عادات عائلية تصنع أجواء الفرحة تتعدّد مظاهر العادات العائلية أيام عيد الفطر المبارك بولايتي الشلف وعين الدفلى بين المدن والمناطق الريفية التي تعيش أجواء متميزة وفرحة أسرية تكون فيها ربات البيوت خاصة الأولياء منهم على موعد جمع الأطفال والتجمع في حلقة توزع فيها أنواع الحلويات. وما تم تحضيره من أطباق شعبية. إحياء هذه المظاهر المتميزة في نفحة وأجواء عيد الفطر السعيد فرصة تنتظرها العائلات الشلفية والدفلاوية كطقوس تأبى النسيان من خلال تمسك الأمهات والآباء بهذه العادات التي يحضر لها سواء في الأوساط الريفية والقرى والمداشر أو المدن التي تتشكل في الغالب من عائلات يربطها المد الأسري من حيث الألقاب والأنساب. فتحضير الأكلات الشعبية بالشلف خاصة في هذه الأوساط والأسر الريفية له طابع خاص تقول خديجة وجارتها فاطمة التي وجدناها وسط أروقة بعض المجمعات التجارية لاقتناء مادة البيض والزبدة والزبيب لإعداد مادة الخبز (المطلوع)، الذي يتم تحضيره وبشرائح البيض ورشه بحبات الزبيب وطلائه بدهن الزبدة وتقديمه يوم العيد في حدود الساعة العاشرة صباحا لأفراد العائلة، أما من تخلف أو امتنع عن أخذ نصيبه من هذه الأكلة الشعبية يحتفظ بها إلى غاية تناولها من طرف هؤلاء، تقول محدثتنا السيدة خديجة رفقة جارتها من الشطية الحاجة فاطمة التي أبانت عن تمسكها الشديد بهذه العادة، التي قالت أنها حافظت لها منذ كانت في قرية نائية بضواحي بلدية أولاد فارس. ومن جانب آخر، تحرص العائلات المنحدرة من مداشر بلديتي سنجاس والأبيض مجاجة على تقديم ما يسمى بالخبيز سواء من نوع المعروك، الذي يكون على طبقات خشنة نوعا ما أو الملوي المسمى بالمشروق على أن يكون سيد الطبق المقدم للأولاد والضيوف من العائلة الموسعة، كما يحضر هذه الأجواء الجيران تشير محدثتنا الحاجة فاقد عائشة من منطقة الصوالح بأعالي سنجاس المحاذية لمناطق برج بونعامة بولاية تسمسيلت التي تستعد لوضع طاجين الطين جانبا رفقة صفار البيض. هو الاستعداد نفسه في تحضير مادة البغرير الذي يكون بزبدة البقرة كما هو الحال بمنطقة القواجلية وكوان والزمول بمداشر واد الفضة، تقول حورية التي دأبت على هذه العادة منذ نشأتها على يد المرحومة الدروشة، تقول هذه الأخيرة بافتخار وعزة رفقة زوجها عبد القادر. هذه الأجواء من العادات المتجذرة في الضمير الشلفي تلقى الإقبال لأفراد الأسرة والأطفال خاصة بعد الرجوع من أداء صلاة العيد، حيث تتسابق البراءة لأخذ مكانهم في الحلقة التي تعقدها العجوز أو الأم على حسب الاستعدادات العائلية المتوارثة، يقول الأب محمود من مجاجة مهد العلماء والزوايا المشهورة بالمنطقة. هذه المظاهر التي نجد لها بعض الأثر في يوم العيد بالمدن الحضرية كتنس والشلف وبوقادر ومليانة وعين الدفلى وخميس ملينة وبومدفع وحمام ريغة، كون التنوع العائلي والروابط الأسرية يفتح بات عادات المدينة ذات الطابع الحضري خاصة المدن العريقة كمليانة وحمام ريغة وعين التركي التي أخذت من التراث العثماني التركي نصيبا من العادات والتقاليد التي ما زالت راسخة في ضمير نساء الباب الغربي ومنطقة الصور والحمامة وحي الساعة والشارع الرئيسي بوسط مدينة عروسة زكار الأشم. ومن ناحية أخرى، تلجا بعض العائلات في الوسط الحضري على تطبيق عادة الجدات التي توارثها قبل أن تتحول هذه مناطق إلى فضاءات المدن، كما هو الشأن لدى الحاجة عوالي والحاجة وحشية اللتان تستيقظان على تحضير طبق الكسكس من نوع المسفوف الممزوج بمادة البيض والزبيب وعلى قمته لحم الدجاج، وهي أكلة لازالت مغروسة بالوسط العائلي خاصة بمنطقة بوراشد وواد الفضة وضواحي بلدية الشلف، إلى جانب ذلك تقدم الحلويات العصرية وفاكهة التمر، حسب محدثتنا الحاجة عوالي.