سجّلت شعبة الحمضيات بولاية بومرداس موسما فلاحيا استثنائيا، خلال هذه السنة، بفضل كمية الانتاج المتوقّعة من محصول البرتقال، الكليمونتين والليمون، فيما توقّعت المصالح الفلاحية جني أزيد من 400 ألف قنطار، بارتفاع محسوس عن الموسم الماضي الذي كان سلبيا على المنتجين والمستهلكين معا، في حين أرجعت أسباب هذا التحوّل الإيجابي إلى عدّة عوامل طبيعية مساعدة واستمرار سياسة الدعم الموجّهة لفائدة الفلاحين والمزارعين الذين ينشطون في هذه الشعبة التي تعرف أيضا توسّعا في المساحة المغروسة من موسم لآخر. تشهد أسواق الجملة والتجزئة وطاولات بيع الخضر والفواكه عبر بلديات بومرداس عرضا وافرا لمختلف أنواع الحمضيات على رأسها البرتقال والكليمونتين أو المندرين، حيث مكّنت الكميات المنتجة محليا والقادمة من الولايات المجاورة لمنطقة المتيجة، الشلف وغيرها أن تحقّق ولأول مرة منذ عدّة مواسم توازنا في السوق من حيث كمية العرض والطلب، وهو ما أدّى إلى تراجع كبير في الأسعار مقارنة مع الموسم الماضي بشهادة المواطنين والفلاحين مثلما رصدته الشعب من ردود. فقد أجمع الكثير من المستهلكين "أنّ الموسم الفلاحي الحالي يعتبر استثنائيا بالنسبة لشعبة الحمضيات بالنظر إلى الوفرة الكبيرة المعروضة في الأسواق والمحلات على غير عادة المواسم السابقة التي تحوّل فيها محصول البرتقال إلى ما يشبه المواد المستوردة بسبب الأسعار المرتفعة نتيجة قلّة المحصول، وعليه فإنّ المؤشّرات الميدانية والانتاجية لشعبة الحمضيات كانت كلّها تشير إلى تراجع الأسعار هذه السنة بدرجة معقولة، حيث تراوحت ما بين 80 الى 130 دينار وأقصى تقدير 160 دينار بالنسبة للنوعية الرفيعة من برتقال "طامسوننافال" وواشنطن نافال الأكثر إنتاجا، فيما تراوحت بين 40 إلى 50 دينار في أسواق الجملة حسب مصادر بعض التجار. وقد ربط عديد الفلاحين والمستثمرين في شعبة إنتاج الحمضيات بولاية بومرداس خصوصا بالمنطقة الغربية وبعض الجيوب المتواجدة على ضفاف وادي سيباو ووادي يسر، "أنّ شعبة الحمضيات تلقى المزيد من الاهتمام في السنوات الأخيرة بفضل سياسة الدعم المقدّمة للفلاحين والمستثمرين، إلى جانب تعميم التقنيات الزراعية الحديثة وتوسيع المساحات المسقية لتطوير النشاط والرفع من مردودية الانتاج، رغم الظروف المناخية الصعبة التي عرفها الموسم الفلاحي الماضي خصوصا في بعض الفترات التي تحتاج فيها الشجرة إلى كميات كافية من المياه. هذا ويبقى التفاؤل قائما بين الفلاحين المتخصّصين في إنتاج الحمضيات وكذا المختصين والقائمين على القطاع الفلاحي بولاية بومرداس أن تشهد المواسم المقبلة عودة قويّة لهذه الشعبة الرئيسية، التي تعتبر من بين أهم الشعب التي تلقى اهتماما من قبل المستثمرين المتطلّعين إلى إعادة إحياء مستثمرات سابقة واستصلاح مساحات أخرى، تكون كفيلة بتوسيع المساحة المغروسة لأكثر من 3 آلاف هكتار حاليا واسترجاع ما خسرته من مساحات على حساب شعبة عنب المائدة المهيمنة على القطاع الفلاحي وتعزيز كمية الإنتاج الكفيلة بدعم المنتوج المحلي والوطني، الذي يعرف تقدّما هو الآخر بتسجيل قرابة 18 مليون قنطار حسب تقديرات رئيس المجلس الوطني المهني لشعبة الحمضيات.