احتضنت ولاية تيزي وزّو، أول أمس، المؤتمر الوطني الطبي "22" حول مكافحة المخدرات والمؤثّرات العقلية، وهذا من أجل تسليط الضوء على هذه الظاهرة المخيفة التي عصفت بمجتمعنا وتفاقمت خلال السنوات الأخيرة ببلادنا، مستهدفة الشباب الذين دخلوا في نفق مظلم ليس من السهل العودة منه. فعّاليات الملتقى الطبي الذي شارك فيه مختلف المصالح والمسؤولين بولاية تيزي وزّو وحضره عدّة أخصائيين من مختلف ولايات الوطن، تمت مجرياته على مستوى المؤسّسة الاستشفائية المتخصّصة في الأمراض العقلية "فرنان حنفي" بواد عيسى في تيزي وزّو، حيث أراد من خلاله المنظّمون الإلمام بمختلف جوانب هذه الظاهرة الخطيرة من أجل تقليص مخاطرها وانعكاساتها السلبية على المجتمع. الطبيبة "أوشاعوش" أخصائية نفسانية على مستوى مصلحة الرجال بالمؤسّسة الاستشفائية المتخصّصة في الأمراض العقلية "فرنان حنفي" بتيزي وزّو، صرحت ل "الشعب" خلال فعّاليات هذا المؤتمر أنّ الوضع يستدعي دقّ ناقوس الخطر، وهو الأمر الذي وقفت عليه من خلال احتكاكها بعديد المرضى والمدمنين الذين يتزايد عددهم مسجّلين بذلك أرقاما مخيفة، معتبرة أنّ ظاهرة المخدرات موضوع الساعة الذي يجب تسليط الضوء عليه وتشريح كلّ جوانبه للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء انتشاره وتوسّع بؤرة المدمنين الذين يرمون بأنفسهم إلى الهلاك دون وعي منهم بالانعكاسات السلبية التي تنجرّ عنها، وعليه وجب الإحاطة بالمشكل من أجل القضاء عليه. وأكّدت محدّثتنا على ضرورة البحث عن الأسباب الحقيقية وراء انتشار وتفاقم هذه الظاهرة خاصة عند الشباب الذي يعانون من نقص المرافق الترفيهية، دور الشباب والملاعب ما يدفعهم إلى ولوج عالم الإدمان، ناهيك عن غياب ثقافة مخاطر المخدرات والمؤثّرات العقلية، وعدم وجود فضاءات إيجابية تحتضن الشاب، ما يدفع بهم إلى ولوج هذا العالم رغبة منهم في الاستكشاف أحيانا، إلى جانب الحالات النفسية الصعبة التي تدفع بهم إلى التوجّه إلى هذه المواد السامة وليس إلى الأطباء النفسانيين. ولهذا فإنّ هذا الملتقى يعتبر خطوة إيجابية لتشريح الوضع والتعرّف على المشاكل والصعوبات التي يعاني منها الشباب للبحث عن الحلول الناجعة التي تسمح بتحقيق تنمية المجتمع أو ما يسمى بالتنمية المستدامة، مشيرة إلى أنّه خلال الأيام القليلة الماضية، تم اختيار ولاية تيزي وزّو من طرف منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة، كولاية ثالثة رائدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن بين العناوين التي نوقشت "المخدرات" لأنّ ولاية تيزي وزّو تعرف ظاهرة انتشار المخدرات ككلّ الولايات الأخرى وأيضا تحوي على طاقات شبابية وجب العناية بها، من خلال تطبيق برامج وورشات مثل التي نظمت في ولايتي تيبازة والبويرة، لتحقيق والوصول إلى أهداف التنمية المستدامة المتمثلة أساسا في كيفية إيصال مفهوم المخدرات للشباب وما هي أنواعها وكيفية تجنّبها، ناهيك عن سبل إنقاذ الشباب في حالة وقوعهم في الإدمان وإدماجهم مجدّدا في المجتمع. وأضافت الطبيبة النفسانية "أوشاعوش" أنّ هناك الكثير من العمل تم القيام به في هذا المجال إلاّ أنّه ما يزال فيه الكثير من العمل وجب القيام به لتطبيقه في أرض الواقع، وذلك من خلال تضافر جهود مختلف المصالح وكلّ المجتمع وذلك بالاهتمام أكثر بالشباب وبرمجة مشاريع من شأنها أن تملأ فراغهم وتنقذهم من عالم المخدرات، ناهيك عن توفير كلّ الإمكانات المادية والبشرية التي تعتبر عاملا فعّالا في حصر هذه المشكلة والتقليل منها، ناهيك عن ترسيخ ثقافة مخاطر المخدرات التي أصبحت من الضروريات القصوى في مجتمعنا.