ترتقب المصالح الفلاحية لبومرداس أن يحقق إنتاج الحمضيات هذا الموسم، محصولا جيدا بالنظر إلى عدة عوامل، أهمها توسّع المساحة المغروسة سنة تلو الأخرى، والظروف المناخية الجيدة التي ساهمت بشكل كبير في تحقيق مردود لا بأس به من هذه الفاكهة التي يجري جنيها حاليا بالولاية، إذ يُتوقع أن تصل إلى قرابة 440 ألف قنطار كتقديرات أولية. يُنتظر أن تتجاوز الكمية المرتقب جنيها من الحمضيات خلال هذا الموسم، 440 ألف قنطار على مساحة مغروسة إجمالا تصل إلى 2423 هكتارا؛ أي بزيادة تقدّر ب 192 هكتارا عن الموسم الماضي، حسبما كشفت ل "المساء" المديرة الولائية للمصالح الفلاحية وردية بلعقبي، مؤكدة أن 72% من مساحة الحمضيات تخص البرتقال بأنواعه. وأوضحت أن محصول الموسم الفلاحي الجاري "جيد" مقارنة بالمواسم الأخيرة بفضل توسع المساحة المغروسة المخصصة للحمضيات، والتي لم تتجاوز الموسم الماضي 2231 هكتارا. وتشير الأرقام المحصل عليها إلى أن معدل الإنتاج في الهكتار الواحد خلال هذا الموسم، يصل إلى 240 قنطارا بالنسبة للبرتقال، لاسيما أنواعه الجيدة (واشنطن نافال وترافل نافال)، و185 قنطارا في الهكتار بالنسبة للكليمونتين، و225 قنطارا في الهكتار بالنسبة للّيمون. كما تمّ إلى حد الآن جني محصول 200 هكتار من البرتقال، و170 هكتارا من الكليمونتين، و70 هكتارا من الليمون أربعة مواسم، والعملية مستمرة إلى غاية شهر مارس القادم. وأرجعت المسؤولة هذا التحسن في المحصول إلى عوامل مختلفة، تتعلق أهمها بالتساقط الجيد للأمطار في وقتها المناسب بدون أن تضر بنواة المنتوج، خاصة بالنسبة للأنواع المبكرة منها، كما تشير المسؤولة إلى أن المساحة المخصصة للحمضيات بدأت تعرف نوعا من الانتعاش مؤخرا بفضل العوامل المحفّزة لإنتاج الحمضيات التي تميز ولاية بومرداس، والتي تسمح بتنوّعها الكبير ونجاحها كذلك، علما أن زراعة الحمضيات تنتشر تحديدا بالأراضي الفلاحية الخصبة الممتدة من بلديات خميس الخشنة وحمادي غربا إلى بلديات يسّر وبغلية شرقا. وقالت المسؤولة إن مصالحها تعمل على تنظيم حملات تحسيسية لإرشاد الفلاحين بأهمية المحافظة على الأراضي الخصبة في السهول، لتقوية زراعة الحمضيات والخضروات التي تتطلب مساحات مسطحة وتحتاج إلى كميات كبيرة من مياه السقي، عوض الاهتمام بزراعة الكروم، التي شهدت توسعا في السنوات الأخيرة، موضحة أن حملات الإرشاد آتت ثمارها، والدليل توسّع المساحة المغروسة بالحمضيات سنة تلو الأخرى. كما أفادت بأن حملات التوعية تشمل كذلك تنويع غرس الحمضيات لتشمل أنواعا جديدة؛ مثل الحمضيات المتأخرة التي يستمر جنيها إلى نهاية شهر ماي؛ لتنويع المعروض من المنتج الفلاحي على مدار السنة، والمساهمة في تنويع عمليات التحويل بالنسبة للصناعات الغذائية. للإشارة، سمحت وفرة الحمضيات خلال هذا الموسم، بتنوع العرض في أسواق بومرداس، حيث يتراوح معدل سعر الكيلوغرام الواحد من البرتقال ما بين 130 و150 دج، وسعر الكيلوغرام الواحد من الكليمونتين يتراوح ما بين 120 و180 دج، بينما سعر الكيلوغرام من الليمون ما بين 100 و140 دج.