تتواصل حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة لليوم 169، وسط قصف عنيف يخلّف مئات الشهداء والجرحى يومياً، فيما وصلت سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال بحق الفلسطينيين إلى أقصى درجاتها خلال الأيام الأخيرة، أمام عجز دولي وأممي عن إغاثتهم أو وقف العدوان. سياسيا، شهد يوم أمس تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار عرضته الولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة. واصل الاحتلال مذبحته داخل مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، في حين نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اعتقال أيّ من قادتها داخل هذا المجمع. لليوم السادس، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني مذبحته داخل مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، الذي كان يضم أكثر من 7 آلاف مريض ونازح، وينفذ حملة اعتقالات واسعة في صفوف النازحين ويقصف المنازل المحيطة بالمستشفى، ما خلّف عشرات الشهداء والجرحى. مجزرة في الشفاء وقد كثّف جيش الاحتلال، أمس، قصفه للمجمع والمنازل المحيطة به، ما أرغم عائلات المرضى والجرحى لإطلاق مناشدات لنقلهم إلى مستشفيات أخرى وذلك بعد تركهم دون علاج أو رعاية منذ عدة أيام. وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أعلن أن جيش الاحتلال تعمَّد قتل 13 مريضا بمجمع الشفاء، منع عنهم الدواء والكهرباء والأكسجين منذ احتلاله للمجمع يوم الاثنين الماضي. وأضاف، أن 4 من المرضى فارقوا الحياة ممن كانوا على أجهزة التنفس الصناعي في غرف العناية المركزة بعد أن قطع جيش الاحتلال عنهم التيار الكهربائي. ودان المكتب الإعلامي الحكومي الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني ضد المرضى والجرحى والطواقم الطبية والنازحين. وحمّل الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي والاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المستمرة بحق المرضى والجرحى والطواقم الطبية. وقد رصد مراسلون وصول عدد من العائلات الفلسطينية النازحة من مجمع الشفاء عبر شارع الرشيد. وتحدث النازحون عن وضع كارثي داخل المستشفى وفي محيطه. في سياق متصل، أكد الجيش الصهيوني أن عمليته العسكرية مستمرة في مجمع الشفاء. وزعم أنه قتل 150 مقاوما، كما أعلن اعتقال 600 شخص، بينهم قيادات كبيرة في حماس وعثر على أسلحة، فيما تتحدث مصادر فلسطينية عن أن عمليات القتل والاعتقالات تطال المدنيين النازحين إلى المستشفى. كما أشار الجيش الصهيوني، إلى مواصلة توغلاته في مناطق مختلفة بقطاع غزة. في المقابل، نشرت كتائب القسام مشاهد لتصدي مقاتليها للقوات الصهيونية في مدينة غزة. وتظهر الصور استهداف عدد من الآليات المتوغلة في محيط مجمع الشفاء الطبي. تصويت بمجلس الأمن إلى نيويورك توجهت، أمس، أنظار الفلسطينيين في غزة، حيث صوت مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الذي طرحته أمريكا لوقف القتال. وقد وزعت واشنطن مشروع قرار معدل للمرة السادسة على أعضاء مجلس الأمن بشأن الحرب في غزة، موازاة مع شروع وزير الخارجية الأميركي في جولة شرق أوسطية لبحث جهود الوساطة بين حماس والكيان. ودعا مشروع القرار الجديد إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة يستمر 6 أسابيع، وإلى إبرام اتفاق بشأن تبادل الأسرى. وقال نيت إيفانز، المتحدث باسم البعثة الأميركية لدى الأممالمتحدة، الخميس، إن المجلس المؤلف من 15 عضواً سيصوت، الجمعة، على النص الذي جرى التفاوض عليه في "جولات عديدة من المشاورات" مع أعضاء المجلس. حق النقض يفشل اعتماد مشروع قرار أمريكي فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار أمريكي بشأن غزة بعد استخدام روسيا والصين حق النقض، كما عارضت الجزائر القرار. وحصل مشروع القرار على معارضة 3 أعضاء، فيما امتنعت دولة أخرى عن التصويت ودعمته 11 دولة. ووصف نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة دميتري بوليانسكي نص وثيقة مشروع القرار الأمريكي بأنها "خداع أمريكي مألوف". وأشار بوليانسكي إلى أن مشروع القرار أعطى الضوء الأخضر لبدء العملية العسكرية الصهيونية في رفح. مشاريع قرارات بالجملة والإبادة لا تتوقف وتحمي الولاياتالمتحدة الكيان الصهيوني عادة في الأممالمتحدة، وأجهضت لعدّة مرات مشاريع قوانين لوقف الإبادة بغزّة ومنع ارتقاء مزيد من الشهداء. في الأثناء، أعلنت فرنسا، الخميس، أنها تعمل على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يتجاوز الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان، الخميس: "نعتبر أن الوقت حان لاتخاذ مبادرات جديدة في مجلس الأمن الدولي بشأن النزاع الدائر"، مذكرا بالوضع الإنساني الكارثي. من جهتهم، دعا قادة دول الاتحاد الأوروبي 27، المجتمعون في قمة في بروكسل، أمس الأول، إلى "هدنة إنسانية فورية" في غزة. وحضّ القادة الأوروبيون في بيان مشترك، الاحتلال على عدم إطلاق عملية برية في رفح بأقصى جنوب القطاع المدمر. قيود على دخول الأقصى من ناحية ثانية، واصلت قوات الاحتلال، أمس، في الجمعة الثانية من شهر رمضان، فرض قيود مشددة على وصول المصلين إلى المسجد الأقصى بفعل حواجزها العسكرية المنتشرة على جميع محاور الطرق المؤدية إلى البلدة القديمة من القدسالمحتلة وعلى أبواب المسجد. في هذا السياق، عزلت قوات الاحتلال البلدة القديمة عن أحيائها في وادي الجوز والصوانة، والطور، والثوري، وسلوان، وراس العامود، وأغلقت الطرق هناك بالسواتر الحديدية، بعد منعها وصول المركبات إلى محيط البلدة القديمة، وأرغمت مَنْ وصل مِن المصلين إلى تلك الحواجز على المشي سيراً على أقدامهم، بمن في ذلك كبار السن والنساء.