دخلت الحرب الصهيونية الوحشية على قطاع غزة، يومها ال144 وسط استمرار للمجازر الوحشية، وتجاوز عدد الشهداء الثلاثين ألفا. وخلال الساعات الماضية، ارتقى عدد من الشهداء في استهدافات متكررة للطريق الذي يزعم جيش الاحتلال أنه "ممر آمن" لتنقل النازحين من شمال ووسط غزة إلى جنوبها، كما ارتقى آخرون جراء قصف مسيرات العدو ومدفعياتها لطوابير تضمّ عشرات الآلاف من المواطنين الذين كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات القادمة من جنوب القطاع، على طريق هارون الرشيد (الطريق الساحلي). يوم دموي آخر استشهد فيه عدد من الفلسطينيين مع استمرار الغارت الصهيونية على مدينة رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة ودير البلح شمالي القطاع، فيما أعلن جيش الاحتلال إصابة 5 من عناصره بمعارك غزة. واستشهد 7 فلسطينيين بقصف صهيوني شمال مدينة رفح و3 آخرون في قصف استهدف سيارة بمنطقة أبو العجين شرق دير البلح.كما استهدفت غارة منطقة الفخاري شرقي خان يونس، وأصيب فلسطينيون بقصف استهدف منزلا قرب مستشفى غزة الأوروبي شرقي المدينة. ومن جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أن الوضع الصحي في محافظات شمال قطاع غزة كارثي للغاية، في ظل استمرار الحصار الصهيوني منذ 7 أكتوبر الماضي. وقالت الوزارة في بيان إن مستشفيات غزة وشمالها بلا وقود، ومستشفى المعمداني بمدينة غزة بلا وقود منذ أكثر من 10 أيام، كما أن ثلاجات الأدوية بلا كهرباء، مما يهدد بتلف كميات من الأدوية الحساسة. وأضافت أن عشرات سيارات الإسعاف والدفاع المدني والخدمات الطبية خارج الخدمة نتيجة عدم توفر الوقود، ولفتت إلى أن مرضى غسيل الكلى والعناية المكثفة مهددون بالموت نتيجة عدم توفر وقود للمولدات وسيارات الإسعاف والأدوية. خسائر الاحتلال في المقابل، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها فجرت أمس عبوة ناسفة في قوة صهيونية تضم 15 عسكريا تحصنوا داخل منزل في عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وأكدت أنها أوقعت أفراد القوة بين قتيل وجريح. وأضافت كتائب القسام في بيان منفصل أنها دمرت دبابة للعدو من نوع ميركافا بقذيفة "الياسين 105" في منطقة عبسان الكبيرة. وأكدت القسام أن مقاوميها تمكنوا من استهداف قوة صهيونية مكونة من 4 عساكر بقذيفة مضادة للأفراد، ومن ثم الإجهاز عليهم من مسافة صفر في منطقة عبسان الكبيرة. بدورها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاوميها قنصوا أحد عساكر الاحتلال في محور التقدم شرقي خان يونس. حرب تجويع ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء. يأتي ذلك فيما تتصاعد التحذيرات من الموت جوعا في شمال قطاع غزة، في ما أصبح يعرف بحرب التجويع، التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني، عبر استهداف مصادر الحياة الأساسية وعرقلة المساعدات الإنسانية. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص من المُسيرات، وقذاف المدفعية، صوب عشرات الآلاف من المواطنين الذين كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات القادمة من جنوب القطاع، على طريق هارون الرشيد (الطريق الساحلي) وتحديدا بين مفترق النابلسي وشارع 10، ما أدى لارتقاء 10 مواطنين على الأقل، وإصابة 15 آخرين، تم نقلهم إلى مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة. وأضافت أن جيش الاحتلال يتعمد باستمرار استهداف عشرات الآلاف من المواطنين الذين ينتظرون شاحنات المساعدات الغذائية على الطريق الساحلي، الأمر الذي يؤدي لاستشهاد وإصابة عدد منهم. اجتياح رفح مسألة وقت من ناحية ثانية، يبدو أن سلطات الكيان الصهيوني مصمّمة على اجتياح آخر جيب يحتمي به الفلسطينيون من حرب الإبادة التي تستهدفهم منذ خمسة أشهر، حيث قدّم الجيش الصهيوني أمس ما وصفها بخطّة "لإجلاء" المدنيّين من "مناطق القتال" في غزّة، بعد ساعات من توعّد الحكومة بشنّ هجوم برّي على مدينة رفح المكتظّة في جنوب القطاع. وقال مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، "إنّ التوصّل إلى اتّفاق هدنة لن يؤدّي إلّا إلى "تأخير" الهجوم على مدينة رفح"، و أضاف:«إذا توصّلنا إلى اتّفاق، فستتأخّر (العمليّة) إلى حدّ ما، لكنّها ستتمّ، إذا لم يحصل اتّفاق، فسنقوم بها على أيّ حال. يجب أن تتمّ". هذا، وقد أعلنت الرئاسة الفلسطينية، أمس، رفضها وإدانتها للخطة التي أعلنتها الحكومة الصهيونية لإجلاء المدنيين في رفح. وقال متحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن "الخطة التي أعلنها مكتب رئيس حكومة الاحتلال لإجلاء المدنيين كما أسماها، مرفوضة ومدانة لأنها تهدف لعودة احتلال قطاع غزة، وتهجير أبناء شعبنا". وأضاف أن "الخطة التي يتحدث عنها (رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين) نتنياهو، تؤكد للعالم بأسره أنه ماض في عدوانه على أهلنا في قطاع غزة، وقراره المسبق باقتحام مدينة رفح رغم كافة المطالبات الأممية والعالمية بوقف هذا العدوان وللجرائم التي يرتكبها ضد شعبنا". وطالب أبو ردينة الإدارة الأمريكية ب«التحرك بشكل مختلف وجاد، لوقف هذا الجنون الصهيوني وتحمل مسؤوليتها بإلزام دولة الاحتلال بوقف العدوان المتواصل قبل فوات الأوان".