برغم النّداءات الدّولية، يصرّ الكيان الصهيوني على مواصلة عدوانه الغاشم على مختلف مناطق قطاع غزّة، حيث قصف أمس مباني سكنية ممّا أسفر عن عشرات الشهداء، بينهم صحفي، كما أطلق النار في محيط مستشفى الشفاء، واستمر في محاصرة مستشفى الأمل ومجمع ناصر الطبي. تخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال بمحاور عدة، أبرزها خان يونس ومدينة غزة. وبينما لا تلوح في الأفق نهاية لهذه الحرب المستمرة على القطاع الفلسطيني المحاصر، تتصاعد التوترات في المنطقة بعد الهجوم الذي أوقع عسكريين أميركيين قتلى عند الحدود الأردنية السورية. تواصل قوات الاحتلال الصهيوني لليوم 116 على التوالي، قصفها المكثف على مناطق متفرقة من قطاع غزة خصوصاً مدينة خانيونس جنوباً، التي يعيش فيها الفلسطينيون موجة نزوح أخرى بعد هروبهم من جحيم الحرب في شمال القطاع في المراحل الأولى من حرب الإبادة على القطاع المحاصر. وفي أحدث بياناته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إنّ جيش الاحتلال ارتكب 38 مجزرة راح ضحيتها 350 شهيداً خلال 48 ساعة الماضية في محافظة خانيونس، مضيفاً أن ذلك يؤكد "نيته المبيتة لارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي بشكل واضح"، في وقت حذّرت فيه وزارة الصحة بغزة من "تراكم النفايات الطبية وغير الطبية في كل مكان داخل مجمع ناصر الطبي"، الذي تحاصره قوات الاحتلال. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، باستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين فجر أمس الاثنين، جرّاء استمرار آلة الحرب الصهيونية في استهداف منازل المدنيين. وارتفعت حصيلة الشهداء الصحفيين في قطاع غزة إلى 121 شهيد، عقب استشهاد الصحفي عصام اللولو، وزوجته وابنيه بقصف على بلدة الزوايدة وسط القطاع، بحسب المصدر ذاته. قصف منازل ومحاصرة مستشفيات هذا، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنّ طائرات مسيرة للاحتلال فتحت النار صوب المقبرة الجماعية في ساحة مجمع الشفاء شمال قطاع غزة، بالتزامن مع سماع أصوات آليات عسكرية صهيونية في محيط المجمع الطبي. وبعد أن اقتحمته وسيطرت عليه لأسابيع قبل نحو شهرين،عادت القوات الصهيونية لتستهدف مستشفى الشفاء، حيث حاصرته دباباتها وأطلقت النيران الكثيفة باتّجاهه. وقالت الأنباء أمس، إنّ القوات الصهيونية تستهدف كل من يتحرك خارج مجمع الشفاء، وشهد محيط مجمع الشفاء اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، بحسب مصادر فلسطينية. يأتي ذلك، في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال حصاره مستشفى الأمل ومجمع ناصر الطبي في خانيونس. وشهد حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ومنطقة تل الهوى غرب المدينة قصفا مدفعيا صهيونيا واشتباكات عنيفة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من الفلسطينيين، وفقا ل "وفا". وقصف جيش الاحتلال بالمدفعية حي الصبرة جنوب مدينة غزة، فيما كشفت وسائل إعلام فلسطينية عن وقوع إطلاق نار متقطّع من قبل الآليات العسكرية المتوغلة غرب خانيونس. وفي وقت سابق من الليلة ما قبل الماضي، ارتكب الاحتلال مجزرة مروعة عقب قصفه منزلا يعود لعائلة المطوي غرب النصيرات وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 23 فلسطينيا. واستشهد نحو 14 فلسطينيا جراء استهداف الاحتلال منزلا مأهولا غرب الزوايدة في المنطقة الوسطى من قطاع غزة.يأتي ذلك فيما تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها لتوغلات الاحتلال الصهيوني على كافة محاور القتال في قطاع غزة، مكبّدة جيش الاحتلال خسائر كبيرة في الآليات والأرواح.وأقرّ جيش الاحتلال بارتفاع عدد قتلاه إلى 557 ضابط وعسكري منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، بينهم 226 قتيل منذ بدء التوغل البري في 27 من الشهر ذاته.