تواصل آلة الحرب الصهيونية عدوانها على الفلسطينيين في قطاع غزة لليوم 114 على التوالي، حاصدة أرواح العشرات من الضحايا في مجازر جديدة مروّعة، أتت بالتزامن مع ظروف صعبة وغير مسبوقة يعانيها مئات آلاف النازحين، بفعل سوء الأحوال الجوية. استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون، فجر أمس، جراء قصف قوات الاحتلال منزلا في حي الجنينة شرق رفح، جنوب قطاع غزة، بعد ساعات من استهداف طائرات الاحتلال خيمة كانت تؤوي نازحين شمال رفح، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة خمسة آخرين. وفي دير البلح وسط القطاع، استشهد ستة مواطنين على الأقل، وأصيب آخرون، مساء الجمعة، في قصف نفذه طيران الاحتلال على منزل لعائلة أبو نصير في منطقة "حكر الجامع" في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. يأتي ذلك فيما حذرت وسائل إعلام محلية من أنّ استمرار حصار الجيش الصهيوني مستشفى ناصر ومنع الطواقم الطبية من إخراج المخلفات والأوساخ ينذران بانتشار الأمراض بين المرضى والطواقم الموجودة في المشفى نظرا لتكدس القمامة. من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن 70 % من المساعدات الطبية التي تدخل إلى القطاع لا يمكن الاستفادة منها وخارج أولويات الطواقم الطبية. وكان أطباء في القطاع أشاروا سابقا إلى أن المساعدات الطبية التي تصلهم تحتوي على فحوصات لفيروس كورونا. خيبة أمل في حين كانت الأنظار تتجه إلى لاهاي أملاً بوقف الحرب في غزة، خابت الآمال وسط سكان القطاع نتيجة عدم إصدار محكمة العدل الدولية أمراً للكيان الصهيوني بوقف الحرب، رغم إقرارها تدابير مؤقتة لوقف الإبادة الجماعية. وقال نازحون إن قرار المحكمة بالنسبة لسكان القطاع يبدو كأنه إذن بالسماح للاحتلال بقتلهم، لكن "ببطء". وكانت محكمة العدل الدولية أمرت الاحتلال الصهيوني باتخاذ 6 تدابير مؤقتة لحماية المدنيين في قطاع غزة، منها إدخال المساعدات وتأكد دولة الاحتلال من أن جيشها لا يرتكب انتهاكات إنسانية في القطاع، وأن تضمن منع التحريض المباشر على الإبادة الجماعية. وهاجمت دولة الاحتلال قرار محكمة العدل الدولية على لسان رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، الذي قال إنّ استعداد المحكمة لمناقشة ارتكاب كيانه جرائم إبادة جماعية في غزة يشكّل "وصمة عار لن تُمحى لأجيال عدة"، بينما رحّبت حركة حماس بقرار المحكمة، داعية المجتمع الدولي إلى مطالبة الاحتلال بتنفيذ قراراتها. هذا وتواصل المقاومة الفلسطينية، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت عن مقتل (557) ضابطاً وعسكرياً وإصابة أكثر من (2748) آخرين حسب اعتراف جيش الاحتلال، وما يزيد عن (6400) جريح حسب تقارير المستشفيات الصهيونية، إضافة إلى تدمير مئات الآليات كلياً أو جزئياً، كما واصلت قصف مواقع العدو في غلاف غزة، ودك تحشداته العسكرية في مختلف محاور التوغل. وأفادت مصادر محلية أن اشتباكاتٍ ضارية تتواصل بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في محيط المستشفى الميداني الأردني في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، مفيدة بكثافة القصف المدفعي الصهيوني جنوبي مجمّع ناصر في المدينة وشرقيّه وغربيّه، وسماع أصوات اشتباكات عنيفة في محيطه. وبشأن الأسرى والمحتجزين، عبّر البيت الأبيض عن أمله في إحراز تقدم في محادثات الإفراج عن الأسرى الصهاينة في غزة، وذلك في ظل عودة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط بريت ماكغورك إلى واشنطن بعد اختتام زيارة إلى المنطقة. تحذير من انهيار آخر مستشفى عامل
في الأثناء، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من انهيار مستشفى في مدينة خان يونس. وكتب غيبريسوس على موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي، أن مستشفى ناصر يعاني من نفاد الوقود والغذاء والإمدادات. وقد فرّ مئات المرضى والعاملين في المستشفى بسبب القتال وصعوبة نقل الإمدادات إليه، وقال غيبريسوس إن هناك 350 مريضا و5 آلاف نازح في المستشفى. وأعلنت منظمة الإغاثة "أطباء بلا حدود" أنّ الرعاية الصحية الأساسية في مستشفى ناصر قد انهارت. وقالت المنظمة في بيان صحافي إن هذه الهجمات الممنهجة ضد الرعاية الصحية غير مقبولة، ويجب أن تنتهي الآن لكي يتمكن المصابون من الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها. لقد أصبح النظام الصحي بأكمله متوقفا عن العمل، ويعتبر هذا المستشفى هو أكبر منشأة صحية في قطاع غزة لا تزال تعمل. غرق خيام النّازحين أدّت الأمطار الغزيرة التي تتساقط على خيام النازحين إلى غرق أعداد كبيرة منها، حيث تدفّقت مياه الأمطار إلى داخل الخيام فيما لم يجد عدد كبير من النازحين من خانيونس إلا الشوارع للمبيت بها، بعد أن وصلوا إلى رفح في ساعة متأخرة من الليل، هربا من العدوان الذي طال المناطق الغربية في خانيونس والتي كانت مكتظة بالنازحين. ومنذ بداية الحرب، نزح حوالي مليون ونصف من الفلسطينيين من المحافظات الخمس، وتوزعوا في مساحة تقدر بنحو 20 بالمائة فقط من مساحة قطاع غزة، بحسب آخر بيانات اللجنة الدولية للصليب الأحمر. مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع، استقبلت لوحدها ما يزيد عن مليون نازح منذ بداية الحرب، ما رفع عدد سكانها إلى مليون و300 ألف نسمة، بحسب تصريح سابق لرئيس بلدية رفح أحمد الصوفي. ويعيش النازحون أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وسط تخوفات مؤسسات حقوقية ودولية من انتشار كبير للأمراض والأوبئة في أوساطهم، والتي بدأت بالفعل، جراء نقص الأغذية، وقلة مستويات النظافة. شهيد واقتحامات في الضّفة من ناحية ثانية، استشهد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها بلدة دير أبو ضعيف شرق مدينة جنين. وأفادت وزارة الصحة باستشهاد الشاب قسام أحمد عبد الكريم ياسين (27 عاما) من قرية دير أبو ضعيف، شرق جنين، متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الصهيوني وكان الشاب ياسين، قد أصيب بالرصاص الحي في بطنه، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال اندلعت عقب اقتحامها القرية، ونقل على إثرها في حالة خطيرة إلى مستشفى ابن سينا بمدينة جنين، حيث أعلن عن استشهاده متأثرا بإصابته. كما شنّت قوات الاحتلال حملة اقتحامات طاولت عدداً من البلدات والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية التي تشهد تصعيداً كبيراً منذ بدء الحرب الصهيونية على قطاع غزة. على صعيد آخر، نفّذت طائرات أمريكية وبريطانية فجر أمس السبت؛ غارات جديدة على اليمن طالت محافظة الحديدة، ضمن عمليات قصف مستمرة منذ نحو أسبوعين.واستهدفت الغاراتميناء رأس عيسى، محطة تصدير النفط الرئيسية في اليمن.