شهد قطاع الصحة بولاية باتنة، في السنتين الأخيرتين تطوّرًا متسارعًا عكسته الإنجازات الطبية المحقّقة، سواء من حيث التجهيزات والمرافق الجديدة التي تم استلامها أو من حيث الخدمات النوعية التي تحسّنت كثيرا إضافة إلى العدد الكبير من العمليات الجراحية الدقيقة والمعقّدة التي قامت بها مُختلف المؤسّسات الاستشفائية وكذا المستشفى الجامعي. أصبح الحديث عن قطاع الصحة بولاية باتنة، مُرادفا للنجاح الميداني الذي حقّقه على المُستوى الوطني، من خلال تصدّره الترتيب وطنيًا في عدد من الخدمات على غرار زراعة الكلى وجراحة المسالك البولية وأمراض الكلى وجراحة الأطفال والطب الباطني، والخلايا الجذعية، وهي عمليات جراحية معقّدة نجحت فيها الأطقم الطبية بباتنة في تأكيد ريادة القطاع وطنيا. وكُلّلت الأيام الاستشفائية الجراحية في إطار التوأمة الطبية بين المركز الجامعي يبن فليس التوهامي بولاية باتنة والمُؤسّسة العمومية الاستشفائية الأم والطفل مريم بوعتورة وكذا مستشفى أحمد بن بلة بولاية خنشلة، بالنجاح بعد إجراء 06 عمليات جراحية جدّ معقّدة ودقيقة، 03 منها باستعمال الجراحة بالمنظار لأطفال من ولايات باتنةوخنشلة وولايات مجاورة، تحت إشراف أطقم طبية مختصّة؛ جنّد لها القطاع كلّ الإمكانات المادية والبشرية لإنجاحها، حسب ما أفاد به مدير القطاع حمدي شقوري. وكانت المناسبة فرصة للفريق الطبي لإجراء فحوصات طبية على العشرات من الحالات المرضية بالولاية وكذا الولايات المجاورة قصد تشخيص حالاتها في هاته التخصّصات من أجل إعداد ملفات طبية لهم وإجراء عمليات جراحية مستقبلا، حيث يحرص شقوري على ترسيخ هذا التقليد الخاص بالتوأمة على مدار السنة قصد معالجة أكبر عدد ممكن من الحالات المرضية المستعصية والتكفّل بها خاصة لدى الفئات الهشّة والمعوزّة. وفي مجال المرافق الصحية الجديدة، أكّد مدير الصحة حمدي شقوري، دخول حيز الخدمة لقاعة علاج جديدة بمشته "بويخليجن" التابعة إداريا لبلدية تالخمت تنفيذا لتعليمات والي باتنة محمد بن مالك؛ الرامية لتقريب المرافق الصحية من المواطن خاصّة في مناطق الظلّ والبعيدة، وهي مجهّزة بكافة المستلزمات الطبية ستقلّص من معاناة وعزلة ساكنة المنطقة، حيث ستوفّر العلاجات التمريضية القاعدية إضافة إلى الفحوصات الطبية العامة. من جهة أخرى، أكّد شقوري تعزّز قسم الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي بالعديد من التجهيزات الطبية الجديدة بغلاف مالي فاق ال 9 ملايير سنتيم، تتمثل في جهاز سكانير جديد وطاولة تصوير وجهاز ايكوغرافي وجهاز ميموغرافي، من شأنها تحسين الخدمات الصحية التي يحتاجها المرضى، وتخفيف الضغط في انتظار رفع التجميد عن المستشفى الجامعي الجديد الذي يبقى حلم سكان كلّ ولايات الأوراس وليس باتنة فقط. ويحرص مسؤولو القطاع على التواجد الميداني، بكلّ المرافق الصحية، من خلال الزيارات الميدانية المبرمجة والفجائية التي يقوم بها شقوري، للوقوف على النقائص ومُعالجتها في الحين، لتحسين الخدمة العمومية في هذا القطاع الحسّاس، تنفيذا لتعليمات الوصاية.