إطلاق نار على القوافل الإنسانية ولا استجابة لدعوات الهدنة في اليوم 34 للعدوان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر، تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي للقوات الغازية، تارة باستهداف آلياتها المتوغّلة براً، وتارة بإطلاق رشقات صاروخية تصل إلى عمق الكيان الصهيوني، في المقابل، يستمر الاحتلال في تعنّته برفض أي هدنة إنسانية، ضارباً عرض الحائط بجميع القوانين الدولية، بينما تزداد أعداد الضحايا من المدنيّين، حيث طالت الحرب نحو 40 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود، ويزداد الأمر سوءا إزاء الأوضاع الإنسانية التي أصبحت كارثية. وسط اشتباكات ميدانية ضارية، يواصل الاحتلال الصهيوني غاراته وقصفه لقطاع غزّة، دون أن يستثني منازل أو مستشفيات، أو فرق إغاثة، ما دفع أعداد الشهداء والجرحى إلى الارتفاع. واستشهد عدد كبير من الفلسطينيين خلال الساعات الماضية بفعل تواصل القصف على مناطق واسعة من القطاع، لا سيما مخيم الشاطئ، ومخيم جباليا وحي الشجاعية شرق غزة، ومناطق أخرى جنوبا لم تسلم من القصف والعدوان.ويأتي استمرار العدوان، فيما يدّعي الاحتلال تخصيص ممرّات آمنة لدفع سكان شمال غزة إلى النزوح جنوبا؛ وهي ما اعتبرتها وزارة الصحة في غزة "ممرّات موت"، وقالت إن عشرات الشهداء والجرحى لا يزالون على الأرض جراء استهداف الاحتلال لهم. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ قافلة إنسانية محمّلة بإمدادات طبية تعرّضت لإطلاق نار في مدينة غزة، الثلاثاء. الإحتلال يقتل 160 طفلا في اليوم في السياق، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، "كريستيان لاندميير"، إن ما معدله 160 طفلا فلسطينيا يقتلون كل يوم في قطاع غزة. وأضاف أنه من الصعب فهم مستوى الموت والمعاناة في غزة، خاصة وأن ما يقل قليلا عن 0.5 في المائة من سكان غزة، أي 10 آلاف شخص قد ارتقوا شهداء وذلك من أصل 2.1 مليون نسمة . المقاومة تدمّر مزيدا من آليات الغزاة على صعيد المقاومة، أعلن الناطق باسم "كتائب القسّام"، أبو عبيدة، عن تمكن مقاتلي المقاومة من تدمير 15 آلية خلال الساعات القليلة الماضية كليًا أو جزئيا على مشارف مخيم الشاطئ وفي بيت حانون، كما أنهم دكّوا القوات المتوغّلة بعشرات قذائف الهاون، وخاضوا اشتباكات مع قوات العدو في مختلف محاور القتال. في المقابل، قال جيش الاحتلال إنه هاجم 14 ألف هدف في قطاع غزة منذ السابع من الشهر الماضي، وزعم أنّه قضى على العديد من نشطاء "حماس"، منهم القادة على كافة المستويات، ودمّر ما يزيد عن 100 فتحة لأنفاق وما يزيد عن 4 آلاف وسيلة قتالية. في هذه الأثناء حذّرت الأممالمتحدة من أنّ وضع مئات الآلاف من الفلسطينيين في مدينة غزة ومناطق أخرى شمال وادي غزة يزداد سوءًا. إدارة غزّة شأن فلسطيني في الأثناء، قالت حركة "حماس"، أمس، إنّ إدارة قطاع غزة شأن فلسطيني خاص، مؤكدة عدم نجاح أي قوة على الأرض في تغيير الواقع أو فرض إرادتها. وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قد أعلن، مساء الثلاثاء، أن "حركة حماس لا يمكن أن تكون جزءاً من المستقبل في قطاع غزة، والمشاورات جارية بشأن شكل الحكم هناك". " مجموعة السّبع" مع الهدنة في الأثناء، أكّد وزراء خارجية دول مجموعة السبع، أمس الأربعاء، دعمهم "هدنات وممرات إنسانية" في الحرب الدائرة في غزة، من دون الدعوة إلى وقف إطلاق النار، ومع التشديد على الحق الصهيوني في "الدفاع عن النفس"! وقال الوزراء في بيان مشترك إثر اجتماع في طوكيو "نشدّد على الحاجة إلى تحرك طارئ لمواجهة الأزمة الإنسانية المتدهورة في غزة..ندعم هدنات إنسانية وممرات من أجل تسهيل المساعدة المطلوبة بشكل عاجل، وتنقل المدنيين، وإطلاق الأسرى". إدانة طليب بسبب انتقادها للعدوان من ناحية ثانية، صوّت مجلس النواب الأمريكي، أمس الأربعاء، لصالح توجيه اللوم للنائبة الديمقراطية، الفلسطينية، رشيدة طليب بسبب تعليقات أدلت بها بشأن العدوان على قطاع غزة. وانضم 22 ديمقراطياً إلى معظم الجمهوريين في المجلس لتوجيه اللوم إلى طليب بزعم "ترويجها لروايات كاذبة" عن عملية "طوفان الأقصى"، في السابع من أكتوبر، و«الدعوة إلى تدمير دولة الاحتلال". ورفضت طليب الاتهامات بمعاداة السامية خلال خطاب ألقته في قاعة مجلس النواب، الثلاثاء.