ذهب البروفيسور وأستاذ الفلسفة بجامعة قسنطينة لخضر مذبوح، إلى أنّ المقاومة الفلسطينية من خلال عملية "طوفان الأقصى" جاءت لتذكّر العرب بمركزية القضية الفلسطينية في الشرق الأوسط، وتنبّه الناظر للمشروع الصهيوني أنّ لا سلام ولا أمن للصهاينة إلا بالاعتراف بالحقوق المشروعة للفلسطينيين في إقامة دولة ذات سيادة على الحدود المعترف بها دوليا، كما تجسّدها المبادرة العربية وقرارات الأممالمتحدة. قال لخضر مذبوح إنّ طوفان الأقصى سيجهض مشروع صفقة القرن، الذي تريد الولاياتالمتحدة سواء من خلال رؤسائها الجمهوريين أو الديمقراطيين، الالتفاف من خلاله بتوسيع دائرة الدول المطبعة، مشيرا إلى أن الغارات الوحشية على سكان غزة بمباركة وتأييد الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها، قصد فرض مشروع صفقة القرن بتهجير سكان غزة إلى سيناء في مرحلة أولى، وسكان الضفة الغربية إلى الأردن، ليتم مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بدأته "كوندوليزا رايس" بعد تقسيم سوريا والعراق وليبيا، ومشروع الربيع العربي وفق قانون الفوضى الخلاّقة، ما يضمن الهيمنة الأمريكية والغربية على مصادر الطاقة في حروبهم الاقتصادية والسياسية مع الصين وروسيا، وذلك من خلال جعل دولة الصهاينة قوة عسكرية ضاربة تضمن مصالح أمريكا والغرب، وتستفرد هي بأرض فلسطين كاملة بمباركة العرب المطبّعين. وأضاف المتحدث أنّ "طوفان الأقصى" أثبت أنّ جيش الصهاينة الذي لا يٌقهر خرافة، وأن المقاومة خيار لا بديل له مع محتل استيطاني، والقضية قضية وجودية بالأساس، والصراع العربي الصهيوني وراءه أمريكا وحلفاؤها، الذين أوجدوا الكيان وزرعوه في قلب الوطن العربي لأهداف وأغراض دينية واستراتيجية تستجيب لمنطق الحضارة العبرية المسيحية المعادية لكل ما هو عربي إسلامي، وقال "يبدو لي أن المقاومة فهمت منطق الصهاينة الذين لا يرتدعون إلا بالقوة، وأنّ تحرير فلسطين لا يكون بالمفاوضات العدمية التي تجرد الفلسطيني من حقه وأرضه كما أكدته اتفاقيات أوسلو". واعتبر ذات المتحدث، بأنّ المقاومة من خلال عملية "طوفان الأقصى" جاءت لكشفت ازدواجية المعايير والميز العنصري، فرأينا كيف هاجمت وسائل الإعلام الغربية والأمريكية هجمات كتائب القسام ووصفتها بالوحشية والبربرية ولو بالكذب، كما حدث مع الرئيس الأمريكي، وعميت كاميراتهم وجفّت أقلامهم عند رؤية القصف الهمجي، الذي أتى على رؤوس سكان منازل وعمارات سويت بالأرض وحوّلتهم أشلاء في جرائم حرب ضد الإنسانية، وبقيت تجرم في المقاومة. ويؤكّد البروفيسور مذبوح، أنّ القضية الفلسطينية تأخذ دروسا من الثورة التحريرية الجزائرية في حربها مع الاستعمار الاستيطاني الفرنسي، الذي حاول إبادة الشعب الجزائري طيلة 132 سنة، وقوله الجزائر قطعة من فرنسا، لكن مقاومة الشعب الجزائري ونضالاته آخرها ثورة نوفمبر المجيدة وجيلها العظيم أجبر رابع قوة استعمارية أطلسية "فرنسا" على مغادرة الجزائر مهزومة، مضيفا أن دولة الصهاينة استيطانية مكونة من شذاذ الآفاق كما فعلت فرنسابالجزائر، في مؤامرة استعمارية عبرانية مسيحية تخلّص فيها الأوروبيون ممّا كان يسمى في أدبياتهم المسألة اليهودية، أرض فلسطين هي دولتهم التوراتية الموعودة، مستغلين وضعا دوليا وعربيا لفرض الدولة اليهودية كما وعدهم بلفور. وختم بالقول "على الفلسطينيين أن يتعلموا من تجارب الثورة الجزائرية ورجالاتها، ويعملوا متّحدين لا مشتتين، الجزائر كانت ولا تزال تدعم القضية الفلسطينية، كما قال رئيسنا الراحل هواري بومدين ظالمة أو مظلومة، وهي في وجدان الشعب الجزائري وما الجماهير التي تتغنّى بشعار "فلسطين الشهداء" إلا دليل على احتضان الجزائريين القضية الفلسطينية حكومة وشعبا حتى النصر".