* التطورات أثبتت سداد المواقف الجزائرية التاريخية حيال القضية المقدسة العادلة ^ احتضان أرض الشهداء لمؤتمر المصالحة الوطنية الفلسطينية..رسالة للعالمين تثبت التطورات الميدانية الخطيرة في فلسطينالمحتلة، وتحديدا بقطاع غزة، سداد المواقف الجزائرية التاريخية حيال هذه القضية العادلة، وأهمية تحركاتها الحثيثة من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وحشد المجتمع الدولي لتنال العضوية الكاملة في جمعية الأممالمتحدة. مع اشتداد العدوان الصهيوني على غزة منذ السابع من أكتوبر الجاري، انكشفت كثير من المخططات الخبيثة وخرجت إلى العلن، على غرار خطة تهجير الفلسطينيين نحو سيناء المصرية والأردن، وقتل الأنفس المنافحة من أجل فلسطين عبر مسار التطبيع، والهدف النهائي من كل ذلك «تصفية نهائية للقضية». وبدأت المناورات الشيطانية للإجهاز التام على حقوق الشعب الفلسطيني، وتفريغ أرضه أمام قوافل الصهاينة واللصوص المستوطنين، سنة 2016، في إطار ما عرف آنذاك صفقة ترامب (الرئيس الأمريكي السابق) وصهره غاريد كوشنر. وتواصل المخطط ذاته مع الإدارة الحالية التي اشتغلت بأقصى طاقة في هذا الاتجاه، إلى أن جاءت عملية «طوفان الأقصى» التي عرّت كل شيء، مما دفع بالعدوان الصهيوني إلى صبّ آلاف الأطنان من القنابل يوميا على الفلسطينيين، في مجازر إبادة جماعية بديلة لخطة التهجير القسري. أمام هذه المعطيات وغيرها، تستدعى الجهود التي بذلتها الجزائر، في وقت قياسي، من أجل المساهمة الفعالة لإحباط النكبة الثانية بحق الشعب الفلسطيني، من خلال مواقف وقرارات قوية اتخذها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. ورغم الحملات الإعلامية الممنهجة التي استهدف الجزائر بسبب ثباتها على مواقفها المبدئية والتاريخية، أصر الرئيس تبون على إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الأجندة السياسية لجامعة الدول العربية، في القمة ما قبل الأخيرة التي احتضنتها بلادنا في الفاتح نوفمبر 2022. وبعد ثلاث سنوات من الجمود، استعادت القضية زخمها السياسي والدبلوماسي على أرض الجزائر، بتنظيم مؤتمر المصالحة الوطنية الفلسطينية، والذي انتهى بتوقيع بيان «إعلان الجزائر»، من قبل 14 فصيلا فلسطينيا، منتصف أكتوبر من السنة الماضية. وبفضل الجهود الجزائرية، توجه الفلسطينيون للمشاركة في القمة العربية وهم على وفاق يقضي بضرورة إنهاء الانقسام، وتوحيد الصف والجهود باتجاه العدو الأوحد، وهو الكيان الصهيوني. الرئيس تبون، ذهب أبعد من المصالحة، واعتبر جلب الاعتراف بالعضوية الكاملة لفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مسألة جوهرية لا تقبل الانتظار، الأمر الذي شدد عليه في كلمته خلال القمة العربية وأثناء مشاركته في الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة. لقد اعتبرت الجزائر أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض الواقع، بعد إعلانها في الجزائر سنة 1988، وعاصمتها القدس، طبقا لقرارات الشرعية الدولية، ثوابت لا تقبل التنازل أبدا، وشدد على أهمية حماية المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى من الانتهاكات الصهيونية التي ترتكب بشكل دوري وبطريقة تستهدف مباشرة مشاعر المسلمين وسلامة الفلسطينيين. هذا الوفاء التاريخي لفلسطين، ورغم التحولات الخطيرة التي حدثت في السنوات الماضية مع ما أطلق عليه «قطار التطبيع»، عزز مكانة الجزائر وموقفها المشرف والسليم، فور انفجار العدوان الصهيوني المتوحش منذ أسبوعين. وحتى الدول الراعية للكيان وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها من الغرب، اعترفوا بأهمية استقلال فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، في صناعة السلام، وأكدوا أنه السبيل الوحيد لتفادي صناعة العنف الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني. جوهر المواقف الجزائرية منذ استقلالها، هو أن تنصبّ الجهود على ضمان تجسيد الحقوق الفلسطينية، وليس إضاعة الوقت في البحث عن سلام لا يؤمن به الكيان ولا يريده أصلا، بل استغله ليحصل على تنازلات تاريخية من الجانب العربي، بينما مضى في التهام مساحة فلسطين التاريخية، منفذا سياسة الفصل العنصري عبر جدران العار والنفي والاغتيال والسجن مدى الحياة. ومن خلال جملة القرارات التي أصدرها رئيس الجمهورية، منذ بداية العدوان الأخير، تتضح إرادته الملحة في دعم القضية الفلسطينية بالأفعال وليس بالأقوال، خاصة وأن الكيان يرتكب عشرات المجازر يوميا، إذ يقصف المساجد والكنائس والأسواق والمستشفيات مستهدفا الأطفال والنساء على وجه الخصوص. ومما لا شك فيه، أن الجزائر على أتم الاستعداد لضخ كل جهد ملموس لدعم فلسطين، ومساعدة الفلسطينيين على التعافي ومواصلة الكفاح من أجل الاستقلال واستعادة الأراضي المغتصبة، دون إضاعة المزيد من الوقت.