كعادته منذ 85 يوما، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني ارتكاب المجازر المروعة بحق أهالي قطاع غزة، في حين تتصدّى فصائل المقاومة الفلسطينية بضراوة لتوغّلاته على محاور القتال كافة. وفي الأثناء تتفاقم الأزمة الإنسانية مع اضطرار عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية النازحة أصلاً على شد الرحال من وسط قطاع غزة، الذي يشهد تصعيدا خطيرا في موجة نزوح جماعي جديدة. وبالمقابل تتكاثف المساعي للوصول إلى وقف نهائي لإطلاق النار، حيث تتوجه الأنظار نحو مصر التي طرحت مبادرة من ثلاثة مراحل لإنهاء المأساة الفلسطينية. أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أن قوات الاحتلال ارتكبت 20 مجزرة خلال الساعات الماضية، أدت إلى استشهاد العشرات وإصابة المئات، جراء القصف الصهيوني على مناطق وسط وجنوب القطاع. وأفادت الوزارة باستشهاد 35 شخصاً على الأقل إثر قصف استهدف منازل في مخيمَي المغازي والنصيرات وسط قطاع غزة. وفي مجزرة مروعة، شنّ الاحتلال الصهيوني غارة عنيفة على منزل مأهول في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 20 فلسطينيا وإصابة نحو 55 آخرين بجروح مختلفة، بحسب وزارة الصحة في غزة. كما استشهد وأصيب العشرات جراء شن مقاتلات الاحتلال غارات على منازل المدنيين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وفي حين، جدّد الاحتلال قصفه العنيف على مناطق في شمال قطاع غزة، ارتكبت طائراته الحربية مذبحة مروعة، عقب استهدافها شقة سكنية في مخيم المغازي وسط القطاع، ما أسفر عن ارتقاء 8 شهداء على الأقل، وفقا لوسائل إعلام محلية. كما أفادت الأنباء باستشهاد 8 فلسطينيين في قصف استهدف منزل عائلة العمور في بلدة الفخاري جنوبي شرقي خانيونس. وأشارت إلى تواصل الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال شرقي مخيم البريج، في ظل تجدد القصف المدفعي على المنطقة الواقعة وسط قطاع غزة. في المقابل، أعلن جيش الاحتلال تعزيز قواته في قطاع غزة من خلال إضافة لواء سابع للقتال في معارك القطاع. جهود لوقف القتال وبينما يستمرّ المسلسل الدموي الصهيوني، وصل وفد من حماس، أمس، إلى القاهرة لمناقشة خطة مصرية من ثلاث مراحل، تنص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن الأسرى الصهاينة، في مقابل إطلاق فلسطينيين يعتقلهم الاحتلال؛ ما يؤدي في نهاية المطاف إلى وقف حرب الإبادة التي يشنّها الكيان الصهيوني ضدّ أطفال قطاع غزة. وفي القاهرة، سينقل وفد حماس إلى المصريين رد الفصائل الفلسطينية الذي يتضمن ملاحظات عدة على خطتهم، حسبما قال مسؤول في الحركة، وأضاف المسؤول أن هذه الملاحظات تتعلق خصوصاً ب "طرائق عمليات التبادل المرتقبة، وبعدد الفلسطينيين الذين سيُطلق سراحهم، وبالحصول على ضمانات من أجل انسحاب عسكري صهيوني كامل من قطاع غزة". حصيلة صادمة لمصابي جيش العدو قالت المتحدثة باسم أحد مستشفيات الكيان الصهيوني، إنّ هذا الأخير استقبل منذ بدء الحرب 2346 إصابة بدرجات خطورة مختلفة. وذكرت أنّه حتى الساعة يوجد في المستشفى 42 جريحاً 13 منهم في حالة خطرة. وكان المستشفى أعلن الخميس، وصول 16 عسكرياً مصاباً، والأربعاء، وصول 12. وهذا عدد للجرحى الصهاينة، يشمل فقط الذين وصلوا إلى هذا المستشفى، إذ قال رئيس منظمة المحاربين القدامى للمعوقين الصهاينة، إنّ "عدد الجرحى من المرجح أن يصل إلى ما يقرب من 20 ألفاً". وفي وقتٍ سابق، كشفت قناة صهيونية تصنيف 3000 من جرحى الحرب التي يشنّها الاحتلال على غزة، بأنّهم "أصحاب إعاقات دائمة في الجيش". جدير بالذكر، أنّ قتلى الجيش الصهيوني، الذين سُمح بنشر أسمائهم، وصل عددهم إلى 501 قتيل منذ بداية العدوان على غزة.