أكد وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، خلال مشاركته في الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول القضية الفلسطينية، الخميس المنصرم، أن الجزائر مع فلسطين والشعب الفلسطيني وحقه الشرعي والتاريخي في تأسيس دولة ذات سيادة عند حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف. وحملت كلمة وزير الخارجية العديد من المضامين التي تحدد الإطار العام للنظرة الجزائرية لإنهاء الصراع العربي مع الكيان الصهيوني والممتد منذ عام 1948 والشروط الواجبة تحقيقها للوصول الى سلام دائم ومستدام في منطقة الشرق الأوسط. جددت الجزائر على لسان وزير الشؤون الخارجية، التأكيد على أن مجلس الأمن لم يعد قادرًا على أداء واجباته المنوطة به بشكل فعال لأسباب تبدو معروفة لم يتطرق لها بالتفصيل، مما يعكس توجه الجزائر نحو تعزيز المطالب الإصلاحية لهذا المجلس. وفي السنتين الأخيرتين، قامت الجزائر بتأييد هذه المطالب بشكل ملموس، بما في ذلك الخطاب القوي لرئيس الجمهورية خلال مشاركته في الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، سبتمبر الماضي. وقد تلقى مجلس الأمن انتقادات واسعة من الجهات الدولية والعالمية، نظرًا لفشله في التصدي بفعالية للهجوم الصهيوني غير المسبوق على قطاع غزة وعدم قدرته على وقف خطط الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية خلال العقود العشرين الماضية. غياب مبادرة حقيقية وجادة بالإضافة إلى ذلك، انتقدت الجزائر عبر وزير الخارجية، عدم وجود مبادرة جدية وفعّالة لتحقيق سلام حقيقي في الشرق الأوسط. وقد أشارت الدبلوماسية الجزائرية إلى نقص التنسيق والجهد الدولي المشترك الصادق لتمكين الشعب الفلسطيني من العيش في سلام دائم. على الرغم من دعم الجزائر لمبادرة حل الدولتين التي تم تقديمها في عام 2002. تحرك جماعي دولي من جانب آخر، تعتبر الجزائر أن الزمن قد حان لتنظيم جهد دولي مشترك مُنظم وهادف، بهدف تحقيق ما تنص عليه المواثيق الدولية من إقامة دولة فلسطين وضمان عضويتها الكاملة في الأممالمتحدة. وخلال قمة الجزائر العربية 31 التي أُقيمت في نوفمبر الماضي، قدمت الجزائر مبادرة "لمّ الشمل العربي"، وهدفت هذه المبادرة بشكل أساسي إلى تنسيق الجهد العربي المشترك لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية على جميع الأصعدة، بما في ذلك السعي إلى إيجاد حل دائم في منطقة الشرق الأوسط. وشمل البيان الختامي للقمة عدة نقاط تدعم القضية الفلسطينية وتؤيد الجهود العربية المشتركة لضمان عضوية فلسطين الكاملة في الأممالمتحدة. مواقف ثابتة.. يوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عبد القادر منصوري، في حديث ل«لشعب"، أن موقف الجزائر الثابت تجاه القضية الفلسطينية وفي ضوء التطورات الحالية، يستلزم منها بذل جهود مضاعفة اعتبارًا من العام المقبل لدعم الشعب الفلسطيني في صراعه مع الكيان الصهيوني، تزامنا ومهامها الرسمية في مجلس الأمن مع بداية العام الجديد 2024، باعتبارها عضوا غير دائم. ويعتقد الدكتور منصوري، أن الجزائر لن تبقى صامتة، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وأن وجود الجزائر في مجلس الأمن سيمثل دعمًا جديدًا للقضية على المستوى الدولي.