الكبر هو العظمة والارتقاء بالذات بشيء دخيل في النفس أي أن الإنسان يصف نفسه بالكمال إلا أن الكمال للّه سبحانه وتعالى، وهو من الأخلاق الرديئة، والذنوب العظيمة .. وداء الكبر يجعل المرء يعيش الوهم بكل معانية، يحسب بسببه المرء نفسه في أعين الناس عظيما، وهو عندهم حقير ذليل لكبره، داء له آثاره الوخيمة المدمرة. وتظهر سمات الكبر في سلوكيات مرضاه، إذ يحاول المتكبر أن يتعالى بكلامه وحركاته وسكناته، ليضع نفسه في مكانة أعلى من الآخرين.وقال الرسول إن ''الكبر هو بتر الحق، وغمص الناس'' أي أن شخص ما يبتر عن النعمة أي يكره الحق، وغمص الناس أى احتكار الناس ، فالكبر شيء كبير، واللّه عزل وجل حينما خلق جنة عدن نظر اللّه وقال لها ''أنت حرام على المتكبرين'' . نشأة الكبر الكبر ينشأ من الجهل في رؤية الشخص لنفسه على أنه أعظم من الغير في العقل أو أنه أعلى من الجميع أو أن يكون مغترا ببدنه أو بجمال شكله أو بماله أو بأولاده، وينمو هذا الشعور عند الشخص بسبب وسوسة الشيطان.الكبر أول جريمة تعصى في الأرض عندما استكبر إبليس أن يسجد لأدم عليه السلام عندما أمر اللّه سبحانه وتعالي الملائكة بالسجود له فسجدوا جميعا ما عدا إبليس أبى واستكبر .. فالكبر أن يرى الشخص نفسه فوق الجميع، أما الغرور أن يعجب الشخص بنفسه ولا يقول لأحد عن نفسه حاجة أما الكبر فيه شيء من الحسد.وقال صلى اللّه عليه وسلم'' :لا يدخل الجنة من كان في قلبه حبة خردل من كبر.'' وقال أيضا'' :يقول اللّه تعالى'' :الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني فيهما ألقيته في جهنم ولا أبالي.'' وقال صلى اللّه عليه وسلم'' :ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضاعف لو أقسم على اللّه لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر'' . قد يكون الكبر ناتجاً عن شعور بالنقص أو شعور بالكمال، فهو في كلتا الحالتين ناتج عن إدراك خادع للذات، فإذا توافرت في يد الشخص الأدوات التي يعبر بها عن هذا الشعور الخادع ظهر الكبر في سلوكه.والإنسان محب لنفسه بالأصالة ساع إلى تجميل ذاته وتزينها. وتكمن مشكلة المتكبر في أنه يرى نفسه شيء كبير للغاية، وقد يعلم عن نفسه النقص في جانب من الجوانب لكنه يعتز بذلك النقص إعزازا ينسيه مساوئه. سبل العلاج العلاج العلمي هو الاستفادة من القرآن والسنة، وأن يعدل أفكاره عن نفسه، ليكون نظرة صحيحة عن الذات'' :الضعيف الفقير الذليل الذي ما يلبث عمره أن ينتهي في أية لحظة وما يلبث أن يمرض بأصغر وأقل فيروس أو بكتيريا، وما يلبث أن ينقطع جهده بأقل مجهود أو عمل.'' يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إلى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ).وفشلت جميع الأدوية البعيدة عن الإيمان في علاج الكبر؛ لأنه ينمو في بيئة الأثرة وحب الذات، وأما العلاج الإيماني فهو النافع فيه إذ يأمر الإيمان بالحرص على مصلحة الآخرين والتواضع لهم وخفض الجناح قال اللّه تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ).إن الموازين الإسلامية القائمة على التفاضل بالتقوى والعمل الصالح هي التي تمنع التكبر بالمال والنسب والعلم والجمال والقوة وغيرها؛ فيدخل علاج الكبر في منظومة متكاملة لتربية الشخص على التعامل بموازين الإسلام في الحياة.ومن علاج الكبر مقاومة مظاهره السلوكية بالمواظبة على أخلاق التواضع، والاطلاع على سير المتواضعين والتأسي بهم، وصحبة أهل التواضع والفقراء ومجالسة المساكين، وتصنع التواضع، وكسر شوكة النفس كلما كبرت. لماذا تبدأ الصلاة بالفاتحة؟ بدأت كل ركعة من ركعات الفرض أو النفل بالفاتحة لأنها تشتمل على مجمل ما في القرآن الكريم بطريق الإيجاز أو الإشارة حيث تتضمن بيان التوحيد وبيان الوعد والبشري للمؤمن وبيان الوعيد للمسيء وبيان العبادة وبيان طريق السعادة في الدنيا والآخرة وقصص الذين أطاعوا اللّه ففازوا وقصص الذين عصوه فخابوا. هذا بالإضافة إلى أن قراءتها في كل ركعة تعتبر ركناً قولياً عن الشافعية فعن عبادة بن الصامت أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال'' :لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب'' رواه الجماعة. وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ''من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن هي خراج غير تمام'' وفي رواية ''بفاتحة الكتاب فهي خراج'' ''أي ناقصة نقص بطلان'' رواه أحمد والشيخان.. وعنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ''لا تجزيء صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب'' رواه بن خزينة وابن حبان وبهذا تظهر الحكمة في تخصيص الفاتحة بالقراءة في جميع الركعات دون غيرها من سور القرآن الكريم.