ضرورة التعامل بكل حزم وصرامة مع التدخلات الخارجية أكدت الجزائر، تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس السبت، بأديس بابا، التزامها بمواصلة انخراطها التام كطرف فاعل في الجهود الجماعية الرامية لبلورة وتفعيل حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية. جاء ذلك في كلمة لوزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، حول البند المتعلق بحالة السلم والأمن في إفريقيا والتي استهلها بالتأكيد على أن انتخاب الرئيس الموريتاني رئيسا للدورة 37 للاتحاد الإفريقي «مفخرة لمنطقتنا المغاربية وللقارة الإفريقية عامة» وأن الجزائر تقدم له كل الدعم والسند. كما نقل للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني تهاني الرئيس عبد المجيد تبون الحارة وأطيب التمنيات له بالسداد والنجاح والتوفيق في أداء مهامه النبيلة. وأكد عطاف، في كلمته، أن «المشهد الأمني والسياسي في قارتنا يطرح أمامنا اليوم أربعة تحديات رئيسية»، أولاها «تحدي تصفية الاستعمار تصفية نهائية من قارتنا، عبر محو بقايا هذه الظاهرة في آخر مستعمَرة إفريقية في الصحراء الغربية، طبقا للثوابت والضوابط التي اجتمعت عليها منظمتنا ومنظمة الأممالمتحدة على حد سواء». أما التحدي الثاني- يضيف السيد عطاف- «فهو تحدي وضع حد للمد الخطير الذي تعرفه ظاهرة التغييرات غير الدستورية للحكومات، لاسيما في منطقة غرب إفريقيا». فيما يكمن التحدي الثالث، كما قال، في «تحدي مكافحة الإرهاب والوقاية من هذه الظاهرة التي عرفت في السنوات الثلاث الأخيرة تفاقما خطيرا في قارتنا، ولا سيما في منطقة الساحل الصحراوي». أما التحدي الرابع والأخير، فيتمثل في «ضرورة التعامل بكل حزم وصرامة مع التدخلات الخارجية التي عرفت هي الأخرى تزايدا مريبا في الفترة الأخيرة عبر مختلف صيغها وصورها السياسية، والعسكرية، والأمنية»، يقول السيد عطاف. وفي مواجهة هذه التحديات، تؤكد الجزائر تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، على لسان السيد عطاف، «التزامها بمواصلة انخراطها التام كطرف فاعل في الجهود الجماعية الرامية لبلورة وتفعيل حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية»، وهو «الالتزام الذي تجسده الجزائر أيضا عبر عهدتها الحالية بمجلس الأمن، أين تسعى وستواصل السعي من أجل الدفاع عن أولويات قارتنا، وعن قضاياها العادلة وتطلعاتها المشروعة والهادفة، بكل أمانة وإخلاص ووفاء».