ثورة نوفمبر المظفرة أمدت عمليات الإصلاح والتعليم بوقود شعبي حيّ إنجازات تعزز التوجه الجاد نحو اقتصاد المعرفة في إطار تقديس العلم وتشجيع الابتكار والاستثمار أكد رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، أن ثورة نوفمبر المظفرة أمدت عمليات الإصلاح والتعليم بوقود شعبي حي متعطش للحرية ومشبع بالوطنية، تزداد توهجا اليوم في الجزائر الجديدة التي يرسي دعائمها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مشددا بالقول: "دولة مهيبة أساسها اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة القائمة على العلم والتكنولوجيا والابتكار والإبداع والتقنيات الحديثة..، جزائر جديدة بنهج اقتصادي جديد متنوع المصادر، وتنمية مستدامة تقود قاطرتها عقول أبنائها النيرة، وكفاءاتهم العلمية التي يتطلع الجزائريون عبرها إلى المستقبل بثقة كاملة رغم كل الظروف". قال قوجيل خلال كلمة تلاها نيابة عنه نائبه أوسهلة محمد رضا، في إطار مشاركته في فعالية اليوم الثامن والعشرين للطاقة، أن الجزائر الجديدة استكملت منذ البدء، في إرساء صرحها المؤسساتي، مسيرة التحرير بالعمل على التحرر من التبعية بكافة أنواعها، فاتخذت حرية القرار السياسي والاقتصادي شعارا لها قولا وعملا، وتحررت من عبء المديونية الخارجية، ومن مناهج التسيير البائدة، ومن النماذج الاقتصادية البالية التي استنفذت نجاعتها، في عالم يشهد تحولات سياسية واقتصادية جذرية وتوجهت مقابل ذلك بمرونة وحسن تقدير للموارد نحو اقتصاد عصري معرفي أخضر، يوفر بدائل مضمونة للمحروقات ويقوم على دعائم متينة للتحوّل الطاقوي من خلال الإستراتيجية الوطنية للطاقات المتجددة.. وأبرز رئيس مجلس الأمة، أن الجزائر نجحت في ذلك " بشهادة الأرقام والمؤشرات المتخصصة وبثمار التجربة وانعكاساتها الإيجابية على الواقع، ونجحت الاختيارات الجديدة للجزائر الجديدة بفضل حكمة قيادتها وكفاءة شبابها وطاقاتهم الخلاقة وتحكمهم في توظيف تقنيات الثورة الرقمية، وبفضل تكوينهم وتمكنهم وتمكينهم..، تكوينهم المعرفي الرفيع، وتمكنهم من أدوات العلم والتكنولوجيا، وسياسة تمكينهم باعتبارهم الثروة النظيفة للبلاد، كما وصفهم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون"... وأشار الرجل الثاني في الدولة، إلى أن الجزائر في آفاق 2035 "ستكون قوة اقتصادية، وستكون قد أكملت تحولاتها الطاقوية، وربحت كبرى رهاناتها الاقتصادية، واستقرت على الصورة المشرقة كما أرادها الشهداء الأبرار والمجاهدون الأخيار والتي ننشدها جميعا، جزائر قوية مستقرة آمنة في أرضها وقوت شعبها، يسودها الحق والقانون والعدالة الاجتماعية، جزائر مزدهرة بمؤشرات نمو اقتصادي متصاعدة، ومشاريع ضخمة تكرس الانتقال الطاقوي، وبإنجازات عظيمة تعزّز التوجه الجاد نحو اقتصاد المعرفة في إطار تقديس العلم وتشجيع الابتكار والاستثمار الفعال في رأس المال البشري." وخاطب قوجيل طلاب الحاضرين بالمناسبة، قائلا: "أنتم ركيزة الجزائر في مواجهة التحديات الاقتصادية ورهانات الرقمنة، والضامن لنجاح التحول الطاقوي المنشود لاسيما في وجود سياسات داعمة، وأنتم القيمة الحقيقية في اقتصاد إنتاج القيمة."، مضيفا " إنكم تشهدون مرحلة تاريخية عظيمة، يتشكل فيها جزء هام جديد من الذاكرة الوطنية الممتدة عبر مئات السنين، وتساهمون أنتم في تشكيله من خلال مشاركتكم في بناء النسخة الجديدة من جزائر نوفمبر، وإعلاء مكانتها وريادتها بين الأمم بالعلم والمعرفة والتضامن والوحدة والعمل.. إنها مسؤولية جليلة، وأنتم أهل لها.".. وبالمناسبة حيا رئيس مجلس الأمة، ما أسماه ب "الاختيار الحكيم" ليوم العلم، المصادف للسادس عشر من أبريل، ذكرى وفاة رائد النهضة الإصلاحية العلامة عبد الحميد بن باديس، وجعله لقاء سنويا يجمع الطلبة من شباب الجزائر المثابر المثقف الواعي، ويفتح معهم قناة للحوار وابتكار الأفكار حول النموذج الطاقوي للجزائر، وذلك يقول قوجيل في كنف مناسبة وطنية تنعش الذاكرة بمآثر الشهداء والمجاهدين من العلماء والمثقفين الجزائريين، وتعيد إلى الأذهان تضحياتهم ونضالاتهم الفكرية من أجل تحرير العقول بسلاح العلم، وتكريس الانتماء الصحيح للأمة الجزائرية، وتخليص الهوية الوطنية من مخططات الاستعمار التي سعت إلى طمسها بالجهل والخرافة والعقائد الفاسدة، كخطوة جوهرية نحو تحرير الأرض"...