تواصل قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم 122 على التوالي، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار المطبق، وتواصل عمليات النزوح من مناطق القصف والعدوان، تزامنت مع تحذيرات من هجوم وشيك للاحتلال في رفح، حيث يتكدّس معظم النازحين. شنّت طائرات الاحتلال ومدفعيته الثقيلة غارات وقصف عنيف أمس على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين موقعة مئات الشهداء والجرحى. واستشهد عدد من المواطنين فجر أمس الأحد، بعد قصف طائرات الاحتلال روضة تؤوي نازحين شرق رفح. وأفادت مصادر طبية، باستشهاد عدد من المواطنين بينهم طفلتان وإصابة العشرات بجروح، بعد استهداف طائرات الاحتلال الحربية روضة تؤوي نازحين في منطقة حي السلام شرق رفح جنوب قطاع غزة. كما استشهد عدد من المواطنين وأصيب العشرات بجروح، بعد قصف طائرات الاحتلال منزلا في منطقة الحكر في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وأصيب عدد من المواطنين، بعد استهداف طائرات الاحتلال منزلا يعود لعائلة مصران في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وقصفت طائرات الاحتلال مناطق متفرقة من مدينة خانيونس. الإبادة ستكتمل بالهجوم على رفح
في الأثناء، حذّرت ثلاث مؤسّسات حقوق إنسان فلسطينية من توسيع الهجوم البري لقوات الاحتلال ليشمل رفح، ما يعني استكمال جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة. وقالت المؤسّسات في بيان لها، إن التصريحات الأخيرة لقادة الحرب الصهاينة، علاوة على تدرج أنماط الهجوم الراهنة، تنذر بهجوم وشيك على رفح، تماماً كما نشهده في خانيونس وبقية أنحاء قطاع غزة. وحذّرت من أنّ ذلك يعني سقوط المزيد من الضحايا على نحو لم نشهده من قبل مع اكتظاظ محافظة رفح بمئات الآلاف من النازحين، بينما سيكون الطرد الجماعي للفلسطينيين أمراً واقعاً، وأنّ النكبة الجديدة للشعب الفلسطيني قيد التكوين سوف تكتمل. وأشار المركز الفلسطيني ومركز الميزان ومؤسسة الحق في بيانهم، إلى أن عمليات التهجير القسري وتدفق آلاف النازحين ما زال مستمرا حتى من المناطق التي سبق أن أعلنتها قوات الاحتلال كمناطق آمنة، بما فيها محافظتا خانيونس والوسطى، باتجاه رفح. وتأوي محافظة رفح الجزء الأعظم من النازحين الذين أجبروا على الهروب من أنحاء قطاع غزة كافة بفعل جرائم القصف المتعمد من الجو والبر والبحر التي طالت تجمعات سكنية بالكامل، واستهدفت مراكز إيواء ومستشفيات ومنشآت عامة وخاصة مدنية، مقرونة بأوامر عسكرية تدعو السكان للتوجه إلى الجنوب. مجازر لا تتوقّف ارتكبت قوات الاحتلال 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 107 شهداء، و165 مصابا، خلال ال24 ساعة الماضية. ووفق حصاد لحصيلة الحرب الصهيونية خلال فترة أربعة أشهر، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن الاحتلال ارتكب 2325 مجزرة بحق المدنيين، ما أدى إلى استشهاد 34 ألفاً و238 فلسطينياً، وصل منهم 27 ألفاً و238 إلى المستشفيات، فيما يظل الباقون في عداد المفقودين. وأشار إلى أن من بين هؤلاء 12 ألف شهيد من الأطفال و8190 من النساء. ويُضاف إلى هؤلاء 66 ألفاً و452 جريحاً، فيما اعتقلت قوات الاحتلال 2600 فلسطيني، يوجد بينهم 99 من الكوادر الطبية و10 صحافيين. خسائر الاحتلال في ارتفاع ميدانياً، تتواصل الاشتباكات المحتدمة بين مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الصهيوني في عدة مناطق من محاور توغله بقطاع غزة، ولا سيما غربي مدينة غزة، وفي خانيونس جنوبيّ القطاع. ونفذت الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، و«سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، عمليات استهداف لآليات وتجمعات لعساكرالاحتلال. هذا، وأعلن الجيش الصهيوني أمس مقتل أحد عساكره في معارك جنوبغزة. وبمقتل هذا العسكري يرتفع عدد العسكريين الصهاينة الذين لاقوا حتفهم منذ بدء الحرب البرية في القطاع إلى 225. عشرات الجثث المشوّهة من ناحية ثانية، قال مدير عام صحة غزة منير البرش إن عشرات الجثث وصلت إلى مستشفى كمال عدوان بعد انسحاب القوات الصهيونية من شمال القطاع. وأضاف: "الجثث قد شوّهت وتحلّلت، ولم يبق منها إلا البقايا".