رغم الدعوات الدولية إلى وقف القتال وإنهاء معاناة الفلسطينيين، يواصل الاحتلال الصهيوني قصفه المكثف على مختلف مناطق قطاع غزة خصوصا خانيونس، متسببا في مزيد من الشهداء وفي موجات نزوح جديدة تصاحبها تحذيرات من تعرض مئات الآلاف من المحاصرين للمجاعة والأوبئة. شنّت قوات الاحتلال أمس غارات عنيفة على خانيونس على شكل حزام ناري، ما أدى إلى استشهاد العديد من المدنيين بينهم نازحين في مدرسة مصطفى حافظ بجوار مستشفى ناصر الطبي. وقد أوردت الأنباء إرتقاء أكثر من 50 شخصاً في غارات للعدو على المناطق الغربية من خان يونس، فيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن ثلاثة نازحين استشهدوا وأصيب اثنان آخران في قصف أمام مقر الجمعية بذات المدينة التي تحوّلت إلى مركز للحرب وللمقاومة. وجاءت هذه الغارات الصهيونية فيما شهدت خان يونس على مدى اليومين المنصرمين حركة نزوح ضخمة باتجاه مدينة رفح الحدودية. نزوح لا يتوقّف وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة: "إننا نشهد حركة نزوح ضخمة في اتجاه رفح جنوب القطاع في ظلّ تصاعد حدة القتال بين فصائل فلسطينية وقوات الاحتلال"، كما أضاف أنه تمّ رصد عشرات الآلاف يتوجهون إلى رفح في ظل ما وصفها بأنها "عملية نصب خيام كبرى". إلى ذلك، حذر مما اعتبره تدهورا كبيرا أيضاً في الأوضاع الصحية. وقال "لاحظنا انتشارا كبيرا ومضاعفا لأعداد المصابين بالأمراض المعدية كالأمراض الجلدية، فضلا عن انتشار للالتهاب السحائي والكبد الوبائي". وتوعّد الكيان الصهيوني باستمرار الحرب أشهراً طويلة، لاسيما بعد الضربة الموجعة التي تلقتها قواته في مخيم المغازي وسط غزة مساء الاثنين ومقتل 24 عسكرياً. وكشف المتحدث باسم الجيش الصهيوني أن قواته ستركز قتالها في خان يونس متوقعاً أن تشتد ضراوة المعارك في الفترة القادمة. في الأثناء، تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال في محاور التوغل في قطاع غزة، وتسجل ضربات قوية وموجعة في صفوف العدو. تفجير منزل أسير في نابلس هذا، وبينما تستمرّ حرب الإبادة على غزّة لليوم 111، واصلت قوات الاحتلال الصهيوني حملة الاعتقالات الواسعة على مختلف مدن ومناطق الضفة الغربيةالمحتلة وهدمت فجر أمس، منزل الأسير باسل شحادة. وقام عساكر الاحتلال بزرع المتفجرات داخل المنزل على مدار عدة ساعات ثم تم تفجيرها. كما اعتقلت قوات العدو 35 فلسطينيا - بينهم سيدة وأسرى سابقون - في الضفة الغربية والقدس المحتلة. وبذلك ارتفع عدد المعتقلين في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 6255.