدن الساحلية التي يجري فيها تخيّم الأفواج الكشفية التابعة لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، بمناسبة موسم الاصطياف. توكل للأفواج الكشفية التي تختار التخييم على الشواطئ، مهمة يتكيف برنامجها، وفقا لما يتناسب والنشاط التحسيسي ضد المخدرات، إذ يتكفل الوسطاء الاجتماعيون بالتقرب من المصطافين من الشباب والعائلات لتوعيتهم بآثار آفة المخدرات الوخيمة، ناهيك عن تنظيم بعض المعارض على مستوى الشواطئ، توزيع مطويات وفتح المجال واسعا للتواصل مع الشباب لكسب ثقتهم وتوجيههم إلى المراكز المختصة للعلاج. من جهة أخرى، كشف مصطفى سعدون عن الإعداد لقافلة أخرى تخص سكان الجنوب، وهي” قافلة الصحراء الكبرى” التي حدد تاريخ انطلاقها مع نهاية فصل الصيف وبداية فصل الخريف، حيث تزور هذه الأخيرة بعض المناطق المتواجدة بأقصى الجنوب، كولاية تمنراست وأدرار. وأرجع مصطفى سعدون سبب إقبال الشباب على تعاطي المخدرات إلى عامل الفضول بالدرجة الأولى وقلة الوعي، حيث قال: ”تبين لنا من خلال الاحتكاك بالشباب المدمن عبر القافلة التي طالت حتى المؤسسات التعليمية والحرم الجامعي، أن السبب الأول الذي يدفع الشباب إلى تعاطي هذه السموم، هو الرغبة في التجربة من باب الفضول، غير أنهم يغفلون عن الشعور بنشوة التعاطي الذي يقودهم إلى فخ الإدمان، من أجل هذا، نحاول من خلال عملنا التحسيسي تكريس ثقافة التحذير من مخاطر المخدرات قبل الإدمان عليها”. وكان من أهم الانشغالات التي حملها المدمنون إلى الوسطاء الاجتماعيين، الرغبة في التعافي والخوف من دخول السجن، مع رفض الدخول إلى المراكز المختصة لعلاج المدمنين هروبا من الفضيحة، ومن أجل هذا يقول مصطفى سعدون؛ ”اعتمدنا في مخططنا التحسيسي على التوعية القانونية، حيث نشرح للمدمن آليات الحماية التي يضعها القانون لصالحه في سبيل التعافي من المخدرات، وكذا التأكيد على عنصر السرية على اعتبار أن آفة المخدرات لم تعد تمس الفئات الهشة من المجتمع أو تلك التي تعاني من مشاكل اجتماعية، بل أصبحت تتربص حتى بالعائلات المرموقة على اعتبار أنها تملك المال لشراء المخدرات.” لم تسلم الفتاة من الإدمان هي الأخرى على آفة المخدرات، وبحكم أن تواصل الأفواج الكشفية مع هذه الأخيرة صعب، فكرت جمعية قدماء الكشافة الإسلامية في تشجيع الحضور النسوي، حيث قال القائد العام للجمعية؛ ”نحاول في برنامجنا المستقبلي إعادة بعث الفتاة الكشفية، وتحديدا بالأفواج الموجودة على مستوى العاصمة، التي تعاني من نقص فادح بالنظر إلى دورها الفعال في التواصل مع الفتاة المدمنة”. للإشارة، سطرت جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية برنامجا ثريا ومتنوعا بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمخدرات، إذ تعتزم تنظيم فضاء مفتوح للتواصل مع الشباب، لعرض تجربة الجمعية الرائدة في مجال مكافحة المخدرات بساحة ”كنيدي” بالأبيار، بالتنسيق مع الأمن الوطني لولاية الجزائر.