حذرت، أمس، وزارة الصحة الفلسطينية في غزة من مضاعفات صحية خطيرة يتعرض لها الجرحى والمرضى المزمنين، بسب نفاد الأدوية بعد منع الاحتلال الصهيوني دخولها، وكذا صعوبات التكفل بهم من طرف الأطقم الطبية، بعد الاستهداف المتعمد للمستشفيات والمرافق الصحية من طرف جيش الاحتلال الصهيوني، الذي أخرج أزيد من 30 مستشفى عن الخدمة ،جراء الاستهداف المباشر منذ السابع أكتوبر الماضي. ولم يجد الجرحى والمرضى بشمال غزة أي مرفق صحي للعلاج، وأغلب الجرحى جراء القصف الصهيوني المتواصل ينزفون حتى الموت بعد تدمير جيش الاحتلال لجميع المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى في إطار محاولته تنفيذ مخططه الإجرامي الرامي إلى تهجير سكان الشمال نحو الجنوب ثم إلى خارج قطاع غزة، في حين هذه المخططات فشلت بعد الصمود الفلسطيني، وأظهرت تقارير إعلامية من غزة عودة سكان نازحين إلى منازلهم المدمرة، بمجرد انسحاب آليات جيش الاحتلال من بعض الأحياء في شمال غزة. وفي السياق ذاته تحدثت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة في بيان لها أمس عن نفاذ الأدوية وغاز النيتروز في غرف العمليات ونقص حاد في الغازات الطبية الأخرى، وطالبت وزارة الصحة المؤسسات الدولية بتوفير الأدوية والعلاج والغازات الطبية بشكل عاجل لإنقاذ الجرحى والمرضى، وفي نفس الوقت تحدثت الوزارة عن إحصاء 6200 مصاب في حالة خطيرة بحاجة إلى نقلهم للخارج لتقلي العلاج وإنقاذ حياتهم بعد عجز الأطقم الطبية داخل غزة التكفل بهم و تدمير الاحتلال النظام الصحي وقلة المعدات والأدوية، وجددت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة دعوتها لمصر بضرورة اتخاذ خطوة جدية بزيادة أعداد الجرحى الذين يعبرون للعلاج في مستشفيات بالخارج، بعد عجز النظام الطبي في غزة وانهياره. وفي سياق استهداف المنظومة الصحية في غزة، شن جيش الاحتلال الصهيوني أمس سلسة غارات جوية وقصف مدفعي على محيط مستشفى ناصر بخانيونس، ويقوم الاحتلال بترويع المرضى والجرحى والنازحين فيه، وتهديد حياتهم، وذكر في هذا الإطار التقرير اليومي الصادر عن المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة أن المرضى والجرحى والنازحون يخشون من استهداف مستشفى ناصر واستكمال مخطط الاستهداف للمستشفيات والقطاع الطبي، كما يتخوفون من تكرار مجازر الاحتلال الصهيوني بمستشفيات الشمال، حيث سقط آلاف الشهداء والجرحى في استهداف مباشر لمستشفيات كمال عدوان، مجمع الشفاء، المعمداني وغيرها، وأكد المصدر ذاته بأن قصف وحصار المستشفيات والانتهاكات الفاضحة لكل القوانين الدولية، يأتي في ظل التواطؤ الأمريكي، والعجز والصمت الدولي على هذه الحرب اللاإنسانية واللاأخلاقية التي يشنها الاحتلال النازي على الشعب الفلسطيني. وفي حصيلة حديثة كشفت عنها وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني خلال 24 ساعة 16 مجزرة سقط خلالها 136 شهيدا و350 جريحا، وفي نفس الوقت كثف جيش الاحتلال الصهيوني من عدوانه على سكان الضفة الغربية، حيث استشهد أمس 9 مواطنين في نابلس وطولكرم في قصف لسيارة واستهداف مسيرة صهيونية لتجمع مجموعة من الشبان، وأشار المكتب الإعلامي لحركة حماس إلى أن الاغتيال عن طريق قصف السيارات في الضفة هو سابقة لم تحدث منذ انتفاضة الأقصى، ودعت حركة حماس جماهير الشعب الفلسطيني والمقاومة في الضفة الغربية إلى تصعيد المقاومة ردا على هذه الجرائم، وتحويل حالة الغليان والغضب التي تنتاب هذه الجماهير إلى قوة دافعة ضد الاحتلال وتجمعاته ومستوطناته وحواجزه، واستنفار الشباب الثائر فيها، للثأر والانتقام لدماء الشهداء، ومواكبة حرب الإبادة التي تشن في غزة، وأشار نفس التقرير إلى أن عدد الشهداء في الضفة الغربية منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى بلغ 358 شهيدا وأكثر من 5 آلاف معتقل. من جانب آخر أوضح أمس بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن الاحتلال الصهيوني يتسبب في قطع وتعطيل شبكات الاتصالات والانترنت للمرة السابعة خلال حرب الإبادة الجماعية على القطاع، وأشار نفس المصدر إلى أن هذه الجريمة مستمرة منذ 5 أيام، مضيفا بأن قطع الاتصالات والانترنت يعني حدوث كوارث تهدد حياة المواطنين، لاسيما عدم إمكانية الوصول إلى عدد من الشهداء والجرحى، وبذلك ارتفاع أعداد الضحايا بشكل مضاعف في ظل استمرار الحرب الوحشية، والقصف المتواصل للمنازل والأحياء الآمنة، وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن استمرار قطع الاتصالات والانترنت يعد جريمة متكاملة مع سبق الإصرار، وتعمل على تعميق الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، وحمل نفس البيان الاحتلال الصهيوني كامل المسؤولية عن هذه الجريمة المتواصلة بحق 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة، كما حمل الولاياتالمتحدةالأمريكية والمجتمع الدولي المسؤولية أيضا عن جرائم الاحتلال المختلفة ضمن حرب الإبادة الجماعية المعلنة، وطالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة كل دول العالم الحر بوقف الحرب الإجرامية عن الشعب الفلسطيني بشكل فوري وعاجل، كما طالب المنظمات الدولية ذات العلاقة بالاتصالات والانترنت بالضغط على الاحتلال من أجل تشغيل شبكات الاتصالات والانترنت في قطاع غزة، ووضع حد لهذه المأساة المتكررة والمستمرة. من جهة أخرى استنكر أمس عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم في تصريح صحفي توجه ألمانيا للموافقة على إرسال نحو 10 آلاف قذيفة دبابة للاحتلال الصهيوني، مما يحول ألمانيا حسبه إلى شريك مباشر في الحرب على الشعب الفلسطيني، وتتحمل كامل المسؤولية السياسية والأخلاقية عن جرائم الحرب التي ترتكبها الحكومة الصهيونية النازية وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأضاف باسم نعيم بأن ألمانيا يبدوا أنها تعيد إنتاج تاريخها المليء بالخطايا بحق البشرية، ولم تردعها كل دروس الماضي، مؤكدا بأن الشعب الفلسطيني لن ينسى ولن يغفر لكل من شارك في العدوان عليه أو أعطى الغطاء لهذا العدو المجرم الذي استباح كل المحرمات.