توشك المساعدات الموجهة لقطاع غزة على النفاذ، ولا تغطي تلك المتوفرة فعلا إلا خمس ما يحتاجه القطاع الذي تدخله نسبة ثمانية بالمائة فقط من الاحتياجات الانسانية. في وقت يشدد الاحتلال الصهيوني الخناق على وكالة "أونروا"، ويخطط لإحلال منظمات محلها. قالت وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، إن نسبة المساعدات التي يتم ادخالها إلى قطاع غزة لا تتجاوز 20% من الاحتياجات الأساسية للسكان، وما يتوفر لديها لتوزيعه من مجمل هذه المساعدات لا يتعدى 8% مما يتم وصوله إلى القطاع. في السياق، أوردت صحيفة صهيونية أمس الاثنين، إن سلطات الاحتلال بدأت التخطيط لإنهاء دور وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بشكل كامل في قطاع غزة، وإحلال منظمات بديلة محلها، وعلى رأسها "برنامج الأغذية العالمي". وذكرت الصحيفة أن دولاً أوقفت تمويل «الأونروا» بدأت بالفعل زيادة ميزانية «برنامج الأغذية العالمي»، التابع للأمم المتحدة. وعلّقت دول؛ من بينها الولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، تمويلها للوكالة الأممية، على أثر مزاعم صهيونية بمشاركة عدد من موظفي «الأونروا» في الهجوم الذي شنّته «حماس» وفصائل فلسطينية على بلدات وتجمعات للاحتلال في غلاف قطاع غزة، في السابع من أكتوبر الماضي. وأكد المفوض العام ل«الأونروا»، فيليب لازاريني، بعدها أن الوكالة فتحت تحقيقاً فورياً، وأنهت عقود الموظفين المتهمين، لكنه حذَّر من أن الوكالة ستضطرّ على الأغلب لوقف عملياتها في غزة والمنطقة كلها بحلول نهاية فبراير الحالي إذا ظل التمويل معلَّقاً. وأشارت الصحيفة الصهيونية إلى أن مِن بين الخيارات الأخرى التي تدرسها سلطات الاحتلال لتحل محل «الأونروا»، «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، كما تضم الأجندة الصهيونية هيئات مدنية أخرى تكون قادرة على الاستجابة لقضايا الصحة والتعليم. وأضافت أن كل الخيارات جزء من خطة تجري صياغتها في وزارة الخارجية الصهيونية، والتي ستضمن ألا تكون «الأونروا» جزءاً من «اليوم التالي» للحرب في غزة. وبمجرد الانتهاء من الخطة، سيجري تقديمها إلى الحكومة والمجلس الوزاري الأمني المصغّر؛ للمصادقة عليها. بنك صهيوني يجمّد حساباً للوكالة في السياق، وفي إطار الحرب المعلنة عليها، قام مصرف صهيوني بتجميد حساب ل «الأونروا»؛ بزعم خشيته من تحويل أموال إلى فصائل مسلّحة في قطاع غزة.وذكرت مصادر، أن البنك أبلغ الوكالة الأممية بتجميد حسابها المصرفي للاشتباه بتحويل أموال إلى فصائل فلسطينية بغزة .ودعا رئيس الوزراء الصهيوني، الأحد، مجدداً لاستبدال هيئات أخرى بوكالة «الأونروا»، وقال إنه سيكون هناك قريباً نقاش حول هذا الأمر . وأضاف في تصريحات أدلى بها، خلال جلسة للحكومة الصهيونية: «كشفنا أمام العالم، خلال الأيام الأخيرة، أن الأونروا تتعاون مع (حماس)، بل شارك بعض أفرادها في هجمات السابع من أكتوبر». وقال أن ذلك «يؤكد ما كنا نعرفه منذ فترة طويلة أن الأونروا ليست جزءاً من الحل، وإنما هي جزء من المشكلة. وقد حان الوقت لاستبدال هيئات أخرى بالأونروا". بدوره، قال وزير الخارجية الصهيوني، عبر منصة «إكس»، إن بلاده تعمل بدأب على إبعاد «الأونروا» عن قطاع غزة، معتبراً أنها تُواصل روايتها عن ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم.