مع دخول اليوم 93 للعدوان على غزة، يواصل الاحتلال الصهيوني قصفه للقطاع مع تركيزه على وسط القطاع وجنوبه، في حين تمكّنت فصائل المقاومة، من تكبيد الغزاة خسائر جديدة في الارواح والعتاد، وإلى جانب القطاع، استمر جيش الاحتلال في اقتحاماته اليومية لبلدات ومدن الضفة الغربية، حيث يدهم المنازل ويعتقل المواطنين، ويوقع شهداء ومصابين. يوم آخر من الدمار والموت تشهده غزة في مسلسل حرب الإبادة الصهيونية التي دخلت شهرها الرابع على القطاع المحاصر. فقد استشهد 15 فلسطينيا على الأقل، فجر أمس السبت، وأصيب آخرون بعضهم بجروح خطيرة، إثر قصف طائرات الاحتلال لمنزلين في منطقة الحكر بدير البلح وسط قطاع غزة، وفي حي المنارة شرق خان يونس جنوبا. وأفادت مصادر في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، بأنه وصل المستشفى الجمعة، 35 شهيدا وأكثر من 60 جريحا، معظمهم من الأطفال والنساء. وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال استهدفت منزلا مأهولا في منطقة المنارة شرق خان يونس، ما أدّى لارتقاء 10 مواطنين غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة عدد من المواطنين بجروح متفاوتة، نقلوا جميعا إلى المستشفى الأوروبي في المدينة. كما شنّ الطيران الحربي الصهيوني عدة غارات على رفح جنوب قطاع غزة، وما يزال المدنيون الفلسطينيون، لا سيما الأطفال والنساء، يدفعون الفاتورة الأغلى في الحرب المدمّرة وسط توقعات بأن تستمر طويلاً، حيث أورد وزير الدفاع الصهيوني بدء تطبيق مرحلة جديدة في العدوان. ويتوقع أن تبدأ القوات الصهيونية في اعتماد نهج أكثر تركيزاً في شمال القطاع يشمل مداهمات وهدم أنفاق لحركة حماس وضربات جوية وبرية وعمليات للقوات الخاصة. أما في الجنوب حيث يعيش الآن أغلب سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في خيام وملاجئ مؤقتة، فستركّز المرحلة الجديدة من الحرب على ملاحقة قادة المقاومة، والسعي للوصول إلى نحو 132 أسيراً صهيونياَ، وطبعا سوف يكون النازحون هدفا للقصف وسيدفعون الثمن الباهظ كما دأبوا على فعله منذ 7 أكتوبر الماضي . يشار إلى أنّ الإبادة الصهيونية المتواصلة منذ أزيد من ثلاثة أشهر أدت حتى الآن إلى استشهاد نحو 23 ألف فلسطيني، فيما بلغ عدد المصابين 58 ألفا. كما حولت الغارات والقصف الصهيوني قطاع غزة إلى مكان غير قابل للسكن والعيش وفق توصيف الأممالمتحدة. الحرب ستمتد طويلاً هذا، وعلى الرغم من المساعي الدولية لوقف العدوان الصهيوني الغاشم، لا يبدو أن هذه المأساة على شفا الانتهاء سريعا. فقد ألمح بريت ماكغورك، كبير مسؤولي الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي إلى أن الحرب قد تستمر حتى نهاية 2024، وقال: "الصراع قد يستمر لفترة طويلة، ربما حتى نهاية العام". كما أردف المسؤول الرفيع في الإدارة الأمريكية أنّ "البيت الأبيض لا يعرف متى تخطط سلطات الاحتلال للانتقال إلى مرحلة أقل شدة من هجومها".