تقدّمت المجموعة العربية لدى الأممالمتحدة، برئاسة السفير التونسي، طارق الأدب، بطلب رسمي من رئيس الجمعية العامة في دورتها الثامنة والسبعين، دينيس فرانسيس، لعقد جلسة طارئة استثنائية حول الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة بالإضافة إلى مناقشة وضعية وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومحاولات السلطة القائمة بالاحتلال لتفكيكها. أعرب السفراء العرب في الأممالمتحدة "عن أسفهم لعجز مجلس الأمن عن القيام بمسؤولياته القانونية والأخلاقية لوقف العدوان على غزة". وجاءت رسالة المجموعة العربية لرئيس الجمعية العامة والتي تطالبه بعقد جلسة طارئة استثنائية على خلفية رسالة وجهها المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، يوم الخميس الماضي، لرئيس الجمعية حول الأوضاع المالية المتعثرة للوكالة والتي حذر فيها أن الوضع في قطاع غزة على عتبة كارثة كبيرة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على السلام والأمن وحقوق الإنسان في المنطقة. وقال لازاريني في رسالته إلى رئيس الجمعية العامة إن أزمة الوكالة المالية قد وصلت إلى ذروتها بعد أن دعت سلطات الاحتلال مرارا وتكرارا إلى حل المؤسسة، فضلا عن تجميد الأموال من قبل المانحين في وقت "وصلت فيه الاحتياجات الإنسانية مستويات غير مسبوقة في غزة". اتّهامات الاحتلال باطلة وقال إن الدعوة التي وجهتها الحكومة الصهيونية يوم الخميس بشأن إغلاق الأونروا لا تتعلق بحياد الوكالة بل تتعلق "بتغيير المعايير السياسية طويلة الأجل للسلام" التي وضعتها الوكالة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وقال لازاريني: "إنهم يحاولون القضاء على دور الأونروا في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين وأن يكونوا شهودا على معاناتهم المستمرة". وقد ناشد لازاريني الجمعية العامة للأمم المتحدة إعادة الاعتبار للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي إلى مركز العمل متعدد الأطراف، انطلاقا من تفاقم الوضع الكارثي في غزة في الأسابيع الأخيرة. وقال لازاريني إن السلطات الصهيونية بذلت جهودا كبرى لتخلط عمل الأونروا مع أنشطة حركة حماس سعيا لتعطيل عمليات الوكالة الإنسانية. وقد رد السيد دينيس فرانسيس، رئيس الجمعية العامة، على رسالة لازاريني مؤكدا أن الأونروا، وعلى مدى 75 عاما، ظلت بمثابة شريان حياة لا غنى عنه لملايين الفلسطينيين. وأكد الرئيس فرانسيس في رده أنه حث الدول الأعضاء على تقديم دعم مالي وسياسي مستدام ويمكن التنبؤ به للأونروا وهي تعمل على معالجة أكبر أزمة إنسانية منذ تأسيسها. وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في رسالته "إن شعب فلسطين وأطفال فلسطين بحاجة إلى أونروا فاعلة". ولم يتم تحديد موعد الاجتماع الاستثنائي الطارئ لغاية الآن لكن من المؤكد أن رئيس الجمعية العامة سيعلن عن موعد عقد الاجتماع الطارئ في الأيام القليلة القادمة.