يعرض غدا بالقاهرة الفيلم الوثائقي الجزائري ''سينمائيو الحرية'' لمخرجه سعيد مهداوي، في إطار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي يحتفي في طبعته الحالية بخمسينية استرجاع السيادة الوطنية.. عبر المخرج سعيد مهداوي في تصريح ل''الشعب'' عن اعتزازه الكبير لتمثيله الجزائر في مهرجان القاهرة السينمائي، مشيرا إلى أن هذا الاختيار كان مفاجأة بالنسبة له، لأنه لم يقم بالترويج لهذا الفيلم وتم عرضه مرة واحدة على الصحافة، لأن الترويج لفيلم سينمائي حسبه يتطلب إمكانيات مادية كبيرة، وقال بأن هذه المشاركة ستدفعه إلى المضي قدما في المستقبل لتقديم أفضل الأعمال السينمائية. وأضاف مهداوي بأن الفيلم تم إنتاجه بميزانية متواضعة، وعرض في عديد المهرجانات الدولية والجزائرية، إلا أن مهرجان القاهرة يعد مكافأة إضافية بالنسبة له، كونه اختير في إطار احتفاء مصر بخمسينية استقلال الجزائر، وتكريم الفن السابع الجزائري، ولمعالجته دور السينما في الثورة التحريرية الكبرى. وقال سعيد مهداوي إن الفيلم الوثائقي جاء بعد إعلان التلفزيون الجزائري عن استقبال مشاريع، حيث تقدمت بمشروعي السينمائي وتم قبوله، مشيرا إلى انه يقدم عميق امتنانه لهاته المؤسسة التي لولاها لما كان لهذا الفيلم الوثائقي أن يرى النور. وقد نشأ مهداوي ، كما أكده ل''الشعب'' عارفا بالسينما، وبسينما الهواة، مضيفا بأنها بالنسبة له سينما مستقلة، حيث كان يملك خلفية لهذا الموضوع الذي لم يتم التطرق إليه أبدا لا من قبل المؤرخين ولا من قبل الصحفيين، وبالتالي يقول فكرت في أصدقائي وأشقائي في سينما الهواة منذ الثمانينينيات والتسعينيات حيث فتحنا المجال للحديث عن الفن السابع في الجزائر. وبخصوص التمويل قال مهداوي بأنه يبقى الإشكال الكبير لإنتاج أو إخراج أي فيلم، لكن بالرغم من ذلك يضيف سنواصل العمل على إثراء السينما بإمكانياتنا وجهودنا. ويؤرخ سعيد مهداوي في فيلمه ''سينمائيو الحرية'' لفترة معينة من تاريخ السينما الجزائرية والسينمائيين الذين أعلنوا عن ميلاد الفن السابع إبان الثورة المجيدة، ليمجدوها بأفلامهم التي كانت بمثابة السلاح الذي رفعوه في وجه المستعمر الفرنسي. الفيلم الوثائقي والذي يعرض في 70 دقيقة، عبارة عن شهادات حية مع مخرجين قدموا أفلاما سينمائية في الفترة الممتدة ما بين 1956 إلى 1962 ومن هؤلاء المخرج الجزائري المعروف جمال شندرلي ومحمد لخضر حامينة، إلى جانب المخرج الفرنسي رونيه فوتييه الذي التحق بالثورة التحريرية وقدم من خلال إنتاجه السينمائي نظرة عن بسالة الثوار وجشع المحتل من أبناء جلدته في فيلم القصير وسمه ب''الجزائر الملتهبة''، إضافة إلى كل من بيار كليمون الذي ساند الثورة الجزائرية وقدم فيلم ''جيش التحرير الوطني في القتال''، حيث سجن في 1958 وحكم عليه ب10 سنوات سجن، إلى جانب سيسيل دي كوجيس والتي قدمت فيلما قصيرا بعنوان ''اللاجئون''، ناهيك عن المخرج الألماني كارل قاس، ولابي دوفيتش، يان لوماسيون، وبيار شولي. أما من وافتهم المنية أو تعذر عليهم الاتصال بهم لأسباب ما، فقد استعان المخرج بأناس لهم علاقة مع مخرجين منهم أحمد راشدي والذي كان قريبا من رونييه فوتيه، إلى جانب شهادات كل من عمار العسكري، محمد بجاوي، احمد بن صالح، إضافة إلى شخصيات ثقافية وسياسية منهم وزير الثقافة السابق لمين بشيشي، ورئيس الحكومة السابق رضا مالك.