أكّد متوسّط ميدان فريق شاتوروالفرنسي، عمري غاساما، صمّام أمان منتخب موريتانيا الذي قطع الأخضر واليابس على زملاء هشام بوداوي في وسط الميدان، أنّ الإنجاز المحقق أمام المنتخب الجزائري سيعطيه وزملائه أكثر قوة للبحث عن تحقيق المزيد من النتائج، وجعل مشاركة موريتانيا في النسخة 34 لا تمحى من الأذهان، موضّحا في هذا الحوار بأنّهم سيتركون فرحة التأهل جانبا ويعودون إلى أجواء العمل سريعا للبحث عن مواصلة المغامرة القارية. الشعب: هنيئا لكم، حققتم تأهلا تاريخيا لأول مرة إلى الدور الثاني من "الكان"، بعد فوزكم على المنتخب الجزائري؟ اللاّعب عمري غاساما: شكرا جزيلا، صحيح هو تأهل تاريخي كما قلت، منذ لحظات شاهدنا الفرحة الهيستيرية التي يعيشها الشعب في موريتانيا عبر هواتفنا، وهذا الأمر يشعرنا بفخر كبير لأنّها سابقة في كرة القدم الموريتانية، خصوصا أنّنا فزنا على المرشح الأول للعبور إلى الدور الثاني في صدارة المجموعة الرابعة، وأنّنا كنّا مرشّحين فوق العادة من أجل مغادرة المنافسة من الدور الأول بثلاثة هزائم، لكن أكّدنا بأنّ كرة القدم الموريتانية تملك لاعبين في المستوى. بعد هزيمتين هل كنتم تؤمنون بحظوظكم في الفوز على "الخضر"؟ صراحة لم نكن ننتظر ذلك، لكن كنّا نؤمن بقدراتنا وبأنّه يمكننا أن نحقّق شيئا في نهائيات كأس أمم أفريقيا بكوت ديفوار، بدليل أنّ المدرب حفّزنا كثيرا وحثّنا على تأدية مباراة كبيرة لدخول التاريخ، واجهنا منتخبا بتقاليد كبيرة وعريقة في كرة القدم، لكن نهائيات "الكان" الحالية أثبت لنا بأنه يمكن لما يسمونه "منتخبات صغيرة" الإطاحة ب "كبار" القارة، لعبنا بإرادة وعزيمة كبيرة على تحقيق الفوز لضمان التأهل، بالرغم من أنّ المنتخب الجزائري يملك مجموعة قوية ولاعبين مهاريين، كنت أتابع أخبارهم وأشاهد مبارياتهم دائما على شاشة التلفزيون، اليوم إرادتنا صنعت الفارق وأبعدنا أحد كبار المنافسة، علينا الآن نسيان هذا الإنجاز بسرعة ووضع الأرجل على الأرض، سندخل غدا يوما جديدا نشرع فيه التحضير لمباراة الدور ثمن النهائي، التي يجب أن نؤكد فيها بأن نتيجة اليوم لم تكن وليدة الصدفة بل كانت عن جدارة واستحقاق. ما هي كلمات المدرّب في غرف تغيير الملابس قبل المباراة التي عرفت اهتماما إعلاميا كبيرا؟ المدرّب طالب منّا أن نؤمن بإمكانياتنا لأنّ هناك قرابة 05 ملايين موريتاني، ينتظرون منّا تحقيق نتيجة إيجابية والعبور إلى الدور ثمن النهائي من المنافسة القارية، وأنّ تحقيق "المعجزة" أمام المنتخب الجزائري سيجعل منا أبطالا وطنيّين. حقّقتم تأهّلا تاريخيا إلى الدور الثاني من "الكان"، و«المحليون" قبلكم قاموا بنفس الشيء في "شان" الجزائر، ما هو هدفكم الآن في المنافسة؟ هذا دليل على أنّ هناك عمل قاعدي في موريتانيا، وأنّ كرة القدم في بلدنا تتطوّر على غرار كل البلدان الأفريقية التي فرضت احترامها في "كان" كوت ديفوار، بدليل ما قامت به كل من منتخبات جزر الرأس الأخضر وغينيا الاستوائية، الآن سنعمل على الذّهاب لأبعد نقطة ممكنة في هذه الدورة، علينا أن نؤمن أكثر بإمكانياتنا بعدما حقّقناه اليوم أمام المنتخب الجزائري، خصوصا بعدما تأكّدنا اليوم بأنّه لا يوجد شيء اسمه مستحيل، وعلينا أن نجعل الشعب الموريتاني وكل الأفارقة يتحدّثون عمّا حقّقناه في النسخة 34 من "الكان" مطوّلا.