السنغال (0) – الجزائر (1) فاز المنتخب الوطني وديا على بطل إفريقيا منتخب السنغال، بعقر داره بملعب عبدولاي وايد بهدف دون رد، وقعه الوافد الجديد فارس شعايبي في (د 65) برأسية محكمة مسجلا أول أهدافه مع المنتخب الوطني، مستغلا مخالفة "مليمترية" من القائد رياض محرز، أهدى بها "الخضر" فوزا معنويا كبيرا، أربعة أشهر قبل انطلاق نهائيات "كان" كوت ديفوار.
أسكتت العناصر الوطنية أفواه كل المشككين، بعدما كبدت رفقاء ساديو ماني أول هزيمة بملعبهم الجديد (ملعب عبدولاي وايد)، فوز جاء بعد تعادل سلبي مخيب أمام منتخب تنزانيا، لحساب الجولة السادسة والأخيرة من عمر التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2024. حافظ المنتخب الوطني على سيطرته في المباريات الثنائية ضد المنتخب السنغالي، أين رفع رصيده إلى 14 انتصارا مقابل 04 انتصارات لأسود التيرانغا، خلال المواجهات التي جمعت المنتخبين على مرّ التاريخ، ليعجز رفقاء الحارس العملاق إدوارد ميندي من خلع شوكة الهزيمة والتعادل أمام "الخضر"، التي دامت للمباراة السابعة تواليا وتحديدا طيلة 15 عاما كاملا، بل وأكثر من ذلك ألحق رفقاء سفيان فغولي، أوّل هزيمة بمنتخب السنغال في عقر داره منذ سنة 11 سنة وتحديدا منذ عام 2012. أجرى الناخب الوطني جمال بلماضي سبعة تغييرات، مقارنة بالتشكيلة التي خاضت مواجهة تنزانيا الخميس المنصرم بملعب 19 ماي 1956 بعنابة، أين أبقى على الحارس أونتوني ماندريا أساسيا رفقة عيسى ماندي في محور الدفاع، وريان آيت نوري على الرواق الأيسر من الدفاع، بالإضافة إلى فارس شعايبي الذي أبقى عليه أساسيا، لكن بتغيير دوره على أرضية الميدان من جناح أيسر إلى متوسط ميدان في صناعة اللعب. وعد مهندس التتويج القاري لسنة 2019 قبل التنقل إلى العاصمة السنغالية داكار، بمشاهدة الوجه الحقيقي ل "الخضر" أمام أبطال إفريقيا، وهو الأمر الذي حدث فعلا، أين تغلب جمال بلماضي على نظيره السنغالي آليو سيسي تكتيكيا، وألحق به ثالث هزيمة تواليا منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية للفريق الوطني، رافعا بذلك رصيده إلى 39 انتصارا كاملا منذ سبتمبر 2018. اختيار بلماضي نفس النهج التكتيكي الذي يظهر به منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بخطة (4 – 1 – 4 - 1)، إلا أن توظيف عناصر جديدة تبحث عن فرض نفسها في المنتخب، جعلت رفقاء المدافع رامي بن سبعيني تظهر بوجه جيد طيلة اللقاء، وتعود بفوز لم يكن أشد المتفائلين يؤمن به، بعد المستوى الذي ظهر به المنتخب خلال مواجهتي تونسوتنزانيا على التوالي. ماندريا رجل المباراة ويكسب العديد من النقاط وجد أخيرا الناخب الوطني البديل الحقيقي للأخطبوط رايس الوهاب مبولحي الذي بحث عنه مطولا، حيث تمكن حارس نادي كون الفرنسي من البروز في مواجهة السنغال بتصديات وتدخلات حرمت إليمان ديان وزملائه من الوصول الى شباك "الخضر"، وأعطت ثقة أكبر للعناصر الوطنية التي راحت تبحث عن هدف الفوز الذي جاء من رأسية فارس شعايبي في (د 65). خاض ماندريا أمام منتخب السنغال المواجهة السادسة بألوان "الخضر"، والثانية له على التوالي بعد لقاء تنزانيا، بعدما أثبت عن إمكانيات لا بأس بها أمام كل من منتخبات (إيران، مالي، النيجر، أوغندا)، التي تلقت فيها شباكه أربعة أهداف، لكنه أمام تنزانيا وأسود التيرانغا أبقى على نظافة شباكه، وأثبت بأنه يمكن الاعتماد عليه خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة بكوت ديفوار. سيكون صاحب ال 26 ربيعا بدرجة كبيرة الحارس رقم واحد خلال نهائيات "كان" 2024، لأول مرة منذ 13 عاما التي سيطر فيها رايس الوهاب مبولحي على حماية عرين "الخضر"، وتحديدا منذ مواجهة منتخب انجلترا بنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، حيث خاض الحارس الحالي لفريق شباب بلوزداد 5 نهائيات متتالية لكأس أمم إفريقيا، وقاد المنتخب للتتويج ب "كان" 2019 بمصر، كما شارك في نسختين بكأس العالم، ولم يتمكن أي حارس من إزاحته من مكانه حتى حين كان يتواجد دون فريق. عودة عطال .. وآيت نوري يضمن مكانته الأساسية سمحت مواجهة السنغال من تألق الظهيرين الأيمن والأيسر، يوسف عطال وريان آيت نوري على التوالي، حيث أثبت لاعب نيس الفرنسي علو كعبه أمام ساديو ماني، الذي فرض عليه رقابة لصيقة طيلة المواجهة، حرمته من التوغل داخل منطقة العمليات، ودفعته للتخلص من الكرة في أكثر من مناسبة بسرعة، ومحاولة التسجيل من على مشارف منطقة العمليات، وهو ما يؤكد بأن ابن مدينة بوغني عاد بقوة، وفي حالة بدنية جيدة بعد العلاج الذي تلقاه نهاية الموسم المنصرم بمستشفى اسبيتار لتقوية عضلاته، وسيكون له شأن كبير خلال "كان" كوت ديفوار. من جانبه، لاعب ويلفارهامتون الإنجليزي ريان آيت نوري، خاض ثاني مواجهة تواليا له رفقة المنتخب الوطني، وثبّت مكانته الأساسية بعدما برز بشكل ملفت للانتباه دفاعيا وهجوميا، وأقلق كثيرا مهاجمي ولاعبي وسط ميدان منتخب السنغال، حيث تمكن من استرجاع الكثير من الكرات، وجلب مخالفات عديدة في وسط الميدان والهجوم، وتسبب في تلقي كل من يوسف سبالي وباتي سيس بطاقتين صفراوين. فغولي يؤكد بأنه يمكن الاعتماد عليه عرفت تشكيلة الناخب الوطني ضد منتخب السنغال عودة متوسط الميدان سفيان فغولي، الذي يغيب عن المنتخب منذ ذهاب الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022، أمام المنتخب الكاميروني بملعب جابوما، التي دخل فيها بديلا في (د 76)، وتعرض فيها لتمزق في فخذه حرمه من خوض لقاء العودة بملعب مصطفى تشاكر، ليتم ابعاده منذ ذلك الحين من قبل الطاقم الفني، الذي عاد لاستدعائه بعد 19 شهرا كاملا، بعدما استعاد المنافسة مع فريقه كاراغومروك التركي. صاحب ال 33 ربيعا أعاد التوازن لخط الوسط حيث كان سدا منيعا في الشق الدفاعي، واسترجع العديد من الكرات في الدفاع ووسط الميدان، كما تمكن من صناعة الخطورة في الخط الأمامي، بمنحه العديد من الكرات في العمق لكل من (عطال، شعايبي، بونجاح)، وهو العمل الذي عجز عن القيام به كل من (بن رحمة، زرقان، بن دبكة، بن ناصر، بوداوي، بن طالب، عبدلي، شعايبي)، طيلة 13 مواجهة رسمية وودية التي غاب عنها فغولي، الذي لعب سهرة الثلاثاء المباراة رقم 77 بألوان المنتخب الوطني، التي جعلته يصبح عاشر لاعب الأكثر حملا للألوان الوطنية على مر التاريخ. بلماضي: منتخب السنغال قوّي ... كشف الناخب الوطني خلال الندوة الصحفية التي أعقبت الفوز على منتخب السنغال، أن اللاعبين احترموا التعليمات التي قدمت لهم، وأبانوا عن انضباط تكتيكي كبير طوال اللقاء، الأمر الذي سمح لهم من الإطاحة بأسود التيرانغا أمام جمهورهم، وهو ما لم يحدث منذ سنوات. أكد المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية أن اختيار مواجهة بطل إفريقيا، لم يكن عشوائيا، بل للشروع في التحضير لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2024، لرفع الانسجام بين اللاعبين ووضع الوافدين الجدد في ظروف المنافسة التي سيلعب فيها "الكان" المقبل، وقال بهذا الشأن "منتخب السنغال قوي جدا ومنظم كما ينبغي، مواجهة اليوم مفيدة جدا بالنسبة لنا حتى نحسن مردودنا". وأضاف "قمنا بالاعتماد على العديد من اللاعبين الشباب الذين التحقوا بالمنتخب مؤخرا في إطار استراتيجية التشبيب التي نقوم بها". وتابع "مباراة من هذا الحجم ستكون مفيدة للاعبينا الشباب، من أجل النضج والتعلم أكثر، قبل نهائيات أمم أفريقيا والاستحقاقات التي تنتظرنا مستقبلا". من جانبه مسجل الهدف الوحيد فارس شعايبي لاعب فرانكفورت الألماني، أفاد بأن الفوز على منتخب مونديالي في دياره يرفع المعنويات تحضيرا للاستحقاقات المقبلة، موضحا بأنها ستكون مباراة معيارية لما هو قادم، كما قال بأن المواجهة كانت ندية ومثيرة جدا، وأعرب عن سعادته الكبيرة بتسجيله هدف الفوز. كشفت مصادر "الشعب" من داخل أسوار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بأن الناخب الوطني جمال بلماضي يعمل على برمجة لقاء ودي ضد منتخب مصر، بملعب القاهرة الدولي خلال تربص شهر أكتوبر المقبل، الذي ستتخلله مواجهة ودية أخرى قد تلعب بنسبة كبيرة في ملعب حملاوي بقسنطينة، بحسب التصريحات التي قام بها الناخب الوطني بعد مغادرته مدينة قسنطينة باتجاه داكار لمواجهة منتخب السنغال.