تتلاحق في اليوم ال153 من العدوان الصهيوني المدمرعلى قطاع غزة تحذيرات هيئات إنسانية دولية من اتساع المجاعة مع استمرار حرب التجويع المتزامنة مع القصف وتهديدها حياة مئات الآلاف، خصوصا مع تسجيل مزيد من الشهداء الفلسطينيين جراء فقدان المواد الغذائية. جدد الطيران الصهيوني الغارات على مناطق متفرقة بالقطاع، فيما واصلت المدفعية الصهيونية نسف المنازل وقصف المربعات السكنية، ما أوقع عشرات الشهداء ومئات الجرحى. وشهد شمال القطاع أمس قصفا صهيونيا مكثفا، وأفاد مراسلون باستشهاد طفل وإصابة آخرين في غارات استهدفت فلسطينيين بشارع الرشيد وسط قطاع غزة. كما شنت مقاتلات الاحتلال غارات على بلدة المغراقة شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، ووصلت جثامين 9 شهداء إلى مجمع الشفاء الطبي في غزة. ولم تسلم رفح من غارات الاحتلال المكثفة،كما أخذت بلدة بيت لاهيا شمال غزة، ومخيم البريج وسط القطاع، ومدينة دير البلح هي الأخرى نصيبها من الضربات، فيما عادت القوات الصهيونية مجددا لاستهداف المدنيين عند انتظار الحصول على المساعدات الغذائية. ويأتي ذلك، في وقت أعلنت الأممالمتحدة فشل محاولة قامت بها لاستئناف إيصال المساعدات لشمال القطاع الذي صار على شفا المجاعة. في الاثناء، وبينما تواصل المقاومة تصدّيها للقوات الصهيونية المتوغّلة في القطاع، موقعةً في صفوفها الخسائر الفادحة في العتاد والأرواح، أقرّ جيش الاحتلال، بمقتل ضابط في المعارك البرية الدائرة في خان يونس، حيث تحتدم المواجهات. هدنة ل 6 أسابيع هذا، ووسط تكاثف الجهود للتوصل إلى اتفاق هدنة قبل حلول شهر رمضان، وزعت الولاياتالمتحدة مسودة مشروع قرار جديد لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يؤيد "وقف إطلاق النار الفوري لمدة ستة أسابيع تقريبا في غزة مع إطلاق سراح جميع الاسرى الصهاينة". وكانت المسودات السابقة للقرار الأمريكي دعت إلى "وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن"، وهو ما لم يرق إلى رغبات أغلب أعضاء مجلس الأمن الآخرين الذين كانوا يدعون إلى وقف فوري لإطلاق النار. وفي هذه المسودة الأخيرة، أكدت الولاياتالمتحدة دعمها ل«وقف مؤقت لإطلاق النار" من أجل "تكثيف الجهود الدبلوماسية وغيرها من الجهود الرامية إلى تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال العدائية والسلام الدائم على النحو الذي يدعو إليه القرار 2720". وحتى الآن ترفض واشنطن الدعوة إلى وقف فوري دائما لإطلاق النار في غزة، وتقول إن ذلك يخدم مصلحة حماس. وفي مقابل دعوة واشنطن لهدنة مؤقتة، لا تزال حركة حماس تشدد على أن يفضي أي اتفاق إلى وقف نهائي للعدوان الصهيوني. وفي بيان لها أمس الأربعاء، قالت الحركة إنها ستواصل التفاوض للتوصل إلى اتفاق يحقق مطالب الشعب الفلسطيني ومصالحه، متهمة الاحتلال بالتهرب من استحقاقاته، خاصة ما يحقق الوقف الدائم لإطلاق النار، وعودة النازحين، والانسحاب من القطاع. يذكر أن واشنطن استخدمت الفيتو ضد 3 مشاريع قرارات في مجلس الأمن، آخرها مشروع قرار جزائري يطالب بوقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية. وبررت الولاياتالمتحدة استخدام الفيتو ضد مشاريع القرارات التي تطالب بوقف إطلاق النار بأن ذلك قد يعرض للخطر جهود الوساطة الرامية لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى.