واشنطن بوست: الجزائر عملاق سياحي قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في مقال لها حول السياحة في الجزائر، إن الجزائر بلد ضخم، يحتل المرتبة العاشرة عالميا من حيث المساحة، واصفة قطاع السياحة الجزائري ب«العملاق"، موضحة أن السمعة السياحية التي تحظى بها الجزائر تبقى بعيدة، عن ثراء ما تزخر به من معالم طبيعية وتاريخية. واعتبرت الجزائر إحدى الأماكن الأكثر تميّزا، بحكم إمكانية الوصول إليها من أوروبا عبر رحلة قصيرة. يقول مدير وكالة روليانس ترافل، محمد لعروسي، إن الجزائر بدأت تسترجع تدريجيا النشاط السياحي، من خلال الآليات والبرامج الحكومية المختلفة، وقد تسببت جائحة كورونا بتوقف النشاط، ما تسبب في ركود تام في "بيزنس السفر" على المستوى العالمي، وكما نعرف، فإنه في السنة الفارطة، في موسم الاصطياف استقبلت الجزائر أكثر من 11 مليون مصطاف وسائح مغترب وأجنبي. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الجزائر مؤهلات سياحية محتلفة الأنواع، منها الصحراوية والساحلية والجبلية والتاريخية، وتحوي شريطا ساحليا يمتد على 14 ولاية ساحلية، وهناك آفاقا واعدة للسياحة في الجزائر، لذلك فمن الضروري جدا تطوير السياحة الوطنية، فمقارنة بإيراداتها التي تصل إلى 20 بالمائة من مداخيل بعض الدول، لا تتعدى نسبتها في الجزائر 2.2 بالمائة من الناتج الإجمالي. ويرتقب لعروسي تحسنا كبيرا على الأمد القريب في النشاط السياحي جراء الإصلاحات التقنية والتنظيمية الجارية بالجزائر، مع بروز منشآت فندقية جزائرية وأجنبية، حيث انطلق الأجانب في إقامة منشآت سياحية، خاصة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة مع التسهيلات الحكومية التي أقرتها الجزائر الجديدة. بالمقابل، يقول كل من الدكتور عبد القادر عوينان والدكتور أحمد باشي في دراسة أكاديمية مشتركة بعنوان واقع السياحة في الجزائر وآفاق النهوض بها في ظل المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية، إن الجزائر سعت منذ استقلالها إلى تطوير قطاع السياحة، وكانت البداية من ميثاق السياحة عام 1966، ثم إدراج السياحة في المخططات التنموية المختلفة، سعيا منها لجعل القطاع مُدرا للثروة، وترقية المنتوج السياحي لمستوى العالمية، كما تمّ إطلاق مشروع للنهوض بالسياحة في آفاق 2013، فضلا عن المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية آفاق 2025. وحسب الباحثين، فإن قطاع السياحة يُعتبر من أهم القطاعات في عالم اليوم، حيث أصبحت السياحة صناعة حضارية واجتماعية وتمثل المحور الأساسي في أنشطة الخدمات وأحد أسرع القطاعات نمواً على مستوى العالم، وأداة فعّالة لتحقيق التنمية المستدامة وتخفيف الفروق الاقتصادية والاجتماعية وتأمين موارد هامة، بل إن بعض الدول مثل المالديف وألمانيا يفوق الإنفاق السياحي فيها إجمالي صادراتها السلعية. وشهد قطاع السياحة في الجزائر نموا ملحوظا خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وهذا راجع للإمكانات الطبيعية والسياحية التي تتوفر عليها بالرغم من الاهتمام المتواضع بالقطاع السياحي آنذاك، إذ يمكن أن تجعل هذه الإمكانيات. ووفق باشي وعوينان، فإن الجزائر البلد السياحي الأول في منطقة شمال إفريقيا، كما يمكن أن يكون قطاع السياحة مصدر دخل هام للبلد، إلاّ أن هذه الإمكانات غير مستغلة على أكمل وجه، كما أن كل التدابير التي اتخذتها الحكومة للنهوض بهذا القطاع تبقى دون المستوى المطلوب، وبالتالي تبقى مساهمة السياحة الجزائرية في الناتج المحلي الخام ضعيفة جدا. وحاليا تسعى الجزائر للنهوض بقطاعها السياحي من خلال المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية مطلع العام 2025، الذي يشكل الإطار الاستراتيجي للسياسة السياحية للجزائر، ويأتي هذا المخطط تتويجا لمسار طويل من البحث، التحقيقات، الدراسات، الخبرات والاستشارات، وبالتالي فهو عمل فكري كبير واستشارة واسعة بمشاركة المتعاملين الوطنيين والمحليين العموميين والخواص. من جهة أخرى، توضّح أرقام وزارة السياحة بأن مداخيل السياحة تبلغ 2 بالمائة فقط من الناتج القومي الإجمالي للجزائر، وتسعى الجزائر وفق مخطط الحكومة آفاق 2030 لرفع عدد السياح إلى 11 مليون، بعد تسجيل زيارة 1 مليون جزائري وأجنبي للصحراء خلال عام 2021، وأطلقت الجزائر بداية من أكتوبر 2022 سوق السياحة الصحراوية بالتأشيرة في المطار، وجهت حين إطلاقها فعليا دعوات لسفراء الدول الأجنبية التي تُعد الجزائر سوقا تقليدية لسياحها، كما تمّ وضع لجنة خاصة بإعداد وتسهيل الإجراءات، بالنسبة لقدوم السياح خاصة مسألة منح التأشيرات في وقت قصير، ومحاولة استقطاب سياح من آسيا خاصة الصين التي وقعت معها الجزائر اتفاقا للتبادل السياحي خلال زيارة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون الأخيرة لبكين. وحسب معطيات وزارة السياحة، فإن البنية السياحية تشهد نموا معتبرا، خاصة على مستوى السياحة الصحراوية، حيث بلغ عدد المشاريع الاستثمارية أكثر من 200