إطلاق سراح 42 فلسطينياً و14 صهيونيا في ثاني أيام الهدنة دخلت التهدئة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني يومها الثالث، اليوم الأحد على أمل الإفراج عن دفعة ثالثة من الأسرى لدى الطرفين، في إطار اتفاق الهدنة الذي يشمل إطلاق سراح خمسين صهيونيا مدنيا ومن حملة الجنسيات، مقابل 150 معتقلا فلسطينيا من النساء والأطفال على مدار أربعة أيام. بعد أن أفرج أمس عن أول دفعة من الأسرى بين الاحتلال وحماس، تمّ أمس تبادل الدفعة الثانية التي شملت 14 أسيرا صهيونيا و42 معتقلا فلسطينيا من النساء والأطفال. وكان اليوم الأول من الهدنة المؤقتة، المقررة لأربعة أيام والتي تمّ التوصل إليها بوساطة من قطر ومصر والولاياتالمتحدة، شهد إفراج حماس عن 13 أسيرا من النساء والأطفال الصهاينة في مقابل إطلاق الاحتلال 39 معتقلا من النساء والأطفال،(15 فتى و24 امرأة)، 28 منهم في الضفة الغربية، فيما نقل 11 آخرون للإفراج عنهم في القدس الشرقية. كما تم الإفراج عن 10 تايلانديين وفلبيني واحد من بين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، ليسوا ضمن صفقة التبادل. وذكرت وزارة الخارجية التايلاندية، أمس السبت، أن من بين الاسرى المتبقين 20 مواطنا تايلانديا آخرين، معربة عن أملها في أن يطلق سراحهم في أقرب وقت. هذا، ورغم الأسى الذي يسكن الأنفس، فقد رافقت مظاهر البهجة عودة الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربية، كما حصل في بيتونيا ومخيم نابلس للاجئين. واستقبلت حشود كبيرة الأسرى الفلسطينيين عند نزولهم في بيتونيا وهتف كثير منهم "الله أكبر". وأطلقت مفرقعات نارية أضاءت السماء في المكان. ورفع المشاركون عددا من المفرج عنهم على أكتافهم ولوحوا بأعلام فلسطين ورايات حركتي حماس وفتح. عائدات من سجون الاحتلال يروين كشفت شابتان فلسطينيتان مفرج عنهما ما عاشتاه في سجون الاحتلال، وتحدثتا عن ظروف بالغة التعقيب يكابدها المعتقلون الفلسطينيون. ووصفت أسيل الطيطي السجون الصهيونية في الوقت الحالي بأنها أشبه بسجون "غوانتانامو"، في إشارة إلى السجون التي أنشأتها الولاياتالمتحدة في كوبا ونقلت إليها عناصر تنظيم القاعدة الارهابي المحتجزين لديها في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. كما أضافت قائلة: "ظروفنا كانت مأساوية.. يتم عزل الأسيرات بشكل انفرادي، ويتم ضربهن". وقالت أسيل التي قضت نحو عام واحد في قبضة سلطة السجون الصهيونية وغادرته دون أن يصدر بحقها أي حكم "لم يبق لا تلفزيون ولا راديو ولا شيء.. جعلونا نعيش ظروفا صعبة جدا ولا نعرف أي شيء عن الخارج. كنا نعيش في الغرف مع الجدران، معزولين عن كل الدنيا. لا يسمح لنا بالخروج إلا إلى دورة المياه ربع ساعة فقط لا غير في اليوم". فيما أوضحت الشابة نور الطاهر التي قضت مدة حبسها في سجن الدامون أن "أوضاع الأسيرات في غاية التعقيد"، قائلة "هناك حملة تضييق كبيرة جدا على كل الأسيرات ويتم سلب كل شيء من الحقوق السابقة التي انتزعتها الأسيرات. لا يمكنني القول إلا أن الأوضاع مأساوية جدا، ولا يحتملها إنسان". كما أضافت نور التي اعتقلت في سبتمبر الماضي أن "إدارات السجون الاحتلال رفضت إبلاغ أي من المعتقلات المنوي الإفراج عنهن". وقالت إن ذلك يجعل الجميع في ظروف نفسية معقدة وصعبة في ظل غياب أي معلومات عن مجريات صفقة التبادل. إلى ذلك أردفت وهي تقف في مشهد احتفالي في دوار شهداء نابلس "تركنا وراءنا بنات كثيرات في السجن.." طفل أسير يتحدث عن سلاح التجويع من جانبه، قال أحد الأسرى الفسلطينيين القاصرين، المفرج عنهم الجمعة، إن وضع الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية مأساوي وصعب للغاية ولا يمكن وصفه. وأضاف الأسير البالغ 17 عاما أن إدارة السجون تقوم بتجويع المعتقلين، مؤكدا أنهم معزولون بشكل كامل عن العالم. وكشف أن إدارة السجن هددت الأسرى بأنها ستعيد اعتقالهم إذا استقبلتهم أعداد كبيرة من المواطنين للاحتفال بالإفراج عنهم. بكاء بدل الفرح من جانبه، لم يتمالك أسير فلسطيني شاب دموعه لحظة وصوله إلى بلدته بعد الإفراج عنه. وظهر الأسير الفلسطيني الشاب إياس الخطيب محمولًا على الأعناق، بينما تفر الدموع من عينيه، وسط صيحات الأهل والأصدقاء. وقالت مرح باكير (24 عاما) التي قبعت في السجن ثمانية أعوام «أنا سعيدة»، وأضافت «الحرية رائعة بعيدا عن جدران السجن الأربعة.. لم أكن أعرف أي شيء عن أهلي وكانت إدارة السجن تتفنن بالعقوبات علينا». و عموما رفض الأسرى الفلسطينيون الكشف عن معاناتهم داخل سجون الاحتلال، بعد أن هدّدهم الصهاينة بإعادة اعتقالهم في حال الإدلاء بأي تصريحات.