استطاع الكثير من الشباب أن يثبتوا قدراتهم وإمكانياتهم، وأن يسجلوا حضورا متميزا في عدة مؤتمرات عالمية، أعطوا صورة مشرفة عن الشاب الجزائري، وكانت مشاركاتهم ومداخلاتهم محل اشادة من طرف المنظمين والحاضرين من مختلف الدول، من بين هؤلاء تقي الدين جفال، طالب بمعهد الإلكترونيك والهندسة الكهربائية جامعة بومرداس، الذي أبهر أكبر الأساتذة والباحثين في العالم، من خلال مشاركاته ومداخلاته في منتديات ومؤتمرات شبانية بدول عربية وأجنبية. تقي الدين جفال يدرس حاليا سنة خامسة بمعهد الهندسة الكهربائية والإلكترونيك جامعة امحمد بوڤرة بومرداس، وفاز بمنحة دراسية من جامعة ميشيغين بالولايات المتحدة سنة 2009 بعد مسابقة نظمتها هذه الجامعة، ودرس بها مدة عام وشارك في عدة مؤتمرات عالمية، آخرها في مؤتمر طلابي أقيم الشهر الفارط بالنرويج لمدة أسبوع، وكان موضوع المؤتمر الفلاحة، التكنولوجيا والطاقات المتجددة، إضافة إلى مشاركات أخرى مثل مؤتمر الأممالمتحدة لتغير المناخ، الذي أقيم بعاصمة قطر الدوحة العام الفارط كعضو في الحركة الشبابية العربية للبيئة، وحضوره المتميز بالقمة العالمية للشباب ب ''بيتسبورغ'' بالولايات المتحدةالأمريكية، وكانت له مداخلة قيمة عن مشروعه لاستغلال الطاقة الشمسية أمام 1400 وفد من 180 دولة، وغيرها من المشاركات في مسابقات علمية ومنتديات وندوات، وهو حاليا عضو بالنادي العلمي لمعهد الهندسة الكهربائية والإلكترونيك الذي ترأسه سابقا مدة عامين تقريبا. المعرفة وتشريف الشاب الجزائري أسمى الأهداف كان ل«الشعب» لقاء مع تقي الدين جفال، الذي فاجئنا بتواضعه وأخلاقه العالية وثقافته الواسعة وإتقانه لعدة لغات منها الإنجليزية التي يتكلمها بطلاقة، وفي رده عن سؤال حول الهدف من مشاركاته تلك، قال «الهدف الأساسي هو كسب المعرفة في مجال تخصصي وتشريف الشاب الجزائري، وبصراحة ساعدتني هذه المشاركات كثيرا في مختلف البحوث التي قمت بها، وكانت فرصة للاحتكاك بشباب وأساتذة وباحثين من عدة دول لهم تجارب متعددة في مختلف المجالات، وستعينني مثل هذه الملتقيات مستقبلا في تجسيد مشروعي الذي أنا بصدد التحضير له في مجال الطاقات المتجددة». وكشف جفال أن جميع مشاركاته كانت على حساب المشرفين ولم يدفع سنتيما واحدا، مؤكدا أن البحث عن المعرفة في غالب الأحيان لا يتطلب إمكانيات مالية، فالإرادة وبذل الجهد المتواصل تمكن الطالب من تسجيل حضوره في منتديات عالمية، وبالتالي تحقيق أهدافه المعرفية. ولاحظ جفال من خلال مشاركاته، أن الكثير من الأجانب يجهلون الجزائر ومن له معلومات عنها لديه نظرة سوداوية، «لكن بعد احتكاكهم بنا وإطلاعهم على بحوثنا ومشاريعنا وحضور مداخلاتنا، تتغير نظرتهم وتزيدهم احتراما لنا ولبلدنا، وتجدهم يلحون علينا من أجل زيارة الجزائر، فهذه المشاركات تساهم في تحسين صورة البلد وتسمح للغير باكتشافها والتعرف عليها»، مضيفا «التنقل إلى الخارج لطرح أفكارنا وتقديم مقترحات علمية ترفع من عزيمتنا، وتعطينا الأمل في تجسيد مشاريعنا على أرض الواقع، وتسخير معارفنا خدمة للوطن وتطوره وتشعرنا بمسؤولية أكبر تجاهه». المحاضر الناجح هو القادر على التأثير في الجمهور وركز تقي الدين جفال في حديثه على نقطة يراها مهمة في التواصل، وهي اتقان اللغات الحية خاصة الإنجليزية، التي تفتح للباحث آفاق واعدة ونسج حوار مفيد مع جميع المشاركين وتقديم مداخلات قيمة، وبالتالي يستطيع ايصال رسائله وأفكاره المختلفة، «فكل المؤتمرات التي شاركت فيها المداخلات تقدم باللغة الإنجليزية». معتبرا أن انخراط الطلبة في النوادي العلمية بالجامعة التي يدرسون فيها، تلعب دورا مهما في اكتساب ثقافة تنظيم اللقاءات والمؤتمرات والتواصل مع الأساتذة والباحثين. وعن المحاضر الناجح قال جفال: «على الرغم من تواضع مهاراتي في هذا المجال، إلا أني أرى أن تقديم مداخلة أو إلقاء محاضرة في أي مؤتمر، تتطلب أن تكون للمحاضر فكرة جيدة على الجمهور الذي يستمع إليه، كما عليه أن يلتزم بالموضوع المطروح للنقاش، وأن يكون ملما به ويجعل الحاضرين جزء من محاضرته، لإيصال أفكاره وأن يقدم الجديد ويتصف بحسن الإلقاء وجودة الأسلوب والقدرة على التأثير في المستمع». الجزائر في حاجة لشبابها تحدث تقي الدين جفال عن مشروعه العلمي، موضحا: «انطلاقا من حاجة الجزائر الماسة مستقبلا للطاقات المتجددة، أحضر مشروع بحث لاستغلال الطاقة الشمسية، وأحاول حاليا ايجاد ممولين لإكماله، وهو يأتي في إطار اهتمام المسؤولين على قطاع الطاقة ببلادنا بهذا المجال الحيوي، لدفع الاقتصاد الوطني الذي يعتمد على مصادر البترول والغاز، هذه الثروة الزائلة، وأتطلع لأن أكون من المساهمين في إنجاح وإنجاز مختلف المشاريع التي تسعى الوزارة لتجسيدها مستقبلا في هذا المجال». وختم جفال حديثه بتوجيه رسالة للشباب الجامعي وغير الجامعي، قائلا: «الجزائر التي عاشوا فيها أجدادنا، علينا أن نكون في مستوى المسؤولية والثقة التي وضعوها فينا، فهي في حاجة لقدرات شبابها، الذي بإمكانه أن يقودها إلى مكانة مرموقة بين الأمم، وأملي كبير في هذه الشريحة، لأنه بقليل من الشجاعة والجهد والصبر تستطيع وضع بلادنا في مصف الدول المتطورة، وإذا أردنا التفوق في جميع المجالات لابد أن نعمل بجد يوميا على المدى الطويل، حتى نصل لتحقيق الأهداف المرجوة، وعلينا أن نقوم بذلك اليوم قبل الغد».