تسابق الحكومتان المتصارعتان على السلطة في ليبيا للتعاطي مع تداعيات كارثة الإعصار، الذي ضرب مدنا بشرق البلاد، من خلال إشراك المجتمع الدولي في سبل حل الأزمة؛ حيث طلبت حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا، رسمياً من البنك الدولي المساعدة في التعامل مع سبل إعادة إعمار درنة، فيما تسعى الحكومة الموازية في شرق البلاد إلى عقد مؤتمر دولي للغرض ذاته في العاشر من أكتوبر المقبل. تقدّم خالد المبروك، وزير المالية بحكومة الوحدة التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة، بطلب إلى الممثلة المقيمة لمجموعة البنك الدولي في ليبيا، هنرييت فون كالتنبورن - ستاتشاو، للمساعدة في تقييم الأضرار الناجمة عن السيول التي ضربت درنة، وإنشاء برامج للتحويلات النقدية السريعة والطارئة للمتضررين بمدن شرق البلاد، بالإضافة إلى إدارة أموال إعادة الإعمار التي تعهدت بها الجهات الدولية. وقال المبروك: "أطلب دعمكم رسمياً خلال هذا الوقت العصيب الذي تمر به بلادنا"، مشيرا إلى التجارب السابقة للبنك الدولي في أزمات مرت بدول أخرى، من بينها هايتي واليمن ولبنان؛ وهو ما دفعه لطلب تقييم شامل وفوري للإضرار التي لحقت بليبيا. كما لفت المتحدّث إلى أنّ حكومة الوحدة تعتزم "إنشاء صندوق دولي لتجميع الموارد اللازمة لجهود إعادة الإعمار واسعة النطاق المقبلة"، ولذا تأمل في مساعدة البنك الدولي بإدارته في ضوء خبرته في إدارة هذه الأموال. في الأثناء، وبينما لجأت حكومة الوحدة الليبية إلى البنك الدولي، دعت حكومة شرق ليبيا الموازية إلى عقد مؤتمر دولي موسّع لمواجهة آثار الكارثة التي حلّت بالبلاد. أرقام متضاربة للضّحايا كما أعلن الناطق باسم اللجنة العليا للطوارئ والاستجابة السريعة التابعة لحكومة شرق ليبيا الموازية، محمد الجارح، ارتفاع عدد ضحايا العاصفة "دانيال" إلى 3753 وفاة في مدينة درنة، بعد انتشال 168 جثة في الآونة الأخيرة. يذكر أنّه منذ وقوع الكارثة يوم 10 سبتمبر الجاري، ظهرت أرقام متضاربة بشأن عدد الضحايا جراء الفيضانات. وذكرت منظمة الصحة العالمية، أنّ 4014 شخصا لقوا حتفهم بينما لا يزال أكثر من 8500 شخص في عداد المفقودين. وقال الدكتور أحمد زويتن، ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا إنّ "حجم هذه الكارثة مذهل..ولن نُبالغ إن قلنا إن ثمة حاجة إلى تحرُّكٍ سريعٍ وموحد، ونحن نتعاون تعاونًا وثيقًا مع شركائنا ومع السلطات الوطنية والمجتمع الدولي لتقديم المساعدات الحيوية، وإنقاذ الأرواح، وإعادة خدمات الرعاية الصحية الأساسية خلال هذه الفترة العصيبة للغاية". الكارثة أكبر من قدرات البلاد
هذا، وقدّم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، أمس الأول، رسالة للمجتمع الدولي بخصوص كارثة الفيضانات التي حلت بشرق ليبيا، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.ووجّه المنفي، رسالةً إلى العالم من خلال الاجتماعات رفيعة المستوى التي تعقدها الجمعية العامة للأمم المتحدة، وضّح فيها حجم الكارثة والخسائر البشرية والمادية التي حلّت بأهل المناطق المنكوبة شرق البلاد. وأشاد رئيس المجلس بالدول التي هبّت لمساعدة ليبيا، مبيناً أنّ الكارثة أكبر من قدرات البلاد التي أرهقها التدخل الخارجي والانقسام السياسي، وأنّها تحتاج دعما دوليا، داعياً إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار، بحسب ما نقل المكتب الإعلامي بالمجلس الرئاسي.جاءت هذه الرسالة خلال عقد الجمعية العامة لعدة اجتماعات دولية وزارية، وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي ومجموعة 77 والصين والمؤتمر الإسلامي. «نورلاند" يدعو للوحدة من جانبه، أكّد المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، السفير ريتشارد نورلاند، أن الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب الشعب الليبي في هذه الأوقات الصعبة، ودعا إلى الوحدة الوطنية لمساعدة المجتمعات المتضررة على التعافي وإعادة الإعمار. وأضاف نورلاند، سنواصل العمل مع الشركاء الليبيين والدوليين لضمان تقديم المساعدة الإنسانية لأولئك الذين هم في أمس الحاجة اليها.