تحتضن دار الثقافة "هواري بومدين" بسطيف إلى غاية 28 جانفي الجاري معرضا تشكيليا للفنان نور الدين قيشو، يقدّم التراث والطبيعة في أجمل التجليات تمزج بين المدرستين الواقعية والتجريدية. يقترح الفنان في معرضه مشاهد من الطبيعة والتراث المرتبطة دوما بالأصالة والجمال والنقاء، مدقّقا في رسم التفاصيل، وغالبا ما يستعين بالمدرسة الواقعية لإبراز إمكانياته من جهة ومن أجل نقل الصورة الجميلة التي تجذبه في الواقع، وقلما يلجأ للتجريدي الذي يعتبره هروبا من الرسم وفشل فيه، وقد يستعين هذا الفنان أحيانا بالفن الوسط أي إلى شبه التجريدي، مقتنعا باستحالة انطلاق مسار أيّ فنان من الأسلوب التجريدي بدون أن يمرّ عبر الأساليب الأخرى. يطلق هذا الفنان العنان لريشته كي تتحدّث بصدق عما يدور في خوالج نفسه من أحاسيس ومشاعر، كما اعتمد في معرضه هذا على ألوان ساخنة وأخرى باهتة، وهو يعشق الاسترخاء أثناء بزوغ النور بعد ليل حالك ما يولّد الأمل. للفنان نور الدين قيشو لوحات في غاية الواقعية، تبرز طبيعة الجزائر وهواءها العليل، مع الكثير من التفاصيل خاصة في طبيعة الريف، حيث يختار رسم بيوت بسقف القرميد، وسط طبيعة خلابة من أشجار وأزهار نبتت على تراب من ذهب. رسم الفنان أيضا تراث الجزائر القارة الذي يعود إلى حقب تاريخية قديمة، كما قدّم لوحات في التجريدي، تغلب عليها الألوان القاتمة والمتداخلة. يختار الفنان الرسم بالألوان الزيتية فهي صامدة أكثر مع الزمن أكثر من المائية، كما يخصّص دوما نصيبا لمناطق سطيفمسقط رأسه خاصة منطقة "أولاد عيسى"، وتوثّق ريشته أيضا التلال والشلالات والوديان منها شلال واد البارد وغيرها مثل رسمه لجبال البابور والثلوج في بني ورتيلان، ناهيك عن المعالم التاريخية منها مثلا المساجد. للإشارة، نور الدين قيشو من مواليد 1974 بعموشة بسطيف، هو فنان تشكيلي عصامي ورئيس جمعية "ألوان للفن والتراث" بعموشة وعضو جمعية "الرشد" الثقافية، تخصّص في الديكور، وظفر بعدة جوائز من بينها الجائزة الأولى في الفنون التشكيلية، تقنية قلم الرصاص في الطبعة الثالثة للمسابقة الولائية للنشاطات الثقافية والعلمية، والجائزة الأولى للآداب والفنون بسطيف سنة 2011، والجائزة الأولى وطنيا لأحسن رمز للذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب سنة 2013.