اختتم منتخب المحاربين معسكره الخاص بشهر سبتمبر الحالي، الذي كان قد بدأه بتعادل مخيب على أرضه أمام نظيره التنزاني بنتيجة سلبية ضمن الجولة الأخيرة من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2023، والتي ضمن التأهل إليها سلفاً، ثم فوز وبأداء رائع في عقر دار المنتخب السنغالي بطل أفريقيا بهدف نظيف سجله اللاعب فارس شايبي. وحقق المنتخب الوطني خلال هذا المعسكر عدة مكاسب تسمح للمدرب جمال بلماضي بجعله نقطة مرجعية تحسباً للاستحقاقات المهمة التي تنتظر منتخب "الخضر"، على غرار تصفيات كأس العالم 2026، ثم بطولة كأس أمم أفريقيا المقررة في مطلع العام المقبل في ساحل العاج. ..عودة الروح أولى المكاسب التي حققها المنتخب الجزائري عبر هذا المعسكر هي عودة الروح لرفقاء القائد رياض محرز، الذين قدموا مباراة بطولية أمام المنتخب السنغالي رغم أن المباراة تبقى ذات طابع ودي، إلا أن المدرب جمال بلماضي رفض تفويت هذا الموعد ليؤكد من خلاله أن تشكيلته ما زالت قادرة على العطاء، بعد الانتقادات التي تعرضت لها في الأشهر الأخيرة، خاصة منذ الفشل في التأهل لنهائيات كأس العالم 2022 في قطر. ..بدائل في المستوى سمحت المباراتان أمام تنزانياوالسنغال للمدرب جمال بلماضي بالاعتماد على العديد من الأسماء التي أكدت قدرتها على أن تكون محل ثقة في المواعيد المقبلة، على غرار الشاب بدر الدين بوعناني الذي رغم أنه لم يُشارك ضد منتخب "أسود التيرانغا"، إلا أنه أبان عن قدرات هائلة ضد تنزانيا، وهو حال المدافع أمين توغاي ولاعب خط الوسط عبد القهار قادري، إضافة إلى اللاعب حيماد عبدلي الغائب عن مواجهة السنغال بسبب الإصابة، وهذا في انتظار عودة لاعبين من المنتظر أن يكونوا أساسيين مستقبلاً، مثل حسام عوار، نبيل بن طالب وإسماعيل بن ناصر، وكذلك الوجه الجديد أمين غويري. ..الانسجام من بين المكاسب التي حصدها المنتخب الجزائري في هذا المعسكر هي تحقيق الانسجام بين بعض الأسماء التي يعول عليها كثيراً بلماضي مستقبلاً، مثل لاعبي قلب الدفاع، إذ أكد الثنائي عيسى ماندي ورامي بن سبعيني تفاهمها الكبير وأعطيا الاطمئنان مع الحارس أنتوني ماندريا، كما أظهر الشاب فارس شايبي تفاهماً كبيراً مع المخضرم سفيان فيغولي، إضافة إلى الأدوار التي لعبها الظهيران يوسف عطال وريان آيت نوري في الصعود والعودة إلى الخلف للتغطية أمام هجوم المنافس. ..اللاعبون الجدد كان هذا المعسكر موعداً أيضاً لاكتشاف مستوى بعض اللاعبين الجدد، الذين التحقوا في المباريات الأخيرة ضمن سياسة بلماضي في تشبيب المنتخب تحسباً للاستحقاقات القادمة، وقد برهنوا حجم الثقة التي وضعت فيهم، مثلما كان الحال مع الظهير الأيسر ريان آيت نوري، الذي يبدو أن سيتسيد مركزه مع منتخب "الخضر" لسنوات نظراً لصغر سنه وإمكاناته، وهذا في حال ابتعدت عنه الإصابات، والأمر ينطبق على لاعبين آخرين، أبرزهم فارس شايبي وأنتوني ماندريا وكذلك حيماد عبدلي وبدر الدين بوعناني.