أكد الناقد السينمائي أحمد بجاوي أن فرنسا كانت تهدف من وراء الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، طي ملف الثورة الجزائرية الكبرى واستقلالها، مشيرا إلى أن باريس كانت تحمل انشغالات وهموم أخرى عكس الجزائريين..وأضاف «ضيف الشعبش أحمد بجاوي إن الفرنسيين ركزوا على خمسينية الجزائر ، لأنه كان من المفترض بعد هذا التاريخ تسليم الأرشيف الثوري إلى الجزائر، مؤكدا بأنهم قدموا فقط جزءا بسيطا منه، وقال «لم أر أي احتجاج من قبل الجزائريين، ولا أعرف إن كانت هناك بنود في اتفاقية ايفيان أو لا»، مشيرا إلى أنه لا يمكنه الحكم على ذلك كونه ليس مؤرخا. وأكد أحمد بجاوي أن الاحتفال بالخمسينية أوقع الجزائر في فخ، مشيرا إلى أن اهتمامات الجزائريين لا تصب بتاتا في نفس الاتجاه الفرنسي، داعيا إلى ضرورة التفريق بين أغراض الفرنسيين الذي يريدون طي ملف الثورة والجزائريين الذين يريدون فتحه والاحتفاء بتاريخها في كل مناسبة. وقال أحمد بجاوي إنه يجب العودة دائما إلى الخلفيات، ولو عاد الأمر إليه، فإن أربعة أفلام أو خمسة كافية للاحتفال بخمسينية استقلال الجزائر، مؤكدا بأن الجزائر لديها الوقت الكافي لإنتاج أفلام سينمائية في مثل هذه المناسبات، حيث تحتفل السنة القادمة ب60 سنة على اندلاع الثورة التحريرية الكبرى. وأشار إلى أنه في 1982 وللاحتفال بعشرين سنة على استقلال الجزائر، قام بدعوة كل من روني فوتي، لابودوفيتش وطلب منهما تصوير أفلام تذكر بالثورة، مؤكدا بأنهم أنجزوا عملهم وقدموه في الفاتح من نوفمبر. وأعاب السينمائي والباحث أحمد بجاوي على مواصلة رفض عدد من الأعمال السينمائية، لا سيما التي تصور المقاومات الشعبية، مؤكدا بأن المسؤولين يطالبون على وجه الخصوص بأفلام تتناول شخصيات تاريخية، التي تشيد على سبيل المثال بالعقيد لطفي، الحواس أو بن مهيدي. وأكد بأن هذه العقبات التي تقف في وجه السينما الجزائرية ستظهر وكأننا فشلنا في الاحتفاء بالخمسينية، في الوقت الذي تقول فيه فرنسا بأنهم ينتجون 50 فيلما تلفزيونيا احتفاء ب 50 سنة. وأرجع أحمد بجاوي الإشكالية إلى غياب تفكير أولي فيما يخص المشاريع التي يقدمونها، مؤكدا بأن هذا الأمر يتطلب تواجد أناس مختصين يتحملون مسؤولية أعمالهم، والتشاور فيما بينهم لوضع الخطوط العريضة ومعرفة الأهداف مثلا من وراء موضوع الفيلم. وفيما يخص الأسباب التي جعلته ينسحب من لجنة قراءة نصوص أفلام خمسينية الاستقلال، أشار إلى أنه كان رئيس اللجنة الدائمة، وفي غيابه تم تعيين رئيس للجنة الخاصة، دون أي سبب يُذكر، والتي قد تكون حسبه لأغراض معينة، مضيفا بأنه تم تعيين موسى حداد رئيسا للجنة المؤقتة، في حين أن الشرعية ترجع للجنة الدائمة، وقال إن رئيس اللجنة هو من يعين بالتنسيق مع من لديه الصلاحيات رئيس فرعي مكلف بقراءة النصوص وهو ما لم يتقبله.